Zenko Magazine
«الاردنية» ترفض تفسيرات العابثين بالمنحوتات وتعلن توسعة «ذاكرة السرو»
أمان السائح - لم تكتمل حالة الانجاز وتجاوز الالم غير المسبوقة التي سجلها طلبة الفنون بالجامعة الاردنية وهم يحولون دمار الاشجار والخشب المنهار على شوارع الجامعة جراء العاصفة الثلجية الى تحف ومنحوتات خشبية غاية بالروعة والجمال، لتاتي يد غير معروفة وتحطم جزءا منها بحجة انها تشبه شكل الاصنام ولا بد من اقتلاع رأسها!!!!

حالة الروعة التي سطرها طلبة الفنون داخل باحة خضراء في حرم الجامعة اتسمت بالفن والبساطة والجمال الذي توج عبر نحو 15 يوما من العمل المتواصل ليحولوا اشلاء الخشب المترامية على الاطراف الى تحف فنية خشبية نحتوها بايديهم، مواصلين العمل ليلا نهارا، في رسالة مؤداها انهم اصحاب ارادة وبان تلك العاصفة الثلجية التي مضت بكل تبعاتها لن تشوه جمال الاشجار ولم تتلف دفء جامعتهم.
 
يد عابثة جاءت لتحطم انجازات « ذاكرة السرو « وهي تسمية اطلقوها على منحوتاتهم الخشبية واقتلعت راس المنحوتة الخشبية، بحجة انها تشبه الاصنام، في حالة تعيد للاذهان زمنا جاهليا غابرا.
بيد ان الرد كان فوريا، وعلى لسان رئيس الجامعة د. اخليف الطراونة، الذي ادرك مرامي العابثين للاطاحة بمعنويات الطلبة وابداعاتهم واشاعة الاحباط في صفوفهم، فكان قراره «بانه بدل الذي تحطم سنعمل العشرات الشبيهة به».
واضاف الطراونة في جولة على الحديقة الخشبية المنحوتة، رافقته بها الدستور، ان الامر جرى تضخيمه والمبالغة به من قبل بعض المواقع الالكترونية التي وصفتها بالاصنام، معتبرا ما حصل لا يعدو كونه سخافات ولا يمكن ان يخرج من عقلاء، مثلما اعتبرها تشويها لعمل ابداعي قام به طلبة الجامعة لاعادة احياء جامعتهم، وتجميل التخريب الذي لحق بها جراء العاصفة الثلجية.
الجولة التي قامت بها «الدستور» كشفت عن ابداع حقيقي لانجازات الطلبة وهم يتوجون الخراب ويحولوه الى فرح وابداع، عبر منحوتات بعضها بشكل قيثارة تعبر عن الفرح والحياة، واخرى عن تحويل الشجرة الى مدرج تلفه مقاعد دراسية بان الجامعة ستواصل عملها ودراستها رغم الدمار، واخرى على شكل مقاعد خشبية ليستفيد منها طلبة الجامعة ويتفيأون بظلال ما تبقى من اشجار سرو نجت من العاصفة.
الطراونة قال ان المنحوتة التي تم تخريبها لا تشبه الاصنام من قريب او بعيد، وتعبر فقط عن حجم العاصفة الثلجية وما الحقته من دمار بالعديد من الممتلكات والاشجار، لتظهر صورة وجه غاضب مشوه الملامح، كنتيجة لتلك العاصفة، ولا مدلولات اخرى له على الاطلاق.
واضاف ان الجامعة عمدت الى تركيب كاميرات حول المكان تحسبا لتكرار ما حصل، ولن تبادر لفتح تحقيق مع العاملين حتى لا تخلق حالة من الارباك، لكن العمادة تتابع القضية، فيما اذا كان هناك احد من الطلبة قام بالطبع متعمدا لكسر هذه المنحوتة الجميلة المعبرة.
واوضح ان الجامعة لا يمكنها ان تتجاوز القيم والاخلاق والتعاليم الاسلامية باي نشاط لها او عمل فني او اخر، لانها تربي اجيالا وتؤسسها على العلم والمعرفة والاخلاق ولا يمكنها ان ترتكب فعلا غير مدروس، او يسئ لاي جهة كانت.
واوضح ان طلبة الفنون وادارة الجامعة ستواصل عملها بعمل المنحوتات الخشبية ولن تثنيها مثل تلك السلوكيات البائدة السخيفة عن الانجاز العظيم، مؤكدا ان الثقافة لا تحل الا بمزيد من الثقافة، والديمقراطية ايضا لا تحلها الا المزيد من الديمقراطية.
من جهته، اكد نائب عميد كلية الشريعة د محمود جابر ان الامور عادية جدا والمنحوتات الخشبية لا تمس الدين او الاخلاق ابدا، وقد اشرفت ادارة الجامعة على تلك الامور منذ البداية ولا يمكن لكلية الشريعة ان تسكت عن عمل لاسمح الله يسئ للاسلام من قريب او بعيد، كما ان الادارة ايضا تسير بذات الخطى.
واضاف ان كلمة الاصنام، تعني مجسما يقوم الافراد بعبادته وتقديسه وليس معناها مجسم صامت منحوت وهو الذي نحته الطلبة عبر عملهم الفني، وما تم تصميمه لا يضر ولا يمس الدين والاخلاق ولا يجوز ان نستسلم لمقولات غير منطقية وغير مدروسة.
اما عميد شؤون الطلبة د. نايل الشرعة فقد اكد ان العمل واصله الطلبة ليلا نهارا وبمساندة ومتابعة من ادارة الجامعة والعمادة، وما حصل من عمل تخريبي سخيف لا يمكن ان يمر دون ملاحقة، لا سيما ان تم اكتشاف ان من اقدم عليه طالب بالجامعة، حيث سيحول فورا الى لجنة تحقيق وسيفصل من الجامعة.
واوضح انه لا يمكننا السكوت عن تخريب لعمل مضن قام به الطلبة اضاف جمالا وتميزا لساحات الجامعة، وحول الخراب الى تحفة فنية يشار لها بالبنان، ويعزز ان لطلبة الجامعة املا وانتماء وتواصلا بان تبقى جامعتهم شامخة بهمة ادارتها وطلبتها.
 
 
نقلاً عن صحيفة "الدستور": بتاريخ 22/1/2014
 
 
 

 
 

2014/01/22