Zenko Magazine
خبراء واكاديميون يؤكدون أهمية السياحة التعليمية على الاقتصاد الوطني
 

​المدينة نيوز:- اكد خبراء واكاديميون في مجال الطب والسياحة والاقتصاد، إيجابية قرار الحكومة بالموافقة على انشاء جامعات طبية خاصة لتحقيق الاندماج بين السياحة العلاجية والتعليمية، وبما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي.

واشار الخبراء في مقابلات مع وكالة الأنباء الاردنية (بترا) اليوم الأربعاء، إلى ان وجود هذه الجامعات سيسهم في تحسين الجودة بمعايير دراسة الطب والخدمات الطبية في المملكة بشكل عام، بالإضافة إلى انه يعد استثمارا مهما لقطاع السياحة التعليمية. وقال عميد كلية الطب في الجامعة الأردنية الدكتور إسلام مساد: ان هناك طلبا عالميا متزايدا على دراسة الطب خاصة في الدول النامية، معتبرا أن ايجاد كليات طب خاصة أمر متعارف عليه عالميا شريطة تطبيق المعايير والضوابط والأسس اللازمة له، بما يحقق الأهداف المرجوة.
 
وافاد الدكتور مساد، بأن الأردن خطا خطوات كبيرة في مجال التعليم الطبي وتقديم الخدمات الصحية، حيث أسهمت الجامعات الأردنية المختلفة بتخريج الكوادر المؤهلة علميا ومهنيا في التعليم الطبي بمجالاته المختلفة.
 
ورحب الدكتور مساد، بفكرة التشاركية مع الجامعات العالمية، مؤكدا أهمية ان تتضمن شراكات مع الجامعات الأردنية المرموقة في مجال الطب، وبما يشكل لها روافد مالية وخبراتية جديدة، وكذلك الأمر بالنسبة للقطاع الخاص، حيث تعزز التنافسية لدى الجامعات بالاضافة إلى التوسع في إنشاء المستشفيات بالمملكة.
 
من جهته، قال الدكتور ابراهيم بظاظو من الجامعة الأردنية فرع العقبة المتخصص في شؤون السياحة والفندقة: إن القرار الحكومي يسهم في تحقيق العديد من الايجابيات وعلى رأسها إيقاف استنزاف العملات الصعبة إلى خارج الأردن، اضافة للحد من توجه الطلبة الأردنيين لدراسة الطب في دول ليست بالمستوى المطلوب أكاديمياً، وتفتقر إلى أدنى معايير الجودة في دراسة الطب.
واوضح بظاظو، أن هذا النوع من الجامعات يعمل على الحد من النقص الحاصل كما ونوعا في الخدمات الطبية المقدّمة للمواطنين، وتوفير المزيد من فرص العمل، ما يساهم في الحد من انتشار الفقر والبطالة.
 
واضاف، ان القرار يعد من العناصر المهمة في دعم الاقتصاد الوطني، حيث سيعمل على تنمية المناطق التي سيتم إنشاء الجامعات فيها اقتصاديا، وتنمية السياحة التعليمية فيها، وخاصة محافظة العقبة ما من شأنه ان يسهم في تحقيق الاندماج بين السياحة العلاجية والسياحة التعليمية. وقال: إن انشاء ثلاث جامعات طبية، سيسهم في توفير خدمات صحية نوعية للمواطنين والسياح القادمين للأردن، حيث تشير التقارير العالمية إلى أن المستشفيات التعليمية الأردنية تعد من أرقى المستشفيات الدولية، في وقت تعد فيه القيمة المضافة التي تشكلها السياحة التعليمية من أفضل مقومات الدعم السياحي بسبب ديمومتها وعدم ارتباطها بالموسمية.
 
وقال المتخصص في مجال السياحة والفندقة في جامعة اليرموك الدكتور خالد مقابلة: إن ترخيص جامعات طبية سيكون له الاثر الكبير في الحد من استنزاف الموارد المالية الوطنية المتمثلة بإنفاق ما يزيد عن نصف مليار دينار على التعليم الطبي في الخارج، إضافة إلى استقطاب طلبة من الخارج ما يعزز السياحة التعليمية في المملكة.
 
وبين مقابلة، أن السياحة التعليمية تمتاز بأنها الأكثر استقراراً واستدامة، لما تتطلبه من إقامة دائمة للطالب الوافد خلال مدة الدراسة، يرافقها طلب على الخدمات المختلفة، مؤكدا أن إقامة مستشفيات تعليمية تابعة للجامعات، سيسهم في خدمة المجتمع المحلي، ويرفع من سوية وجودة الخدمات الطبية وتنافسيتها في المملكة، بالاضافة إلى تنويع مصادر الدخل للاقتصاد الوطني، وايجاد فرص عمل جديدة ومتنوعة في مختلف المجالات الاكاديمية والطبية والتمريضية والإدارية والفنية.
 
ودعا مقابلة، إلى تقديم الحوافز الاستثمارية اللازمة لاستقطاب رؤوس الأموال الأردنية والعربية والأجنبية لإنشاء المزيد من المشروعات الاستثمارية في مختلف القطاعات.
 
واشار الخبير الاقتصادي في جامعة اليرموك الدكتور نوح الشياب إلى أن انشاء الجامعات الطبية الخاصة بالشراكة مع الجامعات العالمية المرموقة في هذا المجال يعد إنموذجا رائدا في هذا النوع من الشراكات في العالم المتقدم، وسينعكس ايجابا على العملية التعليمية، مشيدا بجودة المنتج التعليمي للقطاع الخاص، حيث تنتمي اعرق الجامعات العالمية في اميركا وأوروبا للقطاع الخاص، فيما يسهم انشاء هذه الجامعات بضمان عدم هروب العملات الأجنبية الصعبة إلى خارج المملكة.
 
ولفت الشياب، إلى أن التوجه باشتراط قبول 60 بالمئة في هذه الجامعات من الطلبة العرب والاجانب، سيعمل على تعزيز الجانب الاستثماري والطلب على الرسوم والسلع والخدمات التعليمية.
 
وقال الدكتور قاسم الحموري من جامعة اليرموك: إن وجود الجامعات الطبية سيوفر العديد من المزايا، منها تحسين مستوى خريج الطب الأردني، وتوفير مبالغ كبيرة يتم انفاقها على الدراسة خارج الاردن، مبينا ان هذه الجامعات ستنشط السياحة التعليمية في ضوء تراجع أعداد الطلبة الوافدين للدراسة في الجامعات الأردنية.
 
واضاف، ان اقامة مستشفيات تعليمية لهذه الجامعات، سيؤدي إلى استقطاب العديد من المرضى للعلاج من الدول المجاورة وغيرها من الدول الاخرى، لما يمتاز به القطاع الطبي في الاردن من تطور كبير، وانخفاض كلفة العلاج مقارنة مع دول اخرى تقدم نفس المستوى من الخدمة الطبية او اقل.
 
2020/01/30