Zenko Magazine
انطلاق فعاليات منتدى عمان الأمني الثالث عشر في "الأردنية"

​أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) - انطلقت فعاليات منتدى عمّان الأمني الثالث عشر هذا الأربعاء في مدرج رم في حرم الجامعة الأردنية بمشاركة عربية ودولية واسعة، وقد أكد مشاركون فيه على أهمية دور المملكة الأردنية الهاشمية في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

 
ونيابة عن سمو الأمير الحسن بن طلال، ألقى رئيس الوزراء الأسبق، رئيس مجلس أمناء الجامعة الأردنية، الدكتور عدنان بدران، كلمة خلال الجلسة الافتتاحية أكد فيها أن الاهتمام بالمستقبل يتطلب معرفة التحديات التي تواجه المنطقة، مشيرا إلى أهمية تمكين قطاع الشباب والمرأة نظرا لدورهما في إحلال السلام بالمنطقة، للوصول إلى بيئة آمنة، داعيًا إلى التركيز على الاستثمار في التعليم، والتخفيف من حدة الفقر، والطاقة الخضراء، والتنمية، باعتبارها اهتمامات أساسية للمجال الاجتماعي، والمحيط البيئي.
 
وأضاف أن إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في غرب آسيا، إلى جانب التدابير التي تعزز الأمن والتعاون الإقليميين، أمران في غاية الأهمية، وأن ما نحتاجه الآن أكثر من أي وقت مضى هو نظام إنساني دوليّ، ينصّ على التعاون عبر الحدود والاستقلال الداخلي، وأخلاقيات عالمية تتمحور حول هدف تحقيق الأمن البشري للجميع.
 
وبيّن بدران أن الاستقرار الإقليمي يتطلب إعادة ترتيب للأولويات وأنّه لن يتحقق من خلال استراتيجية الردع وحدها بل يكاد من المستحيل تخيل إمكانية القضاء على الأسلحة النووية في المنطقة دون معالجة الخلافات الإقليمية القائمة، مشيرًا إلى أنّه يمكننا تحقيق قدر أكبر من الأمن الإقليمي من خلال معالجة الاهتمامات المحددة والمشتركة بعناية وتشاركيّة، ما يشمل ندرة المياه، وارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ، والنازحين.
 
وأكد مندوب وزارة الخارجية الهولندية آمبر هاري في كلمته في الجلسة الافتتاحية على أهمية هذا المنتدى الذي يجمع خبراء أمنيين من دول عربية وأجنبية لمناقشة التحديات التي تواجه هذه المنطقة.
 
كما عرض ممثل مستشار الأمن القومي في جمهورية العراق، علي الياسري، دور العراق في إعداد خطط واستراتيجيات أمنية هادفة، بعد نجاحها في مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن نجاح العراق في هذا الجانب جاء بعد تعاون الدول العربية من أجل مكافحة التنظيمات الإرهابية، مثمّنًا جهود الدول العربية لدعمها العراق في مكافحة الإرهاب.
 
وعُقدت الجلسة الثانية للمنتدى تحت عنوان "التقارب التركي العربي"، بيّنت خلالها مديرة مركز دبي لبحوث السياسات العامة، الشيخة نجلاء القاسمي، أن العلاقات التركية العربية أخذت تشهد تحولات واستقطابات مهمة على صعيد المنطقة.
 
كما ولفتت القاسمي إلى أهمية تمييز المواطن العربي بين الآراء الإعلامية التي تطرحها وسائل إعلام باعتبارها وجهات نظر حيال قضايا المنطقة، وبين المواقف السياسية الواضحة التي تصدر عن الدول رسميًّا. وأكّدت أن القوانين الدولية ترفض تدخلات دول في شؤون دول أخرى، مشيرة إلى أن العلاقات السياسية بين الدول تحكمها مصالح ووجهات نظر ذات بعد استراتيجي، ومصالح مشتركة وأهداف مختلفة.
 
