Zenko Magazine
"عمان الأمني": إيجاد شرق أوسط خالي من أسلحة الدمار الشامل يتطلب منهجية متدرجة، تلتزم بها جميع الدول (مصور)
أخبار الجامعة الأردنية ( اج ا) زكريا الغول -  أجمع مشاركون في مؤتمر عمان الأمني على أن إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل هو هدف يتطلب منهجية متدرجة، تلتزم بها جميع دول منطقة الشرق الأوسط، مؤكدين أنه لا يمكن لشعوب المنطقة أن تقيم مستقبل مشرق آمن مستقر إلا من خلال العيش المشترك بينهما وتعزيز قيم التسامح والتعايش.
 
 
وأكدوا، خلال انطلاق أعمال المؤتمر بدورته السابعة والتي عقدت تحت رعاية رئيس الوزراء عبدالله النسور في الجامعة الأردنية اليوم الأربعاء، أن وجود أسلحة الدمار الشامل في المنطقة ما يزال يشكل أكثر العومل خطورة لعدم الاستقرار فيها، فضلاً عن الاحتلال الإسرائيلي، الذي بقي الاحتلال الوحيد في العالم.
 
 
وفيما شدد المؤتمرون على ضرورة محاربة الأصولية والتطرف والعنف والتي هي مجرد مظاهر تعزى إلى أسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية، على رأسها الاحتلال الإسرائيلي، أوضحوا أن منطقة الشرق الأوسط هي منطقة مترابطة بشكل وثيق ولديها إمكانات اقتصادية ضخمة لديها ما يكفي من العوامل اللازمة لإقامة نظام إقليمي للتعاون والاندماج الاقتصادي.
 
 
وتشارك نحو 150 شخصية يمثلون 40 دولة عربية وغربية في المؤتمر الذي ينظمه المعهد العربي لدراسات الأمن، بهدف دراسة الفرص والتحديات للوصول إلى منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.
 
 
وقال وزير الداخلية حسين المجالي، مندوب رئيس الورزاء، إن انتشار أسلحة الدمار الشامل سبب رئيس لعدم استقرار المنطقة، فضلاً عن الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن المملكة غير راغبة بالتخلي عن العمل لإيجاد إقليم جيد ومستقر، فهي تدعم دائماً إلى خلق منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
 
 
وبين أن المملكة بقيادتها الهاشمية تسعى جاهدة في الإسهام بخلق منطقة خالية من هذه الأسلحة الفتاكة، مشيرا إلى مشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني في مؤتمرات قمة عقدت في لاهاي لمنع الأسلحة النووية، التي أوصت بإمكانية إيجاد منطقة آمنة من خلال العمل المشترك وتعظيم القواسم المشتركة ونبذ الإرهاب والتطرف.
 
 
وأوضح المجالي أن الأصولية والتطرف والعنف هي مجرد مظاهر تعزى إلى أسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية، على رأسها الاحتلال الإسرائيلي، الذي بقي الاحتلال الوحيد في العالم، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يخلق ردات فعل سلبية ومضخمة تؤدي في النهاية لعنف وتطرف وبالتالي إقليم مضطرب.
 
 
وذكر أن الوضع في المنطقة ، بما تشهد من اضطربات، يذهب بمنحى خطير جداً يؤثر على العالم بأكمله، مبيناً أن الأردن نجح في إدارة أوضاعه والمحافظة على وضع آمن ومستقر رغم كل التحديات التي يواجهها، جراء ما يحدث في الدول المجاور له.
 
 
وأعرب المجالي عن أمله أن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات ونتائج تساهم أو تجد الآلية المناسبة لخلق منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
 
 
من جهته، أكد نائب رئيس وزراء ووزير خارجية جمهورية سلوفاكيا الدكتور ميروسلاف لايتشاك أن إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل هو  هدف يتطلب منهجية متدرجة.
 

وذكر أن تواجد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في أجزاء كبيرة من سورية والعراق يمثل مجموعة من التحديات المعقدة في المنطقة، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي "جاد" في محاربة "داعش" على مختلف الصعد، وتمثل العمليات العسكرية جزء أساسيا من استراتيجية محاربتهم.
 

ودعا إلى "ضرورة دعم الشركاء العسكريين، ووقف تدفق المقاتيلن الأجانب، وقطع الإمدادات عن التنظيم، واعتراض تواجد "داعش" في الفضاء المعلوماتي".
 

وقال إن الأردن يمكن أن يمثل أنموذجا لطموحات المنطقة في تبنيه للاعتدال والوسطية، وسعيه الدائم لتحقيق إصلاحات سياسية شاملة.
 

