الذكريات في هذا الموقع العريق تبعث على الفخر والتفاؤل خصوصاً أن سجل الأحداث ينقلني في السنوات المتتابعة إلى الأجمل والأحلى ويضيء طريق الأمل والنجاح إلى درجات السلم العليا والتي بها يتنفس الناجح الهواء النقي.
وشريط الذكريات من بداية المشوار غني بالأحداث ولا يمكن لكاتب أن يختصر الزمن وأحداثه بمقالة أو حتى كتاب، ولكن للمبدع الذي يتمتع بسقف غير محدد الطموح بأن يجتهد أحيانا في سرد قصة أو سلسلة من الأحداث ويربطها لتكون عبرة لمجتهد آخر، يضيف إليها ما يفيد، ويتجنب السلبيات التي يرى، لتكون قصة نجاح أخرى وبشكل آخر، وعليه سأجتهد بواقع حلقة ومحطة من مسلسل حياتي الذي يغدق بالفائدة والحكمة كما أرى، حدوده السنوات الطويلة من العمر التي نقلتني من مرحلة الطالب المجتهد إلى مرحلة المدرس المبدع حيث غادرت مدينة الحصن المحبوبة الى القاهرة لدراسة الطب سنة 1977 ،حلم بدأت أحداثة بالمرحلة الابتدائية بذكرى سجلت تحولاً جذرياً على أمنيات التحدي عندما سألني أحد الأساتذة وأنا بمستوى الصف الرابع الابتدائي عن المهنة التي أريد في المستقبل، فلم أتردد بسرعة الجواب «طبيب» وهي شتلة زرع طموحها شقيقي الأكبر كريم الذي مثل القدوة الأبهى للعائلة فترجم أمنيته بدخول كلية الطب بطريق صخري غير معبد، وهو الطريق الذي سلكه شقيقي أكرم وأنا بنفس الكلية ولكن بظروف ميسرة، حيث هممت بالسفر للقاهرة لتحقيق أمنية وترجمة حلم لواقع بدعم من الوالدين بالرغم من ضيق ذات اليد وتنكر المتبرعين بالمساعدة بنصائح كانت كفيلة لارتداء ثوب روتين يقزم الابداع.