بدوره، أشار أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ابن خلدون التركية الدكتور برهان كور أوغلو، إلى الدور الذي يجب أن تقوم به تركيا لإظهار وتوضيح حقيقة مواقفها السياسية للدول العربية بعيدا عن التأويلات الإعلامية، موضّحًا أن تركيا وقفت إلى جانب عدد من الدول خلال الفترة الماضية، لا بهدف التدخل في شؤونها الداخلية والتدخل في سيادتها.
وفي جلسة عمل حول التحديات الأمنية في المنطقة، استعرض المنسق المقيم للأمم المتحدة في الأردن، آندرس بيدرسون، التحديات الأمنية التي تواجه العالم خصوصا انتشار وباء فيروس كورونا، وأن أكثر من 120 مليون شخص في العالم اندفعوا إلى جيوب الفقر، ما يتطلب توفير حماية اجتماعية لهم.
 
وأشار إلى خطورة النزاعات المسلحة التي تواجه الإنسانية، لافتا إلى التغير المناخي الذي يواجه العالم والذي يتطلب تطوير الأدوات لمواجهته، وأهمية أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، محذرا في الوقت ذاته من خطورة التنظيمات الإرهابية والنتائج المترتبة على عودة الإرهابيين إلى البلاد التي قدموا منها.
من جانبه، استعرض قائد قوة الأمم المتحدة في لبنان ورئيس البعثة، الجنرال ستيفانو ديل كول الوضع في العمليات الخاصة في لبنان ومحاولة إيجاد بيئة مستقرة، لافتا إلى وجود نحو 900 مدني يعملون ضمن هذه القوات، إضافة إلى وجود قوة بحرية لضمان أمن لبنان واستقرارها.
 
بدوره، بين آمر كلية الدفاع الوطني في القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، العميد عوض الطراونة، أهمية انعقاد هذا المنتدى العالمي في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات مختلفة. وأشار إلى تأثير الأزمات الإقليمية على أمن واستقرار المنطقة، جرّاء غياب بوادر لحلول تحدّ من هذه الأزمات.
 
وقال أيضًا إن التهديدات التي تواجه الإقليم تتطلب تعاون الجميع والعمل بشكل منظم لضمان أمن واستقرار المنطقة، مضيفا أن التنسيق الأمني يُعدّ السمة الأبرز لتحقيق ذلك. واستعرض العميد الطراونة الدور الذي تقوم به المملكة الأردنية لمحاربة الإرهاب والتطرف، مشيرا إلى أن الأزمات الراهنة في المنطقة تتطلب رؤية لمواجهة هذه التحديات، لتجنب تفاقم الأزمات السياسية.
 
وقال رئيس اللجنة التنظيمية للمنتدى، الدكتور أيمن خليل، إن المنتدى نجح بترسيخ اسمه على خارطة المنتديات الأمنية العالمية المتخصصة في مجال مناقشة القدرات غير التقليدية ليصبح واحدا من أبرز المنتديات عالية المستوى المتخصصة والمستدامة على مستوى المنطقة، ما يرسخ دور العاصمة عمّان بوصفها حاضنة للحوار الدولي، إضافة إلى دورها المهم باعتبارها نواة للعمل العربي المشترك، منوهًا إلى أن هذا التجمع السنوي من الخبراء الدوليين وصُنّاع القرار يهدف لمناقشة التحديات الأمنية الناشئة على الصعيدين الدولي والإقليمي.
 
ويشارك في المنتدى مجموعة من الخبراء الأمنيين والدبلوماسيين والملاحق العسكرية ومنتسبي الأجهزة الأمنية والعسكرية وعدد من المنظمات الدولية، ومستشارين وخبراء قانونيين ومحللي مخاطر وكوادر من القطاع الأكاديمي والبحثي إلى جانب ممثلي وسائل الإعلام.
 
كما وأعلن منتدى عمان الأمني في وقت سابق عن مسابقة عمّان الأمنية في دورتها الثالثة، التي تهدف إلى تفعيل مشاركة ومساهمة القيادات الناشئة والمهتمين الشباب في القضايا الأمنية والاستراتيجية؛ بهدف تمكين الجيل القادم من القادة ممن لهم قدرة على المساهمة بإيجابيّة في النقاشات المتعلقة بالأمن وحظر الانتشار النووي.
 
ويتيح المنتدى للفائزين في المسابقة فرصة الانضمام إلى المؤتمر الدولي للأمن وأسلحة الدمار الشامل، وتقديم مساهماتهم العلمية الفائزة أمام الحضور في المنتدى، دون أن تترتب على مشاركتهم رسوم مالية.
 
2021/11/17