وتحدّث في حفل الإشهار الذي شهد حضورا واسعا لعدد من السفراء وكبار الشخصيات والباحثين والأكاديميين والمتخصصين والكُتّاب، كلٌّ من عميد شؤون الطلبة في الجامعة الأردنية الدكتور مهند مبيضين والدكتور محمد أبو رمان والدكتور وليد عبد الحي والباحث حسن أبو هنية، باعتبارهم مُحلّلين ومُقيِّمين لبعض النقاط والقضايا التي ركّز الكتاب عليها.
وأوضح الشرفات أنّ الكتاب يتكوّن من أربعة فصول؛ التاريخ الجيوسياسي والاجتماعي للأردن، والإرهاب العالمي، ويبحث فيهما تعريفَ الإرهاب وإشكاليات المفهوم، وفي الفصل الثالث يبحث الإرهاب في الأردن، ويُقدّم المؤلف هنا دراسة للإرهاب باستخدام السلاسل الزمنية، وفي الفصل الرابع يبحث ظاهرة التيار السلفي الجهادي في الأردن، وتأثير الإرهاب على بنية وسلوك الدولة، والنموذج الأردني في مكافحة الإرهاب، وملف المقاتلين الأردنيين في سوريا والعراق، ومشاركة الأردنيين في تنظيم حرّاس الدين، مثل تنظيم القاعدة في سوريا، وتقييم الاستراتيجية الأردنية لمكافحة الإرهاب والتطرّف العنيف.
وفسّر الشرفات كذلك المقصد من وراء اختياره لمصطلح الأسطوغرافية باعتباره مصطلحا دالًّا على التأريخ وكيفية كتابة التأريخ، حيث لا يمكن الحديث عن موضوع مثل الإرهاب دون الرجوع إلى تاريخه، وأيضًا أوضح سبب تسميته عنوان الكتاب بحارس النهر بأنه قصد الأردن ونهر الأردن الذي يُعدّ شاهدًا على كل ما مرّ به الأردن من أحداث وقصص وتضحيات.
ويُقدّم المؤلف أيضًا مجموعة من القوائم الزمنية التسلسلية والصور والأشكال؛ مثل الأحداث التي أثّرت على تاريخ الأردن خلال الفترة 1921 ـ 2021، ومجموعة من القوائم والأشكال الخاصة بالتحليل الإحصائي للعمليات الإرهابية وتصنيفها حسب أساليبها، وأهمّ قيادات السلفية الجهادية في الأردن.
وتكمُن أهمية الكتاب، كما يُقدّرها الشرفات، في أنّه شهادة من الداخل تعكس رؤية أردنية متخصصة لظاهرة الإرهاب في الأردن، كما إنّه لا يُعدّ مجرّد تأريخٍ للإرهاب، لكنّه معالجة منهجية لجينولوجيا الإرهاب، تفحّص من خلالها فرضية الكتاب الرئيسية القائلة بأنّ الإرهاب في الأردن، خلال الـ(100) عام الماضية، كان مصدره الرئيسي تأثيرات البيئة الخارجية، لا بيئته الداخلية.