وجاءت المحاضرة على إثر التطور الكبير الحاصل مؤخرا في مجال العولمة الرقمية، خصوصًا خلال جائحة كورونا، الأمر الذي جعلت العالم يلتفت إلى ضرورة تعزيز مفهوم التربية الإعلامية لدى الشعوب لمواكبة التحول الرقمي الهائل الذي فرض نفسه في الوقت الحاضر.

 

وتحدث الطويسي عن العولمة في تاريخ الحضارات الإنسانية، وأهمية البناء على تجربة الأمم السابقة، وعن استحالة الفصل بين العولمة في بعدها الاقتصادي عن الثقافة والإعلام، خصوصًا أن  بعد توحد الأنماط الثقافية والاقتصادية لدى شعوب العالم في ظل التحولات الحاصلة في الاتصالية، ما مفادُه أن الفرد أصبح يرسل ويستقبل المعلومة بنفس الوقت، ما أدّى إلى نشوب ظاهرة الإغراق المعلوماتي بعد أن أصبح المستهلكون هم منتجو المحتوى المعلوماتي.

 

وبيّن الطّويسي بعضًا من التبعات السلبيّة لهذه الظّاهرة، ومنها رفعُ جاذبية التكنولوجيا وإنفاق الفرد خمس ساعات يوميًّا على الشاشات الرقميّة مقابل عشر دقائق يقضيها يوميًّا يوميا بالحديث مع محيطه. وأضاف أنّ العولمة الرقميّة تخلق حالة من الشك والريبة  واللا يقين تجاه  المستقبل، وتؤدّي إلى تغير مفهوم القوة في العالم، حيث هيمنت القوة الناعمة  في هذا الوقت بحروب الجيل الرابع وحالة الفوضى التي يعيشها الاقتصاد الرقمي.

 

وأكد الطويسي على أن الأردن أول دولة عربية عملت على إدخال التربية الإعلامية من خلال مشاريع تجريبية تضمّنت أربعة محاور: المدارس، والجامعات، المؤسسات الشبابية والثقافية، وفعاليات المجتمع المدني.

 

وفي نهاية المحاضرة شكر عميد كلية العلوم التربوية الدكتور محمد الزبون الطويسي على ما تفضّل به في المحاضرة، وقدم له درع الكلية.