Zenko Magazine
نائب رئيس جمهورية بنما: الأردن وبنما تجمعهما علاقات ثنائية تمتد لـ(25) سنة

​أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ ) فادية العتيبي- قالت نائب رئيس جمهورية بنما وزيرة الشؤون الخارجية إزابيل سانت مالو إن الأردن وبنما يتمتعان بـ (25) سنة من العلاقات الثنائية المشتركة، فبالرغم من بعد المسافة بين بعضهما البعض إلا أن قيم الحرية المشتركة واحترام التنوع والاستقلال توحدهما، والأهم من ذاك كله الدور التاريخي الذي يلعبانه في تعزيز الحوار والسلام  ونبذ الإرهاب في المنطقة.

 

    
وأضافت في محاضرة استضافتها فيها كلية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية للحديث عن "العلاقات الأردنية البنمية" أنه لا بد من اعترافها باسم بلادها بدور الأردن وبالجهود التي يبذلها جلالة الملك عبد الله الثاني والأردن في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين وإحلال السلام في المنطقة.
 
 
وتابعت قائلة :" نحن نقدر الدور الإنساني الذي يقوم به الأردن  في تضامنه واستضافته للعدد الكبير من اللاجئين السوريين الذي بلغ عددهم حوالي (1,3) مليون في بلد يبلغ عدد سكانه (8) ملايين، ما يمثل هذا الرقم ثقلا كبيرا، مؤكدة التزام بنما بحقوق الإنسان والاستجابة الإنسانية حيث جرى في العام الماضي إرسال مجموعة من مدرسي اللغة الإنجليزية إلى مخيمات اللاجئين في إطار دعم جهود الأردن وتقديم أشكال أخرى من التعاون للمخيمات.
 
 
وتناولت مالو في المحاضرة التي حضرها رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عبد الكريم القضاة وعميد الكلية الدكتور محمد القطاطشة وعدد من كبار المسؤولين في السفارة البنمية وفي الجامعة وسفراء ودبلوماسيين بعض الدول وأعضاء الهيئة التدريسية في الكلية، جملة من المحاور التي طالت الشأن الداخلي  والخارجي لجمهورية بنما من سياسات وتحديات وتطلعات.
 
 
وقالت:" تماما كما الشرق الأوسط يواجه تحديا جيوسياسيا يتمثل بالهجرة، فإن أمريكا اللاتينية لديها تحديات كما هي حالات فنزويلا ونيكاراغوا، حيث يعاني الناس هناك ولا تحترم حقوقهم ويضطرون بطريقة غير مباشرة إلى مغادرة بلدهم، مشيرة إلى أن أزمتهم تلك أثرت على بنما وقد تلقت موجات كبيرة من الهجرة التي يصعب تحملها.
 
 
وأكدت مالو إيمان (بنما) بأهمية تعددية الأطراف والتعاون كأداة للتنمية، ولهذا تم إطلاق سياسة Falcon))، وهي استراتيجية تم وضعها من أجل تقوية وتعزيز العلاقات مع الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، لافتة إلى افتتاح بنما مؤخراً لسفارتها في الأردن وتتطلع إلى زيادة تعاونها في مجالات تفيد البلدين.
 
 
وتابعت قائلة إن (بنما) تعد بوابة الشرق الأوسط من أجل إقامة تلك الشراكات، لأسباب منها أن بنما هي الأرض التي خرجت من المياه  قبل 3 ملايين سنة  لربط القارة  وتغيير التيارات المحيطية، ومنذ تلك اللحظة بدأت في لعب دورها كحلقة وصل، وبعد عدة عقود من ذلك، تم بناء قناة بنما وبدأت حقبة جديدة من العبور والتجارة.
 
 
وأضافت أنه على مدار الثلاثين عامًا الماضية، تمتعت بنما بديمقراطية مستقرة وقوية، وخلقت مناخًا آمنًا للاستثمارات، حتى أضحت منصة للتجارة الدولية، ومركز عالمي للتجارة والاتصال، مؤكدة أن موقع بنما الجغرافي يشكل أساس نجاحها.
 
 
وفيما يتعلق بالإستثمار في بنما، قالت مالو إن بنما تقوم على اقتصاد متنوع، وخدمات عالية الجودة حيث لا يوجد قطاع يتجاوز 20 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي،  وفي العقد الماضي  كانت بنما واحدة من أسرع الاقتصادات نمواً في جميع أنحاء العالم، حيث كان متوسط النمو السنوي  بين عامي ( 2001 و 2013)  7.2 ٪، أي أكثر من ضعف المتوسط الإقليمي، وبحسب التوقعات فإنها ستستمر في الارتفاع.
 
