Zenko Magazine
مكتبة أم الجامعات… وجهة متكاملة للباحثين عن المعرفة
​ 


أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) براءة عليمات-منذ تأسيس الجامعة عام ١٩٦٢م فقد أخذت مكتبة الجامعة الأردنية على عاتقها أن تكون منبراً علمياً وثقافياً وأدبياً و ذلك بتقديم خدماتها للمستفيدين من أسرة الجامعة من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية والطلبة والباحثين المشتركين من كافة الهيئات والمؤسسات وأفراد المجتمع المحلي فهي تحمل بين رفوفها كنوزًا ضخمة من المعرفة بين مقتنياتها من المواد المكتبية التي تُقدر ب ١,٥٦٠,٥١١ مليون مصدر معلومات ورقي وإلكتروني. هذا العدد الهائل يجعل من مكتبة الجامعة وجهة متكاملة للباحثين في كافة الحقول الموضوعية وتوفر لهم مصادر معلومات متنوعة وشاملة.


الدكتور مجاهد الذنيبات مدير مكتبة الجامعة قال : إن المكتبة تعد من أكبر المكتبات في الشرق الأوسط إذ تقدر مساحتها حوالي  (١٢,٧٧٤متر مربع) بالإضافة إلى (٤,٠٠٠ متر مربع) تشغلها قاعات المطالعة الفرعية في كليات الجامعة ومراكزها العلمية المختلفة التي يبلغ عددها اثنتي عشرة قاعة موزعة داخل الحرم الجامعي وتحتوي على كل ما يلزم من مواد مكتبية.

وأضاف الذنيبات أن المكتبة تتجاوز الدور التقليدي والنمطي للمكتبة الجامعية بتوفير مصادر المعلومات من كتب ورسائل جامعية ومقالات علمية...إلخ لمجتمع الجامعة والباحثين، فحسب بل تتعداه لتشمل تقوية التواصل مع الشركاء الاستراتيجيين خارج الجامعة من ناشرين وداعمين وباحثين متميزين، وذلك لنشر الوعي بدور المكتبة وما تقدمه من خدمات بنحو يواكب مستجدات العصر، والتطورات التي تطرأ في شتى المناحي، سواء كانت هذه التطورات في المجالات البحثية أو التكنولوجية مما يسهم بالمحافظة على مكانة الجامعة الأردنية بين مثيلاتها من أمهات الجامعات.


وتتمثل هذه العلاقات بعقد اتفاقيات مع جهات في دول أجنبية وعربية مثل (السعودية، المغرب، الامارات) في مجال تبادل مصادر المعلومات وتطوير الخدمات، بالإضافة للتعاون مع مؤسسات وطنية ورسمية في مجال تبادل الخبرات مثل معهد القضاء الأردني حيث ستقوم المكتبة بتقديم خدمات مساندة لهم عند استحداثهم  لمكتبة جديدة تابعة للمعهد، وكما أن هناك عمل مشترك بين المكتبة ومجمع اللغة العربية والعديد من النقابات المهنية . 


وعقدت المكتبة مع أمانة عمان الكبرى مشروع لأرشفة الصحف الموجودة في المكتبة، حيث كان الأرشيف حتى عام ٢٠٠٩ أرشيف ورقي وتم تحويله إلى إلكتروني بصيغة PDF لسهولة العمل عليه والوصول إليه، حيث تم تحويل ٤,٢١٦,٤٦٢ مليون صفحة حتى الآن . 


ويحتوي أرشيف المكتبة على كنوز نادرة جعلت منه أرشيفًا نوعيًا ومميزًا، يتوافر فيه مجموعة من الصحف الورقية منذ عام ١٨٧٠ وصحف من العهد العثماني بالإضافة لسجلات محاكم القدس من عام ١٥٢٠م. وتحظى المكتبة بمجموعة من الإهداءات من دول مختلفة مثل الصين التي أهدت المكتبة دراسات دفاعية متنوعة. 


وعلى صعيد متصل تدعم المكتبة البحث العلمي من خلال اشتراكها في قواعد بيانات فريدة ومتنوعة وتغطي كافة التخصصات التي قد لا تشترك بها أي جامعة أخرى بحسب الذنيبات.

وتتوجه المكتبة في الوقت الحالي لطرح مشروع التحول إلى توفير الكتب الدراسية بنسخ إلكترونية استجابةً لمتغيرات الحياة التي فرضتها الجائحة وتحول التعليم عن بعد. 

وأشار الذنيبات إلى أن المكتبة تقدم خدمة نوعية فهي معتمدة من قبل اتحاد الجامعات العربية كمركز إيداع للرسائل الجامعية المجازة في جامعات الدول العربية منذ عام ١٩٨٦م، بمعنى أن الجامعات العربية تودع الرسائل الجامعية في المكتبة مما يرفد المكتبة بتنوع معرفي هائل وينعكس إيجابًا على رواد المكتبة. 


