Zenko Magazine
علماء اجتماع يبحثون واقع ومشكلات المجتمع العربي ويتنبؤون بمستقبله

​أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ ) فادية العتيبي- تنطلق في الجامعة الأردنية بعد يوم غد الأربعاء فعاليات المؤتمر الإقليمي الأول الذي ينظمه قسم علم الاجتماع في كلية الآداب بعنوان"المجتمع العربي: أزمة الراهن وسؤال المستقبل" وبمشاركة محلية وعربية واسعة.

 

ويأتي انعقاد المؤتمر الذي يعقد برعاية رئيس الجامعة الدكتور عبد الكريم القضاة للوقوف على أبرز التحديات والمشكلات التي تواجه المجتمع العربي في ظل التحولات العديدة التي يشهدها في الوقت الراهن ونجم عنها احتمالات وتصورات مفتوحة على المجهول، للتوعية بمخاطرها وتداعياتها، وفي سبيل وضع سيناريوهات وتصورات لمستقبل هذا المجتمع العربي تستند إلى دراسات مستقبلية منهجية ومنطقية.
 
 
 
رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر/ رئيس قسم علم الاجتماع الدكتور اسماعيل الزيود أكد أن المؤتمر يشكل فرصة ذهبية يجتمع تحت مظلته نخبة من الأساتذة والأكاديميين والباحثين في ميادين علم الاجتماع المختلفة، للتباحث والتشاور في كثير من القضايا والتحولات المجتمعية التي عصفت بالمنطقة ولازالت وخصوصا بعد اندلاع فتيل الربيع العربي.
 
 
وقال إنه على الرغم من وفرة الموارد الطبيعية التي يتمتع بها المجتمع العربي، وتنوع الكفاءات والقدرات التي يمتلكها مواطنوه، إلا أنه ولسوء الحظ مجتمع مأزوم وقلق بسبب ما يواجه من مشكلات وما يتعرض له من مخاطر وما يجابه من تحديات على كافة الصعد والمستويات، من بطالة وفساد وسكان وفقر وصراعات داخلية وخارجية وإرهاب وتطرف وجوع وتدفق إعلامي غير متوازن ومخدرات وهجرة ولجوء وغيرها من المشاكل التي باتت تتفاقم.
 
 
وأضاف الزيود إن كل ما ذكر من شأنه عرقلة تنمية المجتمع العربي وتحد من تقدمه وتسهم في تفتيت تماسكه، ناهيك عن إضعاف حس المواطنة والانتماء لدى مواطنيه، ولهذا بات من غير المعقول أن يقف علماء الاجتماع العرب مكتوفي الأيدي أمام المشكلات والظواهر الاجتماعية التي تعيشها المنطقة ولم تألفها في فترات سابقة، ليضعوا جل عطائهم ونفع علومهم في هذا المؤتمر لدراسة وتحليل واقع وأسباب هذه المشكلات والتنبؤ بمستقبلها من حيث الإندثار والتنامي وما هي الآثار التي تتركها على الفرد والمجتمع.
 
 
وأوضح الزيود أن المؤتمر يأتي انعقاده كحاجة ملحة تتطلبها المرحلة، ولهذا ارتأى قسم علم الاجتماع أن ينظم مثل هذا المؤتمر هو الأول من نوعه، للتخطيط للمستقبل الذي ينتظر مجتمعنا العربي في ظل الظواهر التي باتت تتبدل وتتطور وأضحت تنخر جسده، مشيرا إلى أن الأوضاع الجيوسياسية التي يشهدها الاقليم من حركات احتجاجية وتغييرات في الأنظمة العربية وعدم استقرار للعلاقات بين دول الجوار، وانعكاساتها السلبية على الواقع الاقتصادي ستتصدر أجندة ومناقشات أعمال المؤتمر.
 
 
وأعرب الزيود في أن يفضي المؤتمر بتوصيات جمة تفضي إلى حلول جذرية للمشكلات التي يعيشها المجتمع العربي، والتنبؤ بمستقبله الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، موقنا أن المؤتمر من شأنه إعادة الألق لعلم الاجتماع وللعاملين في حقله، لما يمتلكونه من قدرات علمية ومفاتيح عملية ستسهم في تخفيف وطأة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي هي في تردِ مستمر.
 
 
والمؤتمر الذي يستمر أعماله ليومين، بمشاركة عربية من دول مثل تونس والإمارات والسعودية وليبيا والجزائر وفلسطين، بالإضافة إلى الأردن، سيناقش جملة من الموضوعات التي ترتكز على محاور اجتماعية ونفسية واقتصادية وتاريخية وثقافية وديموغرافية وإعلامية ودراسات مستقبلية.
 
 
وسيجيب المشاركون من خلال أوراق التي سيقدمونها على كثير من الأسئلة المتعلقة بمستقبل هذا المجتمع، وكيف يخططون له، وما هو مستقبل الإرهاب والتطرف والعنف، ومستقبل المشكلة السكانية، ودور التعددية والحرية والديمقراطية في رخاء المجتمع واستقراره الاجتماعي والنفسي والسياسي والثقافي.
 
 
كما سيتناول المشاركون مستقبل الخطاب الإعلامي في عصر المجتمع الشبكي، ومشكلات الشباب في واقع متغير، واللجوء والهوية الوطنية، وأهمية علم الدراسات المستقبلية والاستشرافية في الواقع وما نطمح إليه، وأهمية تجويد مخرجات التعليم العالي ودورها في مواجهة التهديدات الأمنية غير التقليدية.
 
 
من الجدير ذكره، أن الدراسات والبحوث العلمية التي ستطرح خلال أعمال المؤتمر سيتم نشرها في كتاب بعد تحكيمها من قبل اللجنة العلمية للمؤتمر.
 
 
2019/04/22