Zenko Magazine
القصص تلتقي طلبة (الأردنية) وتهتف معهم لمجد المعرفة
أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) محمد جميل خضر - بما بدأت به، ختمت الفنانة والمخرجة المسرحية د. مجد القصص: الإعلاء من شأن المعرفة كشرفة إنسانية خلاقة ومفضية إلى تجليات المعنى وآفاق الحياة.
 
 
القصص التي التقت ظهر أمس طلبة كلية فنون وتصميم الجامعة الأردنية على مدرج الكلية، في إطار برنامج "عودة مبدع" الذي تنظمه بشكل دوريٍّ وحدة الإعلام والعلاقات العامة والثقافية في الجامعة الأردنية، حاولت جاهدة خلال اللقاء الذي أدار فقراته المسرحي د. عمر نقرش، تلخيص مسيرتها الممتدة على مساحة 40 عاماً ماضية، عندما شكّل إعلان معلق على إحدى أشجار السرو في الجامعة، اللحظة الفاصلة في حياتها. الإعلان عن الحاجة إلى ممثلات الذي أشارت له القصص، جعلها تركض بعد إخبارها شقيقتها الأكبر منها، وكانت طالبة سنة رابعة في الجامعة الأم، بينما مجد طالبة سنة أولى، إلى المكان المعلن عنه في الورقة فوق الشجرة، وهناك، كما تبيّن،، قُبلت هي وهيفاء الصناع، لتعقب قائلة: هيفاء أصبحتْ أمّاً لأربع بنات، وأنا أصبحتُ أمّاً لـ 60 عملاً مسرحياً.
 
 
أول عمل مسرحي مثلت به القصص كما تورد كان يحمل عنوان "وبعدين" للكاتب السوري وليد مدفع، في حين حمل عملها الثاني في العام 1976 عنوان "اضبطوا الساعات" من إخراج حاتم السيد.
 
 
القصص التي بدأت علاقتها مع الجامعة الأردنية نهاية العام 1975 كطالبة علوم سياسية، تتحدث عن عراقيل عديدة قد تقف في وجه صاحب الرسالة أو صاحب الحلم، ولكن تصميمه على تجاوز هذه العراقيل ومثابرته ومصداقية جهوده، تجعل إمكانية مواجهة لمختلف تلك العراقيل وتنحيته لها وعدم النكوص أمامها، مسألة وقت.
 
 
ومنذ تقديمها للمسرح عملها الدرامي الأول، انفتحت أمام القصص كما تذكر فرص العمل في مختلف أنواع الدراما: الإذاعية والتلفزيونية، في هذا السياق قدمت ما بين 1975 وحتى العام 1980، مع عدد من الفنانين اللبنانيين عدداً غير قليل من السهرات الإذاعية، وكانت تنال وقتها 40 ديناراً أجراً على السهرة الواحدة، وهو ما تصفه بالمبلغ الضخم في ذلك الوقت، ومنه كانت تدفع أقساطها الجامعية.
 
 
موقف حدث معها في العام 1999 عندما نسب مخرج معه شهادة إخراج كل جهدها في عمل مسرحي لنفسه، جعلها تعيد حساباتها، وتقرر أن تعود لمقاعد الدراسة، ولكن هذه المرة في تخصص الفنون المسرحية والدرامية، وهو ما تحقق لها، فنالت بداية درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك، ثم سافرت بعد أن اقترضت مبلغاً من المال، وحصلت من لندن على درجة الماجستير في تخصص فيزياء المسرح، ومن ثم أخيراً وقبل أقل من شهرين على درجة الدكتوراه في المسرح من لبنان. تجربة ممتدة لخصتها القصص ببعض جمل، قدمت خلالها عشرات الأعمال للمسرح والتلفزيون والإذاعة. في العام 1982 طرحت القصص، كما تكشف على نفسها سؤال المعنى: "ما الذي أريده من الفن ومن الحياة؟". وهي توضح أنه سؤال نماه داخلها دراستها في تخصص العلوم السياسية، حيث وصلت عند هذا المفترق الحياتي المفصلي إلى ضرورة أن يتبنى الفن وأن يتبنى الفنان رسالة ما في الحياة تنحاز للعدل وحقوق الناس البسطاء، كما تنحاز للخير والجمال والبهاء.
 
 
القصص لم تنس خلال لقائها المتميز مع طلبة قسم التمثيل والإخراج في الجامعة الأم أن تذكر متحلية بالعرفان دور الجامعة في تكوين شخصيتها وصقلها، فهي ترى أن الجامعة الأردنية كانت تركز أيامهم على صقل الشخصية إضافة للجانب الأكاديميّ التدريسيّ. وهي دعت الطلبة لتجاوز موجبات الإحباط، والعمل في أكثر الظروف صعوبة، وتحويل السلبيات إلى طاقة فعل إيجابيّ. بالتأكيد على ضرورة المعرفة والهتاف لها، ختمت كما بدأت مجد القصص.

2014/11/13