إسأل أي واحد في الأردن من الجيل السابق، عن المربي الفاضل الأستاذ سالم صقر وسيعطيك من الإنطباعات والسجايا ما يفسّر لك لماذا نقرّظ نجله الدكتور وليد المعاني ولماذا نسمح لأنفسنا بأن ندعو للإنصات له مرة واثنتين وعشر دون أن نقع في شبهة الترويج أو المجاملات أو المغالاة.
دعك من سجايا الصراحة والوضوح والعقل العلمي والإنصاف والنأي عن الشبهات في كافة المفاصل الوظيفية التي اضطلع بها الدكتور المعاني وقد جمع بين الطب والتربية قبل أن يكرم بعضوية مجلس الملك. فهذه الصفات ورث منها الكثير بقدر ما اكتسب منها في دراسته ببريطانيا.
فقط هنا سنورد بعضاً من المشاريع الريادية التي تحتسب للرجل على أنها مبادارات كان يمكن أن تزدهر أكثر لو أنها وجدت المتابعة التي تستحقها فآفة الإدراة والخطط لدينا في الأردن- كما يقول – هي قصر عمر الحكومات والوزارات، مع رغبة الكثيرين بأن يشطبوا ما قبلهم ويبدأوا من أول السطر.
مثلاً موضوع التوجيهي التي توصف سنوياً بأنها مهرجان مآساوي دوري. هذه الماساة كان يمكن أن تنتهي قبل 15 سنة لو أن فترة بقاء الرجل طالت لأسبوعين آخرين. التسجيل الألكتروني في الجامعات، كلية تكنولوجيا المعلومات، مشروع الالف حاسوب، مركز أثير للاتصالات، مكتب خدمة المجتمع، برنامج جراحة الأعصاب، ومثلها العشرات من المبادارات والطروحات التي كانت في أوقاتها تعتبر فتوحات علمية وتقنية.
أبوطارق يمتلك رصيداً من الثقة يتجاوز كل ذلك. فهو صاحب رؤية اجتماع -سياسية لا يتردد بطرحها حتى لو كانت قاسية على مسامع البعض. يصف المجتمع الأردني بأننا «شعب لا نحب التطوع ولا التبرع. يرى أن العنف في الجامعات هو عنف اجتماعي ينشأ في البيت ثم ينتقل للمدرسة، وأن المعلمين والأطباء الذين يتعرضون للضرب لا يلبثون أن يتنازلوا عن حقوقهم بالجاهات الاجتماعية. أما لماذا فقدت الوظائف الخدمية احترامها وهيبتها لدينا، فهو لأن أصحابها ما عادوا يحصنونها بالهيبة المفترضة.
طريفة وصحيحة رؤية د. المعاني لأسباب فشل الأحزاب التي يقال أنها عماد الإصلاح السياسي. فقد تربى الجيل الحالي على أيدي آباء يحذرون أبناءهم من تبعات الحزبية، ولن تأخذ الأحزاب دورها ووظيفتها قبل أن ينقضي الجيل الحالي المرعوب من الحزبية.