وقال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عبد الكريم القضاة لدى افتتاحه أعمال المؤتمر إن التعلم الإلكتروني والتعليم في إطار النشر الإلكتروني يتطلبان مجهودا لتطوير المواد الأساسية الفاعلة في اللغة العربية، وتقديم التقنيات الإدراكية المبدعة وسيناريوهات التواصل الخلاق، مشيرا إلى أن محاولة النهوض بهذا القطاع تتطلب تفعيل الجهود والطاقات المبدعة المحلية والعربية ما يشكل مفتاح أي تقدم مطلوب يستند إلى أسس علمية رصينة.
وأضاف أن تحقيق الاستدامة المنشودة هو خيار استراتيجي يسهم في ترجمته على أرض الواقع مبادرات تبنتها الجامعة لرفع سوية خريجيها على كافة المستويات، وتأهيلهم ليكونوا روادا في شتى العلوم والمعارف، منوها إلى أن هذا المؤتمر جاء ليواكب ما طرأ من تطورات على عالم تكنولوجيا المعلومات والمكتبات وأساليب التعلم الحديثة التي تسهم في دعم مسيرة التعليم والبحث العلمي.
وأكد القضاة أن انعقاد مؤتمر اليوم يدلل على الشراكة الفاعلة بين العاملين على إنتاج المحتوى الرقمي وعلم المكتبات والمتخصصين في تكنولوجيا المعلومات من أجل تحويل المحتوى النوعي إلى محتوى رقمي نوعي في كافة القطاعات، مشيرا إلى أن تطوير المحتوى الرقمي والنشر الإلكتروني لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار التطورات في التكنولوجيا وتوجهات السوق والحوسبة السحابية ووسائل الإعلام الاجتماعي.
وأوضحت مديرة مكتبة الجامعة/رئيسة المؤتمر الدكتورة نشروان الطاهات اهتمام مكتبة الجامعة بعنوان وموضوع مؤتمرها "الابتكار، والمشاركة، والاستدامة" والذي جاء نابعا من إيمانها الراسخ بضرورة مواكبة عجلة التطور والثورة المعلوماتية والتكنولوجية وما يترتب عليها من آثار على مجتمع المعلومات من جهة، ودعما لرؤية الجامعة الأردنية في التحول إلى جامعة ذكية.
وقالت إننا اليوم في عصر تطبيقات الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، ما يتطلب منا جميعا توعية وتثقيف المجتمعات بتأثير هذه التكنولوجيا وتطبيقاتها في كافة المجالات بما في ذلك قطاع المكتبات والمعلومات.
وأضافت أننا نتطلع في هذا المؤتمر إلى النهوض المعرفي والعلمي في مجال النشر الإلكتروني، الذي بات موضوعا مهما في ضوء مصادر المعلومات المفتوحة والوصول إليها، حيث أن برنامج المؤتمر مليء بالفرص للتعرف إلى أدوات وتقنيات جديدة في مجال النشر الإلكتروني وتطوير البحث العلمي وتحديث أساليب التعلم في ظل منهجيات تؤدي إلى الوصول للتنمية المستدامة.
مدير مركز الفهرس العربي الموحد الدكتور صالح بن محمد المسند أكد في كلمته أهمية المؤتمر الذي يشهد طرح أوراق بحثية تسلط الضوء على قضايا النشر وما يتعلق بها من صعوبات تواجه مؤسسات المعرفة المتمثلة في تقديم خدمات ومعلومات مطورة للباحثين والمستفيدين خصوصا من فئة الشباب الذين يمثلون نسبة تصل إلى (70 %) في مجتمعاتنا العربي.
وقال إن النشر في عالمنا العربي ليس في أحسن حالاته، حيث يشهد هذا العقد تراجعا كبيرا في عدد الكتب المنشورة سنويا نتيجة لما يمر به من ضعف اقتصادي واضطرابات سياسية أثرت بشكل مباشر في التأليف والترجمة والنشر، حيث انخفض معدل النشر السنوي من (46,076) كتابا سنويا خلال العقد الأول من هذا القرن إلى ( 28,234) كتابا سنويا في العقد الحالي، أي ما نسبته حوالي(39%).
وأعرب المسند عن سعادته في انعقاد المؤتمر في الأردن الذي يحتل المرتبة الرابعة في حجم الكتب الورقية المنشورة في العالم العربي بنسبة تقارب الـ (10%)، والمرتبة الخامسة في ترجمة الكتب بنسبة تقارب الـ ( 4%) مما ترجم في العالم العربي وفق آخر دراسة حول مؤشرات التأليف والترجمة.
في حين، قال رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات الدكتور خالد الحلبي إن مكتبة الجامعة الأردنية وفقت في اختيار (الابتكار، والمشاركة والاستدامة) موضوعا لمؤتمرها، مؤكدا في تفصيله: أن الابتكار هو أساس التقدم، والمشاركة هي قوام العمل، والاستدامة هي ضمان مستقبل الأجيال وتواصلها، وما وصلت إليه الحضارة العربية اليوم ما كان إلا بالابتكار وفقا للعصور التي مرت بها، ولا أنارت العالم في عصورها إلا بمشاركة الجميع فيها، داعيا إلى وضع لبنات جديدة للحضارة العربية لتسليمها للأجيال القادمة زاهرة ومضيئة.