Zenko Magazine
"النظريّات النصيّة والتحولات المنهجيّة" لعبد الله عنبر
 

​صدر حديثًا عن دار "أمواج" للنشر والتوزيع في عمّان، وبدعم من وزارة الثقافة الأردنية، كتاب "النظريّات النصيّة والتحولات المنهجية (فضاء المثاقفة وتعدد القراءات)" لمؤلفه أستاذ اللسانيات في الجامعة الأردنية د. عبد الله عنبر.


يبحث عنبر في كتابه الجديد الواقع في 200 صفحة من القطع الكبير، كما يرد في مقدمته، "النظريات النصيّة ومفاهيمها والمنطلقات التي تصدر عنها بغية وضعها في تصوّر منهجيٍّ ينتظمها، ويشكل منها أربعة نماذج تفسيريّة لقراءة استراتيجيات النصوص الأدبية من وجوهها المختلفة".


عنبر يورد في مقدمة الكتاب هذه النماذج/ النظريات المتعلقة بتفسير النصوص وإجراء حوار داخليّ معها: النظرية البنائية، الأسلوبية، التناص، والتماسك النصّي. إنها، كما يقول في المقدمة "مرايا قادرة على محاورة النصوص الأدبية". وهي، كما في مكان آخر: "مظلة كبرى تنصهر فيها النظريات النقدية واللغوية على اختلاف مشاربها".


سمات النص الأدبي: سلطته ولذّته وفتنته، تشكّل، كما يوضح عنبر، الإغواء الأهم الذي تسعى النظريات النصية، متنكّبة فضاء المثاقفة وتعدد القراءات، إلى كشف أسراره، والإمساك بمفاتيحه، وخلخلة تمنّعه.


في الكتاب المجْدول من مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة، تتجلّى أدبية الأدب التي يتوالى استخدام الباحث لها على امتداد صفحات الكتاب وأبوابه وفصوله، بوصفها هاجسًا جوهريًّا لدى عنبر، عنوانًا يتوارى مرّة، ويميزُ في أخرى، تحت العناوين جميعها، وفوقها، وما بينها.


يبحث باب الكتاب الأول: "النظرية البنائية بين النموذج والتحوّلات النصيّة"، وفيه يعاين الباحث مقاربة استراتيجيات النظرية البنائية للنص الأدبيّ. الباب الثاني يتناول "النظرية الأسلوبية بين الإبلاغ والتأثير"، وفيه مقاربةٌ للعلاقة بين الأسلوبية واللسانيات. و"النص الأدبي بين التناص والتماسك النصّي" هو عنوان الباب الثالث الذي يفرد عنبر فيه فصلًا للتناص وآخر للتماسك، موضحًا أن مشروعية التناص تتأسس عندما تسطع الفرادة والخصوصية شامخة وواثقة في النص الأدبي. وهو يرى أن من طبيعة النص الأدبي أن يتفاعل مع نصوص مختلفة، وأن تنصهر داخل أَتونه أيديولوجيات متباينة وهو: "يتجاوز النسق ويتمرد فيه الدال على مدلوله في رحلة لا تنتهي".


ومرّة ثانية يكثر الباحث في هذا الفصل الحساس من مصطلح "أدبية الأدب"، ويشرع فيه بإيراد آراء باحثين ونقاد حول مفهوم التناص وضرورته وعناوين مشروعيته. يقول عنبر: "يظهِر الدرس المعجمي تعدد مفاهيم التناص في الأنْظار النقدية المعاصرة انطلاقًا من تنوّع مناهج النظر واختلاف زوايا الرؤية".


ثم يدوّن بعد هذا الاستهلال الموقف من التناص عند عدد من أصحاب الاختصاص: "يعد التناص عند الفيلسوفة البلغارية الفرنسية جوليا كريستيفا (1941) أحد مميزات النص الأساسية". وهو عند الروائي والناقد الفرنسي فيليب سولير قراءة جديدة أعمق تكثيفًا. وصولًا لاستشهاد عنبر برأي الفيلسوف والناقد الفرنسي رولان بارت (1915-1980) صاحب نظرية "لا نهائية التناص".


يخلص الباحث في خاتمة كتابه إلى أن الأسلوب هو "عالم من الفرادة وتوظيف اللغة على نحو خاص يحقق الفائض الدلالي"، وأن التناص يشكّل "استظهارًا للمرجعيات النصيّة وكشفًا عن هويات البُنى في تعالقِها وفق عالَمٍ من الغياب المُضمر وراء اللغة، ويقود إلى فضاء المُغايرة والأسئلة المؤجّلة".  


أصدر عبد الله عنبر، أستاذ اللسانيات والنحو في الجامعة الأردنية، والعميد السابق لكلية آدابها، عددًا من الكتب، ونشر في الدوريات المحكّمة دراسات وأبحاث، منها: "النظرية الدلالية: مقاربة بنائية لإنتاج الدلالة بين مرايا المبنى وتجليات المعنى"، "علامة الإعراب: مقاربة بنائية بين تحولات المعنى وتشكيل النص"، "النظريات النحْوية ثورة منهجية" وغيرها.


نقلا عن موقع ضفة ثالثة/منبر ثقافي عربي

 
2021/08/30