التقى توق خلال زیارتھ للجامعة عمداء كلیاتھا مؤكداً حرصھ على زیارة مختلف الجامعات الاردنیة والتحاور مع المسؤولین فیھا حول مختلف القضایا الاستراتیجیة التي تھم وزارة التعلیم العالي وتسھم في تحسین واقع الجامعات.

 

وقال أنھ وعلى الرغم من وضع الخطط الاستراتیجیة بما فیھا الخطة الوطنیة لتنمیة الموارد البشریة إلا أنھ لم یتم إجراء مراجعة نقدیة حقیقیة لمسیرة التعلیم العالي، وقد آن الاوان لإجراء ھذه المراجعة والوقوف على نقاط القوة والخلل في مسیرة التعلیم العالي في الاردن ككل، وتعظیم الایجابیات ومعالجة مواطن الضعف والسلبیات، الأمر الذي یسھم في تطویر والارتقاء بمستوى التعلیم العالي في الأردن ومواكبة التغیرات المتسارعة التي یشھدھا العالم في كافة القطاعات، مشددا على أننا في مجال التعلیم العالي لا نسیر بالسرعة المطلوبة، الأمر الذي یحتم علینا إجراء مراجعة شاملة للبرامج الأكادیمیة المطروحة وخططھا الدراسیة، ودراسة التخصصات الراكدة والمشبعة، وإنشاء التخصصات جدیدة التي تحاكي التوجھات العالمیة التي تسیر نحو الذكاء الاصطناعي، وتحفیز العقل المبدع والابتكاري.

 

وأكد على ضرورة ضبط الحوكمة المالیة والإداریة في الجامعات، وتعزیز تواصلھا مع المجتمع المحلي والعربي والدولي، واستقطاب الطلبة وأعضاء الھیئة التدریسیة من خارج الأردن بما یرفع من تصنیف الجامعة، والسعي للحصول على الدعم الدولي لانشاء البرامج الأكادیمیة والعلمیة في التخصصات ذات الاھتمام الدولي، مشددا على ضرورة إعداد الجامعة لخطة استراتیجیة للسنوات الثلاث القادمة بما یمكنھا من التعامل مع المشاكل المزمنة والخروج من عنق الزجاجة، وتخفیض العجز المالي التراكمي المرتفع لدى مختلف الجامعات الأردنیة على حد سواء.

 

ودعا إلى ضرورة الاستفادة من الخبرات والكفاءات التي تضمھا جامعة الیرموك وزیادة البحث العلمي في الجامعات كماً ونوعاً، واستثمار الافكار الابداعیة والابتكاریة لأعضاء الھیئة التدریسیة وتحویلھا إلى فرص ومشاریع استثماریة تحسن الوضع المالي للجامعة وتحقق دخلا اضافیا یغطي النفقات المتكررة، مشددا على أن الوزارة على أتم الاستعداد لدعم ھذه الأفكار والمشروعات بما یعزز عملیة التنمیة في قطاع التعلیم العالي.

 

بدوره أكد رئیس الجامعة الدكتور زیدان كفافي حرص جامعة الیرموك على التطویر والتحدیث المستمر لكافة الخطط الدراسیة للبرامج الاكادیمیة التي تطرحھا، وانشاء البرامج الجدیدة التي تواكب التطورات المتسارعة التي یشھدھا سوق العمل المحلي والدولي، وتلبي طموحات الشباب الأردني والعربي على حدسواء، مستعرضا عددا من المشاریع التنمویة والاستثماریة التي نفذتھا الجامعة، والمشاریع التي تسعى لتنفیذھا في المستقبل القریب، بما یسھم في دعم موازنة الجامعة وتخفیف مدیونیتھا.

 

وأشار إلى أن الجامعة تسعى لتعزیز الشراكة الحقیقیة مع مختلف المؤسسات والمعاھد التعلیمیة الدولیة المرموقة، وذلك من أجل تبادل الخبرات والمعارف وتحفیز التفكیر الابداعي لدى أعضاء الھیئة التدریسیة بالجامعة والارتقاء بمستوى البحث العلمي فیھا من جھة، وتطویر العملیة التدریسیة وتحسین مستوى طلبة الجامعة وتسلیحھم بالعلوم والمعارف العلمیة الحدیثة والمھارات الأساسیة اللازمة لدخول سوق العمل من جھة أخرى.

