محمد جميل خضر- ترافقه الشاعرة الأردنية ليالي العموش، أحيا الشاعر السعودي عبيد الدبيسي الجهني أول من أمس في مدرج أحمد اللوزي داخل كلية تكنولوجيا معلومات الجامعة الأردنية، أمسية شعر نبطي تراكض لها عدد من طلبة الجامعة والمهتمين بهذا النوع الشعري.
الأمسية التي رعاها مندوباً عن رئيس الجامعة الأردنية د. اخليف الطراونة، عميد شؤون الطلبة د. أحمد علي العويدي، حققت خصوصيتها المتعلقة بما يستدعيه الشعر النبطي من شجونٍ خاصة به، وشكل تفاعل يختلف عن غيره، وثقافة لها امتدادها العربي البدوي، وأجواؤها وأعرافها وتقالديها.
وفق ما تقدم، رحّبت الشاعرة النبطية ليالي العموش بالشاعر الضيف:
"يا مرحبا بللي نظم أبيات بفكارهوجانا اليوم ينشدها لحن والشوق حاليهابها من زين ماسولف كشف للورد أسرارهوخلى الشعر يزهابه مع أولها وتاليهاقصايد جملت روعت سهرنا شعت انوارهتشوش بوجهها فرحه حلها في تجليهاهنا الشاعر مع الفكره عزف بالفن قيثارهطربله كل من قال الغوالي مع غواليها".
وهو السياق نفسه الذي جعل الشاعر بدوره، يشكر من استضافوه، ويتغنى بالأردن وقائده، أيضاً من خلال شعر نبطي استهله بعبارة: "مدري ويش أكتب ويش أضيف، والشعر عاجز عن التوصيف وبختصر بيه يا سادة".
الجهني صاحب أوبريت الجنادرية الخامسة عشر "أمجاد الموحد"، ألقى في الأمسية 16 قصيدة نبطية: ما هو غرور، خلوه يجرح، يعرف قلبي قبل يدق، راحة الروح، المر ذقته بلهفة، ومن التفعيلة قصيدة قلبي وتر حساس وإيدينك الريشة التي غناها الفنان السعودي عبد المجيد عبد الله، عليك ما ينخاف التي غناها الفنان راشد الماجد، ما هو صباح الورد، ما أحب راس السنة، ترى ضلوعي، تعبت، ذبحني، قصيدة "مثل السواحل رواها" التي غناها عبادي الجوهر، وختم بقصيدة "تزهر الملوك".
في قصيدة "خلّوه يجرح" يصل الشاعر إلى ذرى الحب العالية عندما يتقبل العاشق تجريح المعشوق بنفس راضية، دون أن يقابل تجريحه بتجريح:
"خلّوه يجرح لين يرضي غروره اناكذا ممنون لجروح الاحبابما والله ازعل منه واجرح شعوره هاذي طبيعه فيه والطبع غلاب".إنه الوفاء المشوب بالتعب، المسكون بالأمل:
"تعبت أقوم بوجه الايام واطيح........................ لطاب جرح ولندفن واحتسبتهياهي سنيني ماكتفت بالتباريح........................ ياذا الزمان شكلي كذا ماعجبتهكني خطا ويدين الايام تصحيح.........................شيٍ بري منه وشيٍ ارتكبتهعشرين مرّن كل ابوهن بتلميح.......................جرح قضا نزفه وجرح عصبتهما كني اللي شال هم المجاريح....................... لو هو لقب مجروح انا ماكسبتهكل مانشا غيم نشوله مشافيح......................... وانا الذي محتاج سيله ونبتهدقيت باب ماعرف له مفاتيح........................ أبطيت أحاول جرحتني خشبتهقلت اتركه باكر تجي تشعله ريح......................... أثري ليالي جمعته مثل سبته".
من جهتها قرأت الشاعرة ليالي عدداً من القصائد التي تناوبت خلالها مع الجهني، وحاولت بأسلوبها الخاص، وأدائها اللافت، إضفاء جو مختلف على أمسية النبط. ولم تنس العموش أن تحيي عمان في واحدة من قصائدها:
"من انتماء الروح لتراب عمانجيت أنثر أشواق الغلا يا جماعهغنيت لك بصوت وبعذب اللحانيطرب سماع اللي تهيا سماعهيادار ما مثلك على الأرض بلدانعن حب غيرك ارتويتك مناعهأسوق روحي سوق لعيون عمانواذا انتخت بي قلت سمع وطاعه".
ومتفاعلة مع أجواء الغزل واللوعة والتشبب بالمحبوب التي فجرها الجهني داخل آفاق الأمسية، أنشدت العموش تقول:
ليت التعب صاحبي مخلوفلمشي معك لآخر الدربيلو الخلايق تصير وقوفلعلن على عذلي حربيمير انت باين على المكشوفكدرت كأس الغلا وشربيفرقاك ياصاحبي معروفماعاد لك درب مع دربي".
في ختام الأمسية التي حضرها إضافة لحشد الطلبة، عدد من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية ومدراء الدوائر، قدم عميد شؤون الطلبة درعاً تذكارياً للشاعر الجهني الذي غنى قصائده كبار فناني الخليج العربي مثل محمد عبده وطلال مداح وغيرهما.