Zenko Magazine
أضواء على المبادرات الإنسانية لطلبة الجامعة (2)
 

​هبة الكايد    

نستكمل في هذا التقرير تسلط الضوء على عدد من المبادرات الإنسانية الخلاقة التي أطلقها طلبة الجامعة الأردنية عبر تفاعلهم مع مادة " الأخلاق والقيم الإنسانية" والتي أُقرت كمتطلب إجباري بواقع ثلاث ساعات لكافة التخصصات؛ وهي تعكس روح الإيجابية الحقيقة لأصحابها وشغفهم الكبير بالسعي قدما نحو تقديم كل ما بوسعهم لخدمة وطنهم.

فبإشراف الدكتورة نداء زقزوق نفذ طلبة المادة عددا من المبادرات، الأولى مبادرة "كبد رطبة"، وتتمثل بإطعام القطط والكلاب التي ليس لها أي مأوى في الشوارع، وذلك عن طريق توفير صناديق خاصة يتم وضع الطعام فيها وأخرى لتقيها من برد الشتاء لتكون المبادرة سبيلا لتوسيع الأفق بأن الخير له أوجه عديدة ومنه الرفق بالحيوان.

أما الثانية فكانت: "أكرم عامل النظافة" وتمثلت بتقديم بعض المساعدات العينية لبعض عاملي النظافة لشكرهم على عملهم وتعبهم على مبدأ التقدير من أجل أن تكون بلدنا نظيفة دائما وفي أجمل صورها، وتقديم رسالة لكل مواطن أردني من أجل مساعدة عمال النظافة بعدم رمي النفايات في الطريق.


فيما اشتملت المبادرة الثالثة: "إعاقتي لا تعني حرماني" على لفت نظر المجتمع إلى الاهتمام بذوي الإعاقة والحرص على دمجهم بالمجتمع، وكذلك دعم أصحاب هذه الفئة معنويا، سيما وأنه كان هناك حرمان لهم من توافر الظروف المناسبة في معظم الأماكن التي يرغبون بارتيادها.


  هذا وقام مجموعة من طلبة المادة من تخصصات مختلفة وبإشراف الدكتورة غادة حمد بمبادرة حملت عنوان "اتركها واكسب صحتك" استهدفت إحدى الآفات الخطيرة التي يعاني منها المجتمع وهي التدخين، حيث تمثلت المبادرة بغرس قيمة الثقافة الصحية لدى المدخنين بتوعيتهم بمخاطر التدخين غير المحدودة، من مختلف النواحي الجسدية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية، وتوجيههم نحو الطرق المُثلى التي بدورها تنقذ حياة المدخن من الخطر وتبعده عن الاستهتار بصحته.


   وأيضا اجتهد طلبة الدكتورة حمد بإطلاق مبادرة "شكرا" التوعوية؛ للتقليل من ثقافة العيب عن طريق تعزيز مكانة عامل النظافة في المجتمع وتخفيف حدة الإهانة والعنصرية التي يتعرض لها، وبالمقابل تغيير نظرة هذا العامل لنفسه بأنه فرد كغيره وليس مختلف عنهم، وسلك طريق المبادرة مقابلات مع عمال النظافة في الجامعة، ومساعدة هؤلاء العاملين بتنظيف الحرم الجامعي، وتوزيع بروشورات عن الهدف من المبادرة في مرافق الجامعة المختلفة، إضافة إلى إنشاء فيديو تعريفي بأهمية هذا العامل ومعاناته وحقوقه، جسدوا خلاله قصة أحدهم تضمنت الدافع الذي جعله يختار هذه المهنة والمواقف التي يتعرض لها في المجتمع جراء مهنته.


ووصولا إلى مبادرة "حرفي عربيّ" التي انطلقت لحماية اللغة العربية في زمن  التكنولوجيا والانفتاح على الثقافاتِ الغربية وكثرة استخدامِ الألفاظِ الدخيلةِ من اللغات ِالأخرى واختلاطها بالعربية، حيث ظهرت عند الأجيال الحاضرة من أبناء العرب ما يسمى بلغةِ الشات "عرب إيزي"،  التي يتم فيها استبدال الأحرف اللاتينية بالأحرفِ العربية، ومن مخاطر هذه الكتابة أنها تهدّد الحرف العربي نطقا وكتابة، وكذلك شيوع استخدام الكلمات والمصطلحات الانجليزية في الجملة العربية أثناء التواصل مما يهدد الجيل الحاضر  بفقدان هوية الحرف والكلمة؛ فكانت هذه الظاهرة كفيلة بأن تخرج مبادرة حرفي عربيّ لتدعو الجيل إلى  الحفاظ على اللغة العربيةِ من الضياعِ والسمو والارتقاء بلُغَتنِا الحبيبة لغتنا الأم.


     وجاءت فكرة هذه المبادرة بتوجيه من الدكتورة هاجر المومني لطلبتها عندما كتب لها أحد الطلبة كلمات عربية بالحرف اللاتيني؛ فدعت إلى ضرورة الشروع بمبادرة لوقف هذه الظاهرة وتوضيح خطورتها على الجيل فشرع مجموعة من الطلبة بتأسيس فريق المبادرة بدافع من الحماس والرغبة في الفكرة وحبهم للعربية وغيرتهم عليها أملا بأن يعزز ذلك حب العربية في نفوس الأجيال الحاضرة، والتعاون مع جميع الجهات والمؤسسات التي تدعم اللغة العربية لإعادة مجدها ورونقها القديم وتقويم لسان أبنائها سواء في المدارس أو الجامعات أو المعاهد، كما وتخطط  المبادرة إلى استغلال قدرات الطلبة في جميع التخصصات وتوظيفها في خدمة اللغة العربية بتعريب مصطلحات تخصصاتهم بإشراف أساتذتهم ليقوموا بدورهم تجاه هذهِ اللغة ويحافظون عليها فهي اللغة "الأعز والأغلى".

 
2021/02/11