أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) هبة الكايد – أثبتت الجامعة الأردنية حضورا لافتا وفاعلا في معرض القاهرة الدولي للكتاب 54، في ظل مشاركة الأردن كضيف شرف على المعرض، وذلك من خلال عدد من الندوات والمحاضرات والأوراق التي قدمتها نخبة من أساتذتها المشاركين في فعاليات المعرض.
ومن ضمن هذه المشاركات، قدم عميد كلية الآداب في الجامعة ومدير مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي الدكتور مهند مبيضين ورقة بعنوان "رسائل ملكية: الأردن ومصر بين العامين 1921- 1946" أكد من خلالها عمق العلاقات الأردنية المصرية التي تتسم بقوة التلاحم والترابط، لا سيما خلال الفترة الملكية.
وأشار مبيضين خلال محاضرته إلى عدد من والثائق والعُرى المشتركة بين البلدين، والتي تُظهر العلاقات البينية بينهما، ومنها الرسائل الموجودة التي تجمع علمين في تاريخ البلدين هما الملك المؤسس عبد الله الأول - طيب الله ثراه - والملك فاروق؛ إذ تظهر أن الأخير درج على مخاطبة الملك المؤسس بـ"صديقي الوفي العظيم" واختتامها بـ"صديقكم الوفي".
واستطرد مبيضين في الحديث عن الرسائل التي تبين العلاقات الوطيدة منذ مرحلة تأسيس الأردن، لافتًا إلى مجموعة من الوثائق المتعلقة بالاتفاقيات والامتيازات بين البلدين الشقيقين، من بينها إعفاء طائرات شركة مصر للطيران من الرسوم الجمركية على الوقود والزيوت حسب قرار مجلس الوزراء الأردني في السابع من أيلول عام 1948، إلى جانب رفع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين من مفوضية إلى سفارة في أيلول 1952، وغيرها من الرسائل والوثائق التي تكشف قِدم العلاقات الطيبة.
كما أشار مبيضين إلى تنوع مضامين تلك الرسائل، بين الشخصية والوطنية والقومية والثقافية؛ حيث تنبه الأخيرة إلى طبيعة العلاقة بين الملك المؤسس والنخب الثقافية المصرية في كافة الحقول، كما ضمت رسائل لقرارات سياسية مهمة تهدف إلى تنظيم العلاقة بين البلدين.
وفي الوقت الذي ينعقد فيه معرض القاهرة الدولي للكتاب، يستعد رئيس المنتدى الثقافي في الجامعة الدكتور إسماعيل السعودي ومدير وحدة الإعلام والعلاقات العامة والإذاعة الدكتور محمد واصف لتسليم الإهداء الذي قدمه رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور أحمد أبو الغيط، والذي يتمثّل بمجموعة منتقاة من الكتب يصل عددها إلى خمسمئة كتاب، في لفتة مُغايرة وعكسية، إذ في الوقت الذي تشكّل فيه القاهرة، أثناء معرضها للكتاب، قِبلة للمثقفين من كل أنحاء العالم، عمدت الجامعة إلى تكريسها هويتها كصرح أكاديمي ثقافيّ يُصدّر كتبا إلى قاهرة الكتب والثقافة والمعرفة.
ويُشار إلى أن حضور الجامعة في معرض القاهرة للكتاب لم يقتصر على هذا الحد، إذ يشهد كذلك مشاركة فاعلة من أساتذة الأدب العربي في كلية الآداب الدكتورة مها العتوم ضيفةً عليه، والدكتور شكري عزيز الماضي مُحاضرًا حول غالب هلسة وتيسير السبول بوصفهما رائدين من رواد الرواية الأردنية والعربية، وكذلك مشاركة للدكتور عمر الفجاوي والدكتور محمد السعودي بورقة بعنوان "بين طه حسين وناصر الدين الأسد".