 
وأضافت أنه في السنوات العشر الماضية تم إنشاء أكثر من 135 شركة متعددة الجنسيات مقرها الإقليمي في بنما، كان ذلك بفضل ما وفرناه من أسس وخدمات لوجستية  أسهمت في جذب وجود تلك الشركات بالإضافة لموقع بنما الجغرافي والأنظمة الخاصة التي تم إنشاؤها لتسهيل وجود الشركات الأجنبية.
 
 
وأكدت رغبة بنما والتزامها للوصول إلى أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030  مع الأخذ بالاعتبار واقع المنطقة ، حيث يصبح تحقيق أجندة 2030 تحديًا كبيرًا، معربة عن قناعتها بالحاجة إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ (17) لما فيها من ضمان أيام أفضل للأجيال القادمة.
 
 
وأوضحت مالو أن معظم المشكلات التي نواجهها اليوم، هي نفسها التي واجهناها قبل عقد من الزمن، وستكون هي نفسها التي سنواجهها خلال 10 سنوات المقبلة إذا لم يتم وضع سياسات تستهدف رفاهية الناس، ولها تأثير مباشر في المجتمعات، لافتة إلى أن أجندة (2030) ستسهم في الانتقال من المستوى المحلي إلى العالمي، وتتطلب مشاركة كل قطاع لضمان عدم تخلف أحد عن الركب.
 
 
ونوهت مالو إلى أن تمكين وسد الفجوات بين الجنسين أمر أساسي لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وإذا لم تتحقق المساواة بين الجنسين بحلول عام 2030 ، فستفشل الجهود في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مهنئة الأردن على الجهود التي يبذلها لتحقيق المساواة بين الجنسين.
 
 
وفي المحور الإنساني والتزام بنما في تحقيق خطة عام 2030، أشارت مالو إلى افتتاح المركز الإقليمي للخدمات اللوجستية للمساعدات الإنسانية، وتوفير منصة لوجستية تسهل استقبال وتخزين وإعادة توزيع اللوازم والمعدات وتعبئة الموارد البشرية لإدارة فعالة للمساعدة الإنسانية في مواجهة حالات الطوارئ الوطنية والدولية، وبناء أول مركز إنساني لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لتوفير البنية التحتية التي تسهل المساعدة الإنسانية في القارة.
 
 
وفيما يتعلق  باستراتيجيات الشؤون الخارجية، أكدت مالو حرص بلادها على لعب دورا أكبر في دعم القطاع العلمي الوطني، من خلال إطلاق استراتيجية تتعلق بالدبلوماسية العلمية، يترتب عليها مضاعفة العمل مع المؤسسات الوطنية لتوسيع شبكات الاتصال الدولية الخاصة ببنما وشركائها للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المؤسسات العلمية والتعليمية لبحث فرص تعاون مشتركة.
 
 
وفي هذا الصدد، نوهت مالو إلى لقائها برئيسة الجمعية العلمية الملكية الأميرة سمية بنت الحسن لبحث فرص التعاون في هذا المجال، وتوقيعها لاتفاقيتي تعاون علمي وأكاديمي مع الجامعة الأردنية اليوم وقعها عن الجامعة رئيسها القضاة ستسهمان حتما في التعرف على بنما من خلال الدراسة فيها.
 
 
بدوره، وخلال إدارته للمحاضرة، أشار نائب عميد الكلية الدكتور محمد خير عيادات، إلى أن زيارة مالو للأردن ولقائها بجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم، واستضافتها في هذه المحاضرة يعبر عن وجود حوار بين الأردن وبنما يرتكز على العلاقات الإنسانية القائمة على مبادىء التفاهم والتسامح، معربا عن أمنياته في أن يمتد هذا الحوار ليشمل جوانب مختلفة منها تربوية واقتصادية وسياسية.
 
 
وقال عيادات بالرغم من صغر حجم الدولتين إلا أن التأثير على الرفاه الإقليمي والدولي قد تجاوز تلك المحددات، فالأردن وبقيادة جلالة الملك الذي أشرف على رسالة عمان، تلك الوثيقة التي تعد أهم وثيقة للتفاهم بين أتباع الديانات المختلفة، وكذلك المذاهب المختلفة داخل كل عقيدة دينية، مؤكدا أن اهتمام جلالته بهذا الحوار الإنساني  والمنفتح  جعل من الأردن  بلدا معترفا به وحاضرا في كل المحافل الدولية، فالأردن ليست بدولة محايدة بل يقف على أرضية أخلاقية صلبة.
 
 
وأضاف أن النموذج البنمي في التحول الديمقراطي هو أيضا نموذج مهم، حيث استطاعت بنما التحول من النظام الدكتاتوري غير مسؤول إلى نظام ديمقراطي مستقر قائم على التعددية والتداول السلمي، مشيرا إلى ما يجمع البلدين من اهتمامات تتعلق بالمرأة وتمكينها وقد حققوا إنجازات يشاد بها في هذا الشأن وأن وجود نائب رئيس الجمهورية بيننا تأكيد على تلك الإنجازات.
 
 
2019/04/04