Zenko Magazine
ليلى الأطرش تختصر في « الأردنية» الـ «شهرزادات»

محمد جميل خضر -  إلى شهرزاد واحدة، اختصرت الروائية ليلى الأطرش فكرة الشهرزادات الأردنيات، التي تستضيف الجامعة الأردنية في سياقها عدداً من الكاتبات وتجمعهن من قرائهن والمتفاعلين مع الفكرة من طلبة الجامعة في لقاءات تسعى لتعزيز مكانة الأدب في وجدان الطلبة، خصوصاً في بعده النسوي، ومن خلال تجارب كاتبات محليات.
 
وحدة الإعلام والعلاقات العامة والثقافية في الجامعة الأردنية، رأت لتكريس الفائدة، وتركيز التفاعل، جعل اللقاء الرابع للشهرزادات يقتصر على كاتبة (شهرزاد) واحدة، وهو، ما يمكن، بحسب مديرة الوحدة رندة تامبي، أن يحقق المراد من مشروع الشهرزادات، وأن يعزز الفكرة ويمنحها روحاً متجددة، وأنفاس إدامة، وأسباب تواصل.
في هذا السياق التقت الروائية ليلى الأطرش الخميس قريباً من مكتبة الجامعة، عند الجادة المقابلة لبرج الساعة، عددا من طالبات الجامعة وطلابها، ودار في اللقاء الذي قدمها فيه وأداره القاص الزميل رمزي الغزوي، حواراً موسعاً، ونقاشات معمقة مع الروائية، حول الأدب والناس، وحيثيات التفاعل وأبجديات التلقي، ومدى تأثير النقد سلباً أو إيجاباً على الإبداع وحقول الكتابة الأدبية المختلفة. كما تطرقت الحوارات مع الكاتبة إلى موضوع علاقة الإعلام بالإبداع، وتأثيره سلباً أو إيجاباً، ومدى تأثير الأسرة على الكاتبة، وكيفية إدارتها لأولويات الوقت بين العائلة وبين ورق الكتابة وساعات الإنجاز والإبداع. كما ذهبت أحد محاور النقاش إلى موضوع مدى تأثرها بعالم عقيل أبو الشعر الروائي في روايتها الجديدة «ترانيم الغواية»، خصوصاً روايته «القدس حرة/ نهلة غصن الزيتون».

الروائية رأت في سياق الحوار الذي دار بينها وبين الطلبة الذين تحولقوا حولها أن الموهبة وحدها لا تكفي، ولا بد لمن يملك موهبة الكتابة وحسن صياغة الجمل والأحداث وأدوات القص، أن يعزز تلك الموهبة بالقراءة، وأن ينوّع من قراءاته بحيث تشمل إضافة للروايات والأشعار والقصص، المعارف الفلسفية والاجتماعية والتاريخية وغير ذلك من المعارف والعلوم.

الأطرش تقول في سياق متصل: «علينا أن لا نكون متلقين فقط، وأن نصيغ ونؤسس فكرنا الخاص بنا».
الأطرش رفضت النظر إلى مواقع التواصل الاجتماعي، مثل الفيسبوك وغيره، كبديل معرفي ومرجع رصين للكاتب والقارئ في آن. ودون أن تقلل من شأن وسائل التواصل الجديدة، والثورة المهولة في تكنولوجيا المعلومات، إلا أن الأطرش ظلت متمسكة بأصول الحصول على المعرفة، وتعزيز عادة القراءة التقليدية لدى أجيالنا الصاعدة، كوننا أمة ما تزال تشكل القراءة أولوية متأخرة جداً في قائمة أولوياتها، بل لعلها في ذيل تلك القائمة، وهو ما يتطلب عدم تشجيع البحث عن بدائل لها ونحن لم نتقدم فيها بعد ولم نوفها حقها.
الكاتبة أجابت عن سؤال حول محاضر التحضير للرواية، موضحة أن روايتها الأخيرة «ترانيم الغواية» على سبيل المثال، احتاجت منها ثلاثة أعوام من التحضير والإعداد والبحث والكتابة. كاشفة أنها سافرت من أجلها غير مرة، وأقامت لنحو أسبوعين في القدس الغربية المحتلة لتتعرف على البيئة التي سيتحرك في أجوائها أبطال روايتها المستلهمة أحداثها من أبعاد تاريخية وأحداث دارت في القدس مطالع القرن العشرين.

حول تأثرها بأجواء عقيل أبو الشعر، أوضحت الأطرش أنهما، هي وعقيل، يتحركان بعالمين روائيين مختلفين، وأنها تبنت وسيلة معالجة بعيدة عن وسيلته التي اقتصرت على رسائل مراسل صحفي.
2014/10/19