وبادر خليفة حديثه بتعريف الاحتراق الوظيفي على أنه متلازمة ناتجة عن الضغط المستمر في مكان العمل، ولها علامات مبكرة تتمثل بالإرهاق والتعب وسرعة الغضب وعدم القدرة على إتمام المهام، وغيرها الكثير من العلامات التي تتسبب بأعراض أخرى تصل إلى تشتيت الانتباه وعدم القدرة على ضبط الانفعالات والسيطرة على المهام وتنظيمها، ما قد يؤثر لاحقا على نفسية العامل ليضطر حينها إلى اللجوء لإيذاء نفسه إذا ما تطورت وتضاعفت حالته سوءًا.

 

وأشار خليفة كذلك إلى أن المسببات كثيرة، ولها أشكال مختلفة كالجسدية والنفسية والروحانية والاجتماعية، وكل شكل منها له حلول تختلف عن الأخرى، وعلى الممرض الجديد أو القديم أيضا التنبه لعلامات وأعراض الاحتراق الوظيفي ومحاولة تجاوزها بالرياضة والاسترخاء والتنفس العميق وتغيير نمط تفكيره وتوجيهه نحو الإيجابية، كي يتجنب مشاكل صحية إضافية كالصداع وشد العضل والإمساك والغثيان والأرق.

 

فيما تحدث ملكاوي عن أهمية القيادي في تجاوز موظفيه لهذه المشاكل، مبيّنًا أنّ عليه الإدراك بأن الإنسان يملك حياةً اجتماعية وشخصية، وليس بمقدوره أن يظلّ طوال الوقت في عمله، لذا يجب توزيع مهام العمل بعدالة بين الجميع، منوّهًا إلى موضوع الروتين في العمل، الذي يصفه بالأمر السيء، ويؤمن بأنّ على المسؤول محاولة كسره لموظفيه.

 

وأكد ملكاوي أن القيادي في مجال عمله يجب أن يسعى إلى السيطرة على أوضاع العمل، تفاديًا لأن يقع موظفوه في هذه الحالة، وأن يحاول تغيير جو العمل باستمرار؛ إذ إنّ نجاح العمل نجاح للجميع.

 

وعرّج في هذا الصدد إلى أهمية تهيئة الموظف أو الممرض لنفسه لجملة التحديات التي تواجه مهنة التمريض، فامتلاكه للوعي الكافي بأوضاع هذا النوع من العمل، سيجنّبه مؤكّدًا الوقوع بسهولة في مسببات الاحتراق الوظيفي.

 

وفي ختام المحاضرة التي أدارتها الطالبة أم كلثوم النجار، دار حوار موسع بين المحاضِريْن والطلبة الخريجين الجدد الملتحقين بوظائف جديدة والحضور، أجابا خلاله عن أسئلة واستفسارات الجميع.

 

وتجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة عبارة عن جلسة كل أسبوعين وعددها 10 جلسات، وموضوعاتها تتعلق بالصحة النفسية لخريجي الكلية الجدد ممن يعملون بالقطاعات الصحية من 6-12 شهر.