وقدم إيجازا حول الرؤية الأوروبية بشكل عام ورؤية أوروبا الوسطى بشكل خاص حول منطقة الشرق الأوسط والتحديات الإقليمية والجهود المتعلقة بإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
 
 
وأعرب لايتشاك عن شكره وتقديره للأردن والدور المحوري الذي يقوم به تجاه قضايا المنطقة وخصوصا القضية الفلسطينية واستضافته للاجئين السوريين رغم قلة إمكاناته وموارده.
 

وقال كنت آمل أن يحدث "الربيع العربي" تغييرات جوهرية مماثلة لسلوفاكيا والتشيك، إلا أن هذه التغييرات لم تتحقق بعد وبدلا من التحول الديمقراطي تشهد المنطقة صراعات دموية وعنف لم يسبق له مثيل مع صعود التطرف، ناهيك عن المعاناة الإنسانية التي تعيشها شعوب المنطقة.
 

وأضاف لايتشاك إن سورية تعد الحالة الأكثر مأساوية، حيث وصفت الأمم المتحدة الوضع في سورية بأنه "أسوأ كارثة إنسانية منذ نهاية الحرب الباردة". أما ليبيا فإن وضعها الداخلي "يثير القلق الشديد في ظل تجاهل أعمال العنف فيها الذي بات يقوضها ويجعهلها أكثر هشاشة ما يدعم سيناريوهات التفكك والتقسيم أكثر من أي وقت مضى".
 

كما أشار إلى أنشطة إيران النووية والتي "تشكل قلقا كبيرا ليس فقط بالنسبة لإسرائيل بل للاتحاد الأوروبي، الذي يدعم بقوة الجهود الدبلوماسية الجارية من أجل التوصل إلى حل شامل واتفاق نهائي موثوق ومستدام، والعمل مع ايران كشريك في قضايا الأمن الاقليمي".
 

وأكد لايتشاك ضرورة المضي قدما في مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيلين، رغم ما اعتراها من إخفاقات وخيبات أمل وانتهاكات للاتفاقيات، موضحاً أن اللجنة الرباعية لم تقم بدورها الحيوي في الآونة الأخيرة بهذا المجالي.
وعا الإسرائيليين إلى وقف التوسع الاستيطاني وبناء المستوطنات غير القانونية التي تعد جوهر المشكلة.
 
 
المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح أنجيلا  كين قالت إن وجود أسلحة الدمار الشامل في المنطقة يشكل أكثر العومل خطورة لعدم الاستقرار في  الشرق الأوسط وتزايد وتيرة الخوف من انتشارها واحتمالية استخدامها.
 
 
وثمنت كين الجهود الدولية للتصدي لانتشار السلاح النووي وللمخاوف الناجمة عن اقتنائها من خلال الحملة العالمية لنزع السلاح والتي اكتسبت زخما نوعيا متعدد الأطراف، مشيرة إلى تركيز الجمعية العامة للأمم المتحدة على ضرورة القضاء على جميع أسلحة الدمار الشامل لما لها من آثار إنسانية خطيرة.
 

وأوضحت أن تحقيق آفاق السلام والأمن الدوليين يتأتى من تطبيق معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية .
بدوره، قال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان اوغلو أنه لا يمكن لشعوب المنطقة أن تقيم مستقبل مشرق إلا من خلال العيش المشترك بينهما وتعزيز قيم التسامح والتعايش، والذي يمكن تطويره من خلال القبول المتبادل وبث روح الاعتدال والحداثة، ورفض تفكيك المنطقة، فضلاً عن تطوير السياسات الرامية لمزيد من التقارب السياسي والتعاون الاقتصادي.
 
 
وأكد على ضرورة أن تكون دول المنطقة قادرة على إقامة سلام خاص بها يجمعها دون أي تمييز وإقصاء، وان تتحول الحدود الى مناطق للتكامل والتعاون الاقتصادي ما يمهد الطريق لبناء السلام.
 
 
وذكر اوغلو أن منطقة الشرق الأوسط هي منطقة مترابطة بشكل وثيق ولديها إمكانات اقتصادية ضخمة وعوامل لازمة لإقامة نظام إقليمي للتعاون والاندماج الاقتصادي، مؤكداً أن من أجل تحقيق ذلك لا بد أن يتم إخلاء منطقة الشرق الاوسط من كل صنوف أسلحة الدمار الشامل.
 
 
وتابع أن تطوير هذه الرؤية الجديدة هي حاجة ملحة ولا يمكن تحقيق ذلك الا من خلال حوار إقليمي شامل وجامعن متسائلاً "كيف ومتى سنطور الرؤية الجديدة للمنطقة ومستقبلها؟".
 

وفي كلمة القاها مدير عام الهيئة العربية للطاقة الذرية الدكتور عبد المجيد محجوب أكد فيها الدور الذي تضطلع به الهيئة في تعزيز الأمن النووي والثقافة النووية، كما تسعى إلى تطوير العمل العلمي العربي المشترك ومواكبة التقدم العلمي والتقني العالمي في هذا المجال.
 

