Zenko Magazine
الشاعر السوداني محمد عبدالباري يقرأ في "الأردنية" قصائد الوجد

​أخبار الجامعة الأردنية (ا ج ا) محمد جميل خضر - بتنظيم من وحدة الإعلام والعلاقات العامة والثقافية في الجامعة الأردنية، ألقى الشاعر السوداني محمد عبدالباري صبيحة أمس في مدرج الكندي التابع لكلية آداب الجامعة الأم، عدداً من قصائده الجديدة والقديمة.

الأمسية الشعرية (أو الأصبوحة الشعرية كما يحلو لبعض اللغويين أن يسمونها)، التي قدمت الشاعر فيها أستاذة اللغة العربية وآدابها د. بلقيس الكركي، تابعها إضافة لعميد كلية الآداب د. عباطة، عدد من أساتذة الكلية ومن طلبتها خصوصاً في قسم اللغة العربية وآدابها.


د. بلقيس الكركي، وفي سياق تقديمها للشاعر عبد الباري، طالب الدراسات العليا في قسم العربية، أشارت إلى رؤية تبناها الشاعر متأثراً بظروف كان يمر بها، عندما قال لها إن المعرفة مؤقتة والصداقة مؤقتة والفرح مؤقت والحب وكل شيء. الكركي أضافت لما أسهب فيه الشاعر قائلة له كما تقول إن الحياة كلها مؤقتة يا صديقي، وعندما نهرب إلى الشعر فإن كل ما نفعله، تقول الكركي، هو التمسك بالفضاء الذي يجمع الأضداد داخله: "الأبد والمؤقت". الكركي اقتبست في السياق مقطعاً من قصيدة للشاعر الراحل محمود دوريش: "لكن أعمار الغيوم قصيرة في الريح، كالأبد المؤقت في القصائد لا يزول ولا يدوم".


عبدالباري قرأ من ديوانه الأول "مرثية النار الأولى" ومن جديده عشر قصائد استهلها بقصيدة "الكهانات في يديك" التي أهداها كما قال لكل شاعر في المكان وفي كل مكان. "شكل أول للوجد" هي القصيدة الثانية في حصة الشعر الجزيل الجميل لشاعر يمسك العربية من أحلى زواياها ويشكل من قوافيها رنة عود نبيل ونايات طالعة من أعماق النيل.


عبدالباري الفائز مطلع العام بالمركز الأول في جائزة الشارقة عن فئة الشعر، قرأ مقطعاً من قصيدة "إلى الظل من وجهة الريح"، "على لسان المتنبي"، "الحمامة"، "سيرة ناقصة لأصدقائي" التي يترك خاتمتها مفتوحة على احتمالات الوجد والتمرد الحر بين أصدقاء مختلفين:
"مثقّبون بما يكفي
ليسطعَ من هذي الثقوب على أيامنا
القبسُ
لا نعرف المنتهى
من يوم فجّرنا
شعراً وحرية
هذا الهوى الشرسُ".
وقرأ أيضاً: "هوامش ليلة الدم"، درويش الريح"، "الخروج من نصف الوردة" وختم بـ"خاتمة لفاتحة الطريق".
في "الخروج من نصف الوردة" حلّق عبدالباري كعاشقٍ من عبقٍ وزعفران:
"أحبكِ في مهرجان السكوتِ
نرانا.. فتلمع منا العيون انبهارا
وتخفتُ شيئاً فشيئاً
كأنّا قطارانِ
بعد المحطةِ في الاتجاه المعاكس سارا
ولم يجدا لحظةً للكلامْ
أحبك في غَبَشِ المنتصفْ
وفي غامشٍ لا يسمى
يقابلني في الطريق
وباسم الضباب المكثف يأمرني أن أقفْ
ولا أكملُ الشوط نحو حرير يديكٍ ونحو الغرامْ".


حفظ عبدالباري، صