أخبار الجامعة الأردنية ( أ ج أ ) فادية العتيبي- صادف يوم أمس الاثنين الذكرى السابعة والخمسين لإنشاء الجامعة الأردنية؛ أولى الجامعات، وأمهم التي وصفها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بأنها "التي تجسد مسيرة بناء وعطاء مستمر، وساهم فيها كل الأردنيين بكل عزيمة وإصرار على مواجهة التحديات، وبناء الأردن الحديث القادر على مواكبة العالم ومعطيات العصر الحديث"، ولها تاريخ وحاضر ومستقبل مشرف بالعطاء والإنجاز الحضاري.
على امتداد مسيرتها التعليمية والعلمية، ورسالتها النبيلة في خدمة التعليم العالي، حرصت الجامعة الأردنية أن تظل محافظة على اسمها الذي حملت به اسم الوطن الكبير، وأن يكبر مع مرور السنين متألقا متميزا ومنفردا، ساطعا بين أسماء الكثير من مثيلاتها، فعكفت على استحداث كل ما هو جديد لترتقي بخططها وبرامجها الأكاديمية، وتعلي من بنائها وشموخها، وتوسع من نطاق عملها، ما يمكنها من اختراق مدارات جديدة تدفع بها نحو التفوق والإبداع والابتكار والريادة.
وتسعى الجامعة الأردنية وضمن استراتيجيتها بحسب رؤية رئيسها الدكتور عبد الكريم القضاة إلى أن تكون جامعة ذكية، عالمية، منتجة، تنويرية، وأيضا مستقرة ماليا، تنشد الاعتماد على ذاتها في تطوير بنيانها لإعلاء منارتها، ولتصبح فضاء ذكيا وجاذبا، يثري الوطن بالعلم والكفاءة والخبرة، خدمة للوطن وللأجيال المقبلة.
عن هذا المنجز الوطني الذي أنشىء عام 1962، وفق مرسوم أصدره جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال ( طيب الله ثراه )، يطول الحديث ويصعب السرد، فعلى امتداد عمر هذا الصرح الأكاديمي لم تتراجع الجامعة الأردنية يوما عن المضي في تحقيق بصمات حفل بها تاريخها العريق نسجتها خبرة قاماتها الأكاديمية التي تسلمت دفتها وعزيمة أبنائها ومحبيها، مواصلة دون كلل أو ملل رحلة العمل والعطاء وتحقق إنجازات شكلت شواهد عصر رغم اختلاف وتغير الأزمان.
فيض من غيض، حققت الجامعة الأردنية مؤخرا إنجازا تاريخيا بتقدمها إلى فئة الخمــــس نجوم في تقييم (QS STARS) العالمي وفقا لمؤسسة QS البريطانية التي تعد إحدى أكبر ثلاث جهات تعنى بتصنيف الجامعات على مستوى العالم من حيث الأهمية والتأثير، وتعد هذه الشهادة أرفع شهادة في مجال جودة التعليم العالي تحصل عليها الجامعة منذ نشأتها.
وحصلت الجامعة على خمس نجوم، في ستة من أصل ثمانية محاور اعتمد عليها هذا التقييم هي: محور التعليم، والتوظيف، والعالمية، والبيئة الجامعية، والابتكار، والشمولية. أما في محور تصنيف التخصصات فقد حصلت على تقييم أربع نجوم، وفي مجال البحث العلمي تم تقييمها بثلاث نجوم.
أيضا سجلت الجامعة ترتيبا عالميا ضمن قائمة أفضل الجامعات فى تخصصي طب الأسنان والتمريض، حسب تصنيف "الشنغهاي" العالمي للتخصصات للعام 2019 (Shanghai Ranking: Global Ranking of Academic Subjects).
وبينت نتائج التصنيف الذي يعد أحد أهم وأكثر التصنيفات تأثيرا في العالم ظهور "الأردنية" ضمن قائمة أفضل (200) جامعة في العالم في تخصص التمريض؛ حيث حلت في الفئة (151-200)، وضمن قائمة أفضل (300) جامعة في العالم في تخصص طب الأسنان؛ حيث حلت الجامعة في الفئة (201-300).
كما حلت الجامعة الأردنية في المرتبة 151-200 ضمن قائمة أفضل 250 جامعة في العالم تتراوح أعمارها بين الخمسين والثمانين عاما حسب تصنيف مؤسسة التايـــــمز البريطانــــــــية
(Times Higher Education (THE) Golden Age University Rankings) للعام 2019.
كان هذا على سبيل الذكر لا الحصر، ولكن لا بد من التوقف قليلا لاستذكار ذاك الحدث المهم، وتلك الملحمة الوطنية التي تداعت إليها أسرة الجامعة الأردنية ومحبوها من خريجين وأبناء الوطن، ملبين نداء رئيس الجامعة الدكتور عبد الكريم القضاة الذي نادى بمبادرة خلاقة سعيا إلى تطوير الجامعة والارتقاء بها، عاقدين العزم على مؤازرتها، ودعم مبادرتها؛ "مبادرة تطوير الجامعة الأردنية" بهدف جمع مائة مليون دينار، من أجــــل تطـــــويرها وتعزيز بُناها التحتية والتقنية، وتـــــنفيذ مشـاريعها الطموحة مثل الطريق الدائري، وقاطرة صديقة للبيئة لنقل الطلبة وعمل مسطح أخضر، والأبنية التقنية التعليمية، والابتعاث والتبادل الأكاديمي والطلابي، وخدمة البحث العلمي والابتكار، والبنية التحتية من مبان ومرافق جديدة وترميم وصيانة وإدامة القديمة منها، وأيضا إنشائها وقفية هي الأولى على مستوى الجامعات الأردنية والسعي إلى تنمية مواردها.
وفي سياق متصل، من المنجزات أيضا مشروع الجامعة الأردنية الخاص بإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 16 ميجا واط؛ وذلك بتمويل من بنك القاهرة -عمان وبتسهيل من البنك المركزي، الأمر الذي يعود بالنفع الكثير على الجامعة مستقبلا وسينقلها نقلة نوعية مميزة.