Zenko Magazine
"تمريض الأردنية" تنتدي حول صحة المرأة في ظل جائحة كورونا
أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) هبة الكايد – استكمالا للمسيرة التشاركية بين كلية التمريض في الجامعة الأردنية ومبادرة "المرأة والصحة" في كلية الصحة العامة في جامعة هارفارد الأمريكية، نظمت الكلية ندوة علمية بعنوان "صحة المرأة في ظل جائحة كورونا: مؤشرات وتطلعات"، حضرها نائبا الرئيس لشؤون الكليات العلمية وشؤون الجودة والاعتماد الدكتور أشرف أبو كركي والدكتورة إنعام خلف تواليا، وعميدة كلية التمريض الدكتورة أريج عثمان.
 

وسلطت الندوة الضوء على الأدلة العالمية فيما يتعلق بجائحة كورونا وتأثيرها على صحة المرأة؛ سيما وأن هناك تقاطعًا بين صحتها والأدوار الجندرية المتعارف عليها في المجتمعات، تلك التي قد ينتج عنها آثار سلبية تؤثر على توزيع الأدوار المجتمعية بين الرجال والنساء بصرف النظر عن الفروقات البيولوجية.
 

وبيّن الدكتور أشرف أبو كركي، في مداخلة له خلال الندوة، أنّ كل دول العالم، بعد النظر إلى الدليل العلمي المُستقى من الأبحاث المُجراة في المملكة الأردنية الهاشمية، شديدة الشبه فيما تتعرّض له أثناء الجوائح، إذ لا فروق كبيرة في التأثيرات الحاصلة، مشيرًا إلى أنّ الأمر ذاته ينطبق على آليّات الاستجابة المُتقاربة كذلك، رغم اختلاف الظروف الاجتماعيّة.
 
إلى جانب ذلك، أوضحت خلف تأثيرَ الجائحة على الباحثات الأكاديميات بالعودة إلى الأدلة العلميّة على مستوى العالم؛ حيث تبيّن وجود شحّ في أبحاث الأكاديميات الإناث مقارنة بتلك التي ينشرها الباحثون الرجال، الأمر الذي أكدت عليه المشاركات اللواتي رأين أنّ واقع الحال خلال فترة الجائحة ولعب النساء لأدوار اجتماعية مُضاعفة ساهم في هذا الفارق الملموس في مجال النشر الأكاديمي، ما يستدعي إعادة النظر والتدخل لإيجاد سياسات تأخذ بالاعتبار الفروقات الجندرية داخل المجتمعات.
 

وقدمت الدكتورة أريج عثمان عرضا تقديميا حول واقع الأبحاث المتعلقة بصحة المرأة في الأردن خلال جائحة كورونا وفق الأبحاث المنشورة عن هذا السياق، لتخرج بمراجعة سريعة حصرت غالبيتُها صحةَ المرأة في نطاق الصحة الإنجابية خلال فترة الحمل، وأمور تنظيم الأسرة واضطرابات الدورة الشهرية.
 

كما تطرقت للعنف المبني على النوع الاجتماعي والصحة النفسية التي تتعمق مضاعفاتها خلال الجوائح والكوارث، والتي لا تظهر خطورتها بوضوح نظرًا لبعض العوامل الاجتماعية، كحجم الإبلاغ عن هذا الشكل من العنف، ما انعكس على عدم القدرة على الوصول إلى هذه الفئات من المجتمع.
 

ولفتت عثمان كذلك إلى تركيز الأبحاث على الفئة العمرية المتمثّلة في السيدات في عمر الإنجاب، بينما لم يكن للنساء الأكبر عمرًا أو اليافعات والمراهقات نصيبٌ من هذه الأبحاث، رغم أنّهن قدّ يكنّ من الفئات التي تتعرض إلى تهميش وعنف مضاعف في أوقات الجوائح والأزمات.
 

وفي مداخلة لها، قالت عضوة مجلس الأعيان الدكتورة ميسون العتوم إنّ هذه النتائج ليست حديثة، لكنّ أزمة جائحة كورونا على وجه الخصوص أدّت إلى تعميق بعض الظواهر وإظهارها لا استحداثها بعد جعلها أكثر قابلية للتمييز.
 
 
من جهتها، تحدثت رئيسة مبادرة المرأة والصحة في جامعة هارفارد آنا لانغر حول بعض النتائج العلمية المُستوحاة من مؤشرات عالمية والمتعلّقة بفروقات الاستجابة للجائحة بين الذكور والإناث، وذلك بسبب وجود اختلافات بيولوجية أو جرّاء رصد الملاحظات المتعلقة بتطور المرض وحدوثه، والفروقات المجتمعية المتعلقة بتأثير الجائحة على السيدات من منظور جندري.
 

هذا وأشارت الدكتورة جويل غوسمان من جامعة هارفارد أيضا إلى التقاطعات بين صحة المرأة والعوامل المجتمعية المتمثلة بتوزيع الأدوار في المجتمع ومدى تأثيرها على صحة المرأة، معبرة، باسمها واسم زميلتها لانغر، عن سعادتهما بهذه الندوة العلمية، مؤكدتَيْن ضرورة استمرار العمل والشراكة مع كلية التمريض في كثير من المجالات، وصولا إلى الأهداف المرجوة بشأن الأبحاث المتعلقة بصحة المرأة.
 

وتجدر الإشارة إلى أن نخبة من الأكاديميات والأكاديميين وممثلين عن مؤسسات المجتمع المحلي قد حضروا هذه الندوة، من ضمنهم مديرة البرنامج الأردني لسرطان الثدي الدكتورة ريم العجلوني ورئيسة مجلس مركز المرأة والصحة التابع لجامعة عمان الأهلية الدكتورة منتهى غرايبة، ورئيس قسم النسائية والتوليد في مستشفى الجامعة الأردنية.

 

2022/12/15