استجابة المكتبة خلال جائحة كورونا


خلال فترات الحظر الشامل في بداية عام ٢٠٢٠م لم تتوقف المكتبة عن عملها، حيث كان هناك متابعة حثيثة من قبل إدارة المكتبة لإجراءات السلامة العامة و في نفس الوقت متابعة احتياجات الطلبة، ولوحظ ازدياد كبير بأعداد رواد المكتبة إلكترونيًا على غرار الأيام العادية التي كانت تسُجل عدد زيارات يُقدر ب ١١ ألف زائر يوميًا، وقد أظهرت الإحصائيات زيادة في معدل استخدام المكتبة الإلكترونية حيث بلغت خلال العام ٢٠٢٠   (٢٣٠,٧٣٧ ) دخول (Log in)، وبالإضافة لما توفره قواعد البيانات في المكتبة الإلكترونية تم التواصل مع الناشرين العالميين للحصول على الكتب الإلكترونية وقواعد بيانات جديدة، ووفرت المكتبة قنوات للتواصل مع الباحثين من مجتمع الجامعة وخارجها، وعقدت العديد من الندوات والورش الخاصة بالمكتبة الإلكترونية وكيفية استخدامها بالإضافة للورش المقدمة في مجال كتابة الأبحاث العلمية الناجحة.

وقد واجهت المكتبة بعض التحديات خلال فترات الحظر الشامل تمثلت بعدم إمكانية إنجاز بعض المهام عن بعد مثال على ذلك الإعداد الفني لمصادر المعلومات من فهرسة وتصنيف حيث يصعب على العاملين استخدام نظام المكتبة خارج الجامعة حفاظًا على مقتنيات المكتبة وحفظ أمنها. 

وقبيل العودة لفتح المكتبة تم إعداد خطة للعودة تضمن السلامة العامة وضمان توفير الخدمة كما صُممت  منصة خاصة بالمكتبة تمكن الزوار من حجز  مقاعد ومواعيد لزيارة المكتبة بحيث تُظهِر المنصة القاعات الشاغرة وأوقاتها لكل مستخدم وتمكن من حجز الكتب لغايات استعارتها منعًا للازدحامات والتجمعات، كما أن الموقع الإلكتروني للمكتبة يُحدث باستمرار للوصول إلى استخدام مساعد لرواد المكتبة.


هذا وتستخدم المكتبة في جميع خدماتها المكتبية نظاماً حاسوبياً متكاملاً يعرف بنظام الأفق (Horizon) يستطيع الباحث من خلاله البحث عن أي مواد معرفية يريد الحصول عليها من أي جامعة أردنية رسمية، علماً أن جميع بيانات المكتبة متاحة من خلال موقعها الإلكتروني http://library.ju.edu.jo/ 


وعلى الصعيد التكنولوجي وفي سعيها لتحقيق الغاية الاستراتيجية للجامعة بالتحول إلى الجامعة الذكية قطعت المكتبة أشواطاً عديدة في هذا الصدد لعل من أحدثها العمل بنظام حماية المقتنيات RFID، وهي تقنية ذكية عملت على تسهيل عمليات الإعارة والإرجاع للكتب، ووفرت الوقت والجهد في عمل كادر المكتبة. كما أطلقت المكتبة تطبيق الهواتف الذكية لنظام المكتبة Application Mobile، وافتتحت محطة التعلم المدمج BLENDED LEARNING STATION-BLS ضمن مشروع تحديث أساليب التدريس METHODS والمدعوم من برنامج Erasmus. وتم افتتاح الزاوية الأمريكية والتي تشكل مساحة ذكية للطلبة لتعلم وممارسة اللغة الإنجليزية والاطلاع على فرص الدراسة المتوفرة والانفتاح على العالم، وفي السياق ذاته تم افتتاح الركن الهنجاري في المكتبة.

ولا يقف دور المكتبة هنا فقط ، فهي تقوم بعقد ورش عمل وندوات تهم الباحثين وغير الباحثين في كافة المجالات من خلال الأنشطة الثقافية والعلمية التي تقوم بها. و في ذات السياق، فقد نظمت المكتبة مؤتمرها الدولي الخامس للعام ٢٠١٩تحت عنوان "الابتكار والمشاركة والاستدامة" والذي ضم في محاوره التكنولوجيا المبتكرة والذكية للمكتبات والتعلم الذكي والمدمج ودور المكتبات في تحقيق الاستدامة في المجتمع، وقد حظي بمشاركة عالمية، ومخرجات وتوصيات قيمة.