ولفت محجوب الى ان معظم الدول العربية لديها حالياً أنشطة نووية مختلفة في شتى مجالات الإستخدام السلمي للطاقة الذرية وهي بحاجة واضحة إلى بناء القدرات البشرية المؤهلة تأهيلاً جيداً.
 

وشدد على ضرورة تطوير البنى التحتية والقدرات التي تحتاجها الدول العربية في مجال الإستعداد والاستجابة للحوادث وإدارة النفايات المشعة والأطر التشريعية والرقابية وأمن المصادر المشعة والمنشآت النووية.
 

ولفت الى ان الهيئة وضمن خطتها لتنفيذ الإستراتيجية العربية للاستخدامات السلمية اسست الشبكة العربية للمراقبين النوويين والإشعاعيين للاستفادة من التجارب والدروس المستفادة، وخلق مناخ طبيعي وإفتراضي لتبادل الوثائق والمعلومات الهامة من أجل تقوية الإستخدام السليم والآمن للطاقة الذرية. 
 
 
من جانبه، أكد السفير الهولندي لدى عمان بول فان دل اجسل سعي بلاده إلى تعزيز مساعي إيجاد منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل وسبل مواجهة آثارها.
 

وثمن العلاقات الهولندية الاردنية والتطورات التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات خصوصا الأمنية ومكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة بمختلف أنواعها.
 

ولفت إلى أن ازدياد وتيرة التطرف والإرهاب يجعلان من جهود نزع السلاح النووي حاجة ملحة لأمان واستقرر المنطقة.
 

وكان مدير المعهد العربي لدراسات الأمن الدكتور أيمن خليل قال إن المؤتمر يشكل فرصة لبحث إقامة حوار مشترك وإجراءات موحدة وآليات مبتكرة لفض النزاعات وحظر أسلحة الدمار الشامل، مشيراً إلى أن المؤتمر يعد أحد أهم التجمعات المتخصصة على المستوى الإقليمي. 
 

وأضاف إن المؤتمر ألقى الضوء على المشهد الدولي للحصول على رؤية متوازنة واضحة وتشخيص دقيق للأوضاع ودراسة الإشكاليات الدولية الملحة بالتناغم مع مبادئ جامعة الدول العربية وبما يعزز أهداف منظمة الأمم المتحدة.
 

ويناقش المؤتمرون، يوم غد الخميس، الموقف العربي في المحاقل الدولية وخاصة بمؤتمر مراجعة اتفاقية حظر الانتشار النووي والذي يعقد اعماله في النصف الاول من العام المقبل بالأمم المتحدة.
 

كما يبحثون اعتماد عدد من الدول العربية على الخيار النووي كخيار استراتيجي للأغراض السلمية ولتوليد الطاقة والذي اصطلح على تسميته "الصحوة النووية".
 

إلى جانب ملف حيازة إسرائيل لقدرات غير تقليدية أبرزها الأسلحة النووية، فضلاً عن أبرز التطورات على الملف النووي الإيراني ومساعيها في المنطقة، خصوصا اتفاق جنيف ومداولات مجموعة (5+1) مع إيران.
 

وفيما يعرض المؤتمرون لاحتمالية حيازة مجموعات إرهابية على قدرات غير تقليدية ومواد انشطارية وكيمائية وعوامل بيولوجية، يستضيف الملتقى النووي جلسة متخصصة تناقش أسلحة الدمار الشامل من منظور ديني يقدمها مرجعان يمثلان العقيدة الاسلامية والمسيحية حول حرمة حيازة واستخدام وتطوير وتخزين كل صنوف تلك الأسلحة.
 

إلى ذلك، يعقد على هامش أعمال المؤتمر، الاجتماع السنوي لأعمال الملتقى النووي لمناقشة قضايا الأمن النووي ومستقبل البرامج النووية في المنطقة العربية، بالإضافة إلى الاجتماع التنسيقي الثاني للتجمع العربي للأمن وحظر انتشار أسلحة الدمار الشامل.
 

وبالتزامن مع تواصل أعمال المؤتمر يوم غد الخميس، يستضيف المؤتمر وللمرة الثانية ورشة عمل متخصصة حول "كيفية تغطية وصياغة التقارير الاخبارية المتعلقة باسلحة الدمار الشامل"، والتي تعقدها منظمة (صحفيون نوويون).
 
 
ويعد منتدى عمان الأمني واحد من ابرز المنتديات عالية المستوى والمتخصصة والمستدامة على مستوى المنطقة، حيث تخصص اعماله لمناقشة القضايا والتحديات الأمنية على الصعيدين الدولي والإقليمي وخيارات السياسة الخارجية، والتعاون الإقليمي، ونزع السلاح وحظر الانتشار النووي، مع التركيز بوجه خاص على منطقة الشرق الأوسط.
 
 
 
 
انتهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى

 
 

 












 

 
 
2014/11/12