 

واستعرض كفافي عددا من الاحصاءیات المتعلقة بعدد الطلبة وأعضاء الھیئتین الاكادیمیة والتدریسیة في الجامعة، وأعداد الطلبة المبعوثین لكبرى الجامعات الدولیة المرموقة، لافتا إلى أن الجامعة استطاعت ومن خلال كلیة السیاحة الحصول على شھادة شھادة الجودة العالمیة للتعلیم العالي للسیاحةTedqual

المعتمدة من منظمة السیاحة العالمیة التابعة لأمم المتحدة، كما أن الجامعة استطاعت التقدم 5 مراتب على مستوى الجامعات العربیة في التصنیف الدولي QS للجامعات.

 

كما شارك عمداء الكلیات في نقاش عدد من المواضیع التي تھم الاسرة الأكادیمیة في الجامعة.

 

وضمن برنامج الزیارة أیضا التقى توق عددا من طلبة الجامعة اكد خلالھ على أھمیة اضطلاع الجامعة بدورھا في تنمیة عقول الشباب الجامعي وتزویدھم بمختلف المھارات التي تؤھلھم لدخول سوق العمل بكفاءة واقتدار وتمكینھم من تنمیة قدراتھم والبناء علیھا في مجال تخصصھم، مشیرا إلى أن العلوم المختلفة تتغیر وتتطور بشكل كبیر الأمر الذي یؤدي إلى تقادم المعلومات بشكل سریع، داعیا إدارة الجامعة إلى التركیز على تنمیة التفكیر الابداعي لدى الطلبة وتنمیة قدراتھم لحل المشكلات وتزویدھم بمھارات القرن 21.

 

ودعا توق الطلبة إلى ضرورة تنمیة نزعة الاستمرار في التعلم في نفوسھم، بحیث یمتلك الطالب الجامعي القدرة على أن یتعلم ویشارك ویتساءل بشكل جید، وقال"إن توقف الإنسان عن التعلم یعني توقفھ عن النمو كإنسان معرفي".

 

ولفت إلى تأثر جیل الشباب الحالي بمواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبیر، مشددا على أن العلم والمعرفة الحقیقیة التي یستفاد منھا موجوده في بطون الكتب، وتقاریر البحث العلمي، ومراكز الدراسات والبحوث، مؤكدا على ضرورة استفادة الطلبة من المحتوى العلمي الھائل الموجود على شبكة الانترنت لتمكنھم من مواكبة التطورات التكنولوجیة الھائلة في مختلف المجالات.

 

وخلال حواره مع الطلبة ورده على استفساراتھم وأسئلتھم، أكد توق على أھمیة البحث عن حلول جماعیة ناجعة ترتقي للمستوى الإجرائي وتكون قادرة على حل المشكلات التي یواجھھا الطلبة خلال دراستھم الجامعیة، وذلك من خلال ضبط الحوكمة الإداریة والمالیة في الجامعات، وضبط النفقات وإدارتھا،

والتشاركیة في إیجاد الحلول الإبداعیة والابتعاد عن الحلول التقلیدیة التي لا تصل بنا نحو النتائج المرجوة.

 

وتمحورت أسئلة الطلبة حول آلیات دعم أفكار ومشاریع الطلبة الریادیة من خلال إدارة الجامعة، وصندوق دعم البحث العلمي، وطرق دعم الطلبة المتفوقین لمرحلة ما بعد التخرج، ودور مجالس اتحاد الطلبة في الجامعات بالنھوض في الحركة السیاسیة للوصول إلى الحكومات البرلمانیة، ودور وزارة التعلیم العالي في إیجاد حل للمشاكل التي یواجھھا الطلبة مع قانون الجمارك والضرائب خلال استیرادھم لمستلزمات المشاریع التطبیقیة.

 

وقام توق رافقھ رئیس الجامعة ونواب الرئیس وعدد من المسؤولین في الجامعة بجولة في كلیات الطب والصیدلة و الإعلام المكتبة.