دوائر و مهام المكتبة


ويذكر أن المكتبة تضم ثلاث دوائر (الدائرة الفنية، دائرة الخدمات المكتبية ودائرة المعلومات والدراسات) وتسعة شعب، وتضطلع كل دائرة بمهام متنوعة لتحقيق أهداف المكتبة وتوفير الخدمات المتنوعة ومصادر المعلومات اللازمة للبحث العلمي.

حيث تهتم الدائرة الفنية من خلال شعبة التزويد بتوفير المواد المكتبية عن طريق الشراء أو الإهداء، والتبادل، وتقوم باستلام مصادر المعلومات وإخالها على نظام المكتبة الإلكتروني. 

كما تتولى شعبة الفهرسة والتصنيف التابعة للدائرة مهمة إتمام الإعداد الفني لمصادر المعلومات بفهرستها باتباع أحدث المعايير العالمية (MARC21, RDA) وعمليات الفهرسة بالنسخ وتصنيفها وفق خطة ديوي العشرية المتوفرة على كخدمة إلكترونية.

كما تحتوي المكتبة شعبة التجليد والترميم وتقوم بأعمال الترميم والتجليد للمواد المكتبية من خلال مشغل التجليد الحديث الذي تم إنشاؤه في المكتبة عام ٢٠١٥م وهناك توجه لتقديم خدمات التجليد بشكل أوسع لكافة المؤسسات وليس فقط داخل الجامعة. 


وعن دائرة الخدمات وتضم ثلاث شعب (الإعارة، المراجع، المجموعات الخاصة والإيداعية) ويتبع لدائرة الخدمات وشعبة المجموعات الخاصة مصادر معلومات لها أهمية خاصة وطنية وثقافية وتراثية وتشتمل على المجموعات التالية:


- المجموعة الهاشمية: وتضم المطبوعات والدراسات المتعلقة بالأردن في مختلف الميادين، وجناحاً خاصاً لمؤلفات العائلة الهاشمية ومؤلفاتها والمصادر التي تتحدث عن تاريخها وإنجازاتها وكل ما يتعلق بها، وآخر بالأرشيف الأردني .


- مجموعة بيت المقدس: تحتوي على المطبوعات التي تتحدث عن القدس الشريف ومجموعة الدراسات العبرية والقضية الفلسطينية.


- المجموعات الخاصة: وتضم كتب نادرة مطبوعة في مختلف مجالات العلوم والتي فيها مطبوعات قبل عام ١٩٣٠م، بالإضافة إلى الكتب القيمة التي يخشى عليها من التلف.



- المكتبة الإيداعية لمطبوعات الأمم المتحدة: ويضم مطبوعات هيئة الأمم المتحدة ووكالاتها ومؤسساتها ومنظماتها المختلفة وأرشيف الجامعات.


أما دائرة المعلومات والتي تضم الشعب (الحاسوب وقواعد البيانات، الأرشفة والمصغرات الفلمية، مركز إيداع الرسائل الجامعية) فهي تهتم بمتابعة نظام المكتبة المتكامل وجميع قواعد البيانات فيها وصيانتها وإصلاح أي خلل قد تتعرض له القواعد ،كما تشرف على تصميم وتعديل موقع المكتبة الإلكتروني، ويتم تنفيذ مشروع أرشفة الرسائل الجامعية إلكترونياً، وإتاحتها عبر قاعة البحث الإلكترونية، وتتولى مهمة توفير الاشتراكات لقواعد البيانات الالكترونية وإضافتها على الموقع الإلكتروني وفق حاجة الكليات العلمية والإنسانية للجامعة، بالإضافة إلى توفير الدوريات والصحف الورقية العربية والأجنبية وذلك عن طريق الشراء أو الإهداء. ومن ثم تقوم بالإجراءات الفنية اللازمة لها من تسجيل، وفهرسة، وتصنيف، وتجليد لتلك الدوريات، و تضم أرشيفاً من المخطوطات العربية والوثائق والسجلات والصحف، وتسعى المكتبة إلى زيادة المقتنيات الرقمية والإلكترونية من كتب ومجلات وأطروحات عالمية. 

هذا بالإضافة لأرشفة ما يقارب (٩٨.٠٨%) من الرسائل الجامعية العربية وإتاحتها للباحثين داخل المكتبة، مما ينعكس إيجاباً في رفع تصنيف الجامعة Ranking، وتحويل المواد الخاصة بالمكفوفين إلى مواد صوتية من خلال تسجيلها في الاستوديو الخاص بذلك في مختبر المكفوفين وضعاف البصر وتوفر المكتبة التدريب اللازم الذي من شأنه أن يشجع النشر في المجلات عالمية المستوى ويعزز استخدام مصادر المعلومات في البيئة الرقمية.




 
2021/03/31