"عبيدات": على الجامعات وضع الخطط والابتكارات في رحلة التّحول الرقمي الذي يشهده العالم
"الهناندة": التحول الرقمي لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة لجميع المؤسسات
"الحلحولي": تحويل التطورات المتسارعة في أنظمة الاتصال والتواصل العالمية فرضت على الجامعة الألمانية مواكبة التطور
أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) سناء الصمادي - أكد رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات ضرورة أن تعمل الجامعات على أحدث الخطط والابتكارات في رحلة التحول الرقمي الذي يشهده العالم، والاستفادة من أفضل الممارسات العالميّة والحلول المبتكرة، لإيجاد الطريقة المثلى التي تضمن نظامًا تعليميًّا قادرًا فاعلًا يحقّق الهدف المرجوّ، والمتمثّل في صنع جيل من الخرّيجين يُعاد تشكيله أخلاقيًّا وإنسانيًّا ومهنيًّا، وصقله ورفده بالمهارات النّاعمة.
وأشار خلال الندوة الحوارية "الجامعات والتحول الرقمي"، التي نظمتها كلية العلوم التربوية في الجامعة اليوم، إلى أن تهيئة الحرم الجامعيّ يتطلب بناء البنية التّحتيّة القادرة على استيعاب التحول الرقمي، وإعادة تأهيل قاعات الصف ومدرّجات الجامعة التعليميّة، مع التركيز على إعداد وتدريب الطّالب وعضو هيئة التّدريس على قيادة هذا التحول الرّقمي بكفاءة واقتدار.
وقال عبيدات "حتّى يقود التحوّل الرقميّ إلى مجتمع واقتصاد رقميّين؛ فلا بدّ من خطّة وطنيّة تشمل بناء بنية تحتيّة قويّة للأمن السّيبرانيّ لمنع الهجمات، وحماية الأصول الرقميّة، واعتماد تحليلات متقدّمة لتحسين عمليّة صنع القرار، واستخدام الحوسبة السّحابيّة لتحسين سعة التّخزين وكفاءته، وتحسين الرّعاية الصّحية من خلال الصحة الإلكترونيّة وخدمات الرّعاية الصّحّيّة عن بعد، وأن يؤدي التّحول الرقمي في القطاع المصرفي والمالي إلى الانتقال من الخدمات الرّقمية إلى الخدمات المصرفيّة المفتوحة والمدفوعات المستقبليّة".
وأضاف أن التحوّل الرقميّ الحقيقيّ الذي يجب أن نسعى له هو ذاك القادر على سد الفجوة الرقميّة وتسريع التّنمية البشريّة من خلال عالم العمل المتغيّر، وعبر تعزيز أنظمة التّعليم والابتكار، وإلهام الثّقة والانفتاح والشّفافيّة في الإدارة العامّة، من أجل تعزيز قدرة المؤسّسات على مواجهة التّحديات المستقبليّة، والتعافي من الصّدمات المركبة، وكسب ثقة الجمهور، كما ينبغي أن يُبنى هذا التّحول الرقمي على أساس مبادئ الحوكمة التكيُّفية المفتوحة.
بدوره، أكد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة، أحمد الهناندة، أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة لجميع المؤسسات التي تسعى إلى الارتقاء في كفاءة عملها، وضمان استمراريتها.
واشار إلى أن النمو المتسارع للتكنولوجيا الرقمية، والتطور في الأجهزة والأنظمة الذكية، وزيادة القدرة على معالجة البيانات والذكاء الاصطناعي، أسهمت في إحداث تغيرات ثورية، ما يتطلب من الجميع التعامل مع المجتمع الرقمي ودعمه وتطوره من خلال الاستثمار بالموارد البشرية والكفاءات التي تمتلك المهارات الرقمية والقدرات والشغف والطموح والحوار، مع التركيز على النظرة الشمولية في أساليب التعليم والتركيز على ما هو مطلوب في المستقبل.
وبيّن الهناندة أن هناك تحديات تواجه الجامعات في الانتقال السريع نحو التحول الرقمي منها ضعف البنية التحتية الرقمية، والفجوة بين مخرجات التعليم الجامعي ومتطلبات السوق.
واستعرض رئيس الجامعة الألمانية الأردنية الدكتور علاء الدين الحلحولي تجربة الجامعة في التحول الرقمي حيث طُوّرت تخصصات مع شركاء الجامعة في ألمانيا أُعدّت لتواكب وتلبي متطلبات الأسواق المحلية والإقليمية والدولية، ورُفدت بمتخصصين مؤهلين قادرين على إحداث تأثير جوهري في مجالات عملهم.
وبين الحلحولي أن التطورات المتسارعة في أنظمة الاتصال والتواصل العالمية والتحوّل الرقمي وتكنولوجيا المعلومات، فرضت على الجامعة مواكبة هذا التطور، كاستخدام القاعات الذكية، وإبرام الاتفاقيات مع شركات عالمية لتحويل الحرم الجامعي إلى حرم ذكي لمواكبة التطور السريع.
وأشار عميد كلية العلوم التربوية، الدكتور محمد صايل الزيود، إلى أن السنوات القليلة الماضية شهدت ثورة علمية تقنية رقمية غير مسبوقة فرضت نفسها في مختلف القطاعات التنموية محليا وعالميا، وقد حظي قطاع التعليم العام والتعليم العالي بشكل خاص بنصيب وافر من منجزات هذه الثورة التقنية التي عملت على نقل مؤسسات التعليم إلى مستويات رفيعة من الجودة والنوعية محققة مكتسبات متنوعة للمؤسسات والمجتمعات والأفراد.
وقال إن التحول الرقمي أصبح ضرورة ملحة تسعى المؤسسات التعليمية إلى ترسيخه وتكريسه، ولم تعد تقنيات التعليم والمنصات الرقمية فكرة، بل ممارسة وضرورة للعملية التعليمية والتعلمية، وعلى الجامعات الاستفادة من التقنيات الرقمية بما يُحسّن ويجُوِّد من العمليات والممارسات التعليمية، بما يعزز تجارب المتعلم والأستاذ، ويدعم إنشاء نماذج تعليمية فعالة ذات أثر دائم، ذلك أن التحول الرقمي في الجامعات يساعدها لتعمل بشكل أكثر فعالية، ولتبقى قادرة على المنافسة في التصنيفات والاعتمادات العالمية، ولتنجح في إعداد المتعلم لبيئات العمل الرقمي.
وأضاف الزيود أن هذه الندوة تسعى إلى الإجابة عن بعض التساؤلات من صُنّاع القرار في مؤسساتنا الوطنية، وإلى التعرف على واقع التحول الرقمي في جامعاتنا، وشكل الرؤية التي نحملها لتحقيق التحول الرقمي، والمكانة التي يحتلها في مؤسساتهم، وما الذي وفرناه وأنجزناه وطنيا لتسريع وخدمة التحول الرقمي على المستوى الوطني وفي الجامعات الأردنية، وما الذي تحتاجه الجامعات الأردنية لتصبح جامعات رقمية مواكبة لمستويات التحول الرقمي في جامعات العالم المرموقة، وما المجالات التي يجب أن يتضمنها هذا التحول في الجامعات، وما الذي يبطئ من وتيرة التحول الرقمي في الجامعات الأردنية، وكيف يمكن مواجهة التحديات التي تواجه عملية التحول الرقمي في جامعاتنا.
ويُشار إلى أن الندوة الحوارية حضرها نواب رئيس الجامعة، وعدد من عمداء الكليات، وأعضاء الهيئة التدريسية، والطلبة.