Zenko Magazine
اختتام مؤتمر آفاق الحوار في الشرق الأوسط بحضور ملك النرويج

اختتمت أمس، في قصر المؤتمرات بمنطقة البحر الميت، أعمال مؤتمر "آفاق الحوار في الشرق الأوسط" بجلسة عالية المستوى، بحضور ملك النرويج هارالد الخامس.


وتطرقت الجلسة إلى آفاق الحوار بين الأردن والنرويج، والتحديات المشتركة مثل تغير المناخ والهجرة واسعة النطاق، والصراعات المسلحة، إضافة إلى مستوى التعاون المتعدد الأطراف.


وقال ملك النرويج في كلمة له، "إننا نقدر عالياً الشراكة مع جلالة الملك عبدالله الثاني"، مضيفا أن "الأردن لديه الشجاعة والرؤية للسعي إلى تحقيق التسامح والتفاهم المشترك بين الشعوب والثقافات والأديان".


وأكد أن الحوار يوفر مساحات للتفكير والخروج بحلول واقعية لحل الصراعات ونشر السلام، ويبرز ذلك بانفتاح الأردن على الاستراتيجية الشجاعة بمجال العمل الإنساني، إذ يعتبر الأردن نموذجاً باستقبال اللاجئين ورعايتهم.


وبين ملك النرويج، أن الأردن ركز على إبرام اتفاقيات للعمل المشترك في التجارة والتنمية وفتح آفاق الحوار في المنطقة، مشيراً إلى مواقف البلدين في الحفاظ على الحوار حول إيجاد الأمن والسلام، والحلول لصراعات المنطقة.


وقال، "هنا في البحر الميت، حيث يلتقي الأردن بفلسطين وإسرائيل، واحدة من أكثر القضايا التي تتطلب إعادة فتح حيز الحوار البناء وتفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط"، مطالباً بحل دائم للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، بحيث يحترم كل طرف التطلعات المشروعة وتاريخ وثقافة وحقوق كل دولة.


وأشاد بجهود مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، ومعهد السلام أوسلو بتنظيم هذه المؤتمر، للمساهمة في الحفاظ على الحوار، وإحلال السلام في الشرق الأوسط، بمشاركة أردنية نرويجية.


من جانبه، قال وزير الخارجية أيمن الصفدي، "نقدر زيارة ملك النرويج إلى الأردن والتي تعد الأولى إلى الشرق الأوسط، والتي تعزز العلاقة الأردنية النرويجية الممتدة منذ 50 عاماً".


وأضاف الصفدي، "هناك قيم مشتركة بين البلدين من حيث السلام والأمن والحوار والعمل المشترك بتخفيف الأزمات في الشرق الأوسط، وقضية اللاجئين وحق الفلسطينيين بدولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967".


وبين، أن الأردن يستطيع العمل بشكل مشترك مع النرويج بالحوار وفتح أفق أوسع في مجالات عدة ومنها السلام في الشرق الأوسط.


بدورها، دعت وزيرة خارجية النرويج إينه إريكسن سوريدي، إلى فتح مجالات التعاون الفعّال مع الأردن لوجود الثقة والحوار الواقعي العلمي في مجالات الأمن والسلام، مؤكدة أن النرويج تلتزم بالحفاظ على السلام وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومشيدة بالجهود الاردنية لتحقيق مبادرة السلام.


واتفق الوزيران على العمل مع أطراف عدة من دول صغيرة، بما يشكل قيمة لدى الدول الكبرى، ويوفر حلولاً عملية نحو الأمن والسلام في الشرق الأوسط، ويجد الحلول للأزمات في المنطقة وذلك لوجود الإرادة والقرارات العملية والعلمية.


وناقش المؤتمر الذي نظمه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية بالتعاون مع معهد أبحاث السلام/أوسلو، في إطار الزيارة الملكية النرويجية للأردن على مدى يومين، قضايا الجندرية ومنع التطرف العنيف ومشاركة وإدماج الشباب في منطقة الشرق الأوسط وواقع السلام والأمن في الشرق الأوسط.


كما تطرقت جلسات المؤتمر إلى الحروب المدمرة والتهديدات الناشئة والفرص الجديدة للحوار والتحديات الإقليمية التي تواجه السلام والأمن، وتقلص مساحة الحوار والتنافس السياسي، إضافة إلى التهديدات الأمنية في كل من الشرق الأوسط والعالم.


وركز المؤتمر على بذل الجهود للحفاظ على المساحات التي تسمح بالحوار، والعمل بشكل أكبر للاستفادة بشكل أفضل من تلك المساحات، ودور الدول الصغيرة في الحفاظ على مساحات الحوار والتأثير على الدول الكبرى، وذلك لضمان التفاهم والاستنتاج المشترك.


وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية الدكتور زيد عيادات إن الاردن والنرويج يلتزمان بالتعاون المشترك ومع دول متعددة، حيث يلعب الأردن في منطقة الشرق الأوسط دورًا فريدًا من نوعه في إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع جميع الدول الأخرى، كما يستضيف مجموعة واسعة من المبادرات الإقليمية.


وأضاف، أن النرويج بلد بعيد عن الشرق الأوسط، لكن يعبر عن التزامه الواضح بالتحدث مع جميع الجهات الفاعلة، وترى أن دعم التعاون الإقليمي والتعددية يمثلان أولوية في السياسة الخارجية لها، مبيناً أن هناك إمكانات كبيرة للحوار بين الأنواع الأخرى من الجهات الفاعلة، مثل الأكاديميين والزعماء الدينيين أو رجال الأعمال.


وحضر المؤتمر وزير الشؤون السياسية والبرلمانية المهندس موسى المعايطة، ووزير الشباب فارس بريزات، بمشاركة مدير معهد السلام أوسلو كريستان بيرغ، وعدد من الخبراء من الأردن والنرويج والدول العربية والأجنبية.

نقلا عن وكالة الأنباء الأردنية /بترا

 
2020/03/04