Zenko Magazine
ثلاثون طالبا من ذوي الإعاقة يسطرون تاريخهم بحروف من ذهب
هبة الكايد  - وأي حروف لها أن تكون من ذهب؛ غير حروف "العلم" التي اختارها أولئك الطلبة لتغيير مسار حياتهم، وليرسموا بها تاريخ مستقبل لم يعد مجهولا أمامهم.
 
 
ثلاثون طالبا من ذوي الاحتياجات الخاصة شاركوا زملاءهم فرحة تخرجهم؛ دمعت عيونهم ولمعت عيون ذويهم ومحبيهم عندما كانت تصدح أصداء أسمائهم فوق سماء ستاد الجامعة الأردنية في حفل تخريج فوجها الرابع والخمسين.
 
 
بعضهم مصاب بإعاقة في إحدى حواسه، وآخر بأغلب حواسه، أحدهم كفيف وآخر أصم، وهناك من جمع بين اثنتين وثلاثة، أو فقد إحدى أطرافه وبات يتحكم به كرسي متحرك يلزمه أينما كان وأينما تمنى أن يكون.
 
 
طلبة آمنوا منذ الصغر أن الله لم يأخذ منهم شيئا إلا ليعطيهم ما هو أفضل عونا لهم في بلوغ أهدافهم، فقرروا أن يتحدوا إعاقتهم، وكان لهم ذلك، باستطاعتهم أن يثبتوا أنهم أصحاب إرادة وإصرار، اختاروا أن يقضوا حياتهم مثلهم مثل البشر الطبيعيين ممن لم يُعقهم شيء في الوصول إلى أحلامهم وصعود سلالم النجاح.
 
 
وبوقفة مع عميد شؤون الطلبة الدكتور خالد العطيات، جاء الحديث أنه تم التنسيق من خلال دائرة الإرشاد الطلابي مع الجهات القائمة على حفل التخريج وتوفير عدد من الطلبة المتطوعين لمرافقة ذوي الاحتياجات الخاصة الراغبين بالمشاركة في مراسم التخريج من مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا وتسهيل إجراءات تخرجهم منذ البداية وأثناء البروفات وخلال الحفل لحين تسلمهم الشهادة.
 

وأكد العطيات أن "الأردنية" تتميز في كل عام بما تقدمه من تسهيلات للطلبة ذوي الإعاقة أثناء حفل التخريج؛ انطلاقا من حرص الجامعة على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، سيّما انفرادها على المستويين المحلي و العربي بكثير من الخدمات التي تقدمها الدائرة.
 
 
وأخيرا، ليس بوسع الجامعة إلا أن تبث مساحة من البركات والثناء لكم يا طلبة تفخر بكم جامعتكم والأمل يعتريها بأن تراكم كذلك المؤلف المشهور الذي وهبه الله حب القراءة والكتابة فأبدع في تأليف العديد من القصص والروايات التي أسرت قلوب وعقول قرائها، وكذلك الموسيقار الشهير الذي منحه الله أصابع ذهبية وأذنا موسيقية فترك لنا كنوزا من النوتات والعُرَب، أو كهذا الفنان الذي عشق الفن والتمثيل فأصبح من أفضل ممثلي العالم الذي يتمنى معجبوه اللقاء به أو التقاط صورة معه، وغيرهم الكثيرون "مثلكم" تماما ممّن لم يقبلوا بأن يكون مرضهم أو إعاقتهم حائلًا بين أحلامهم وطموحاتهم.
 






 

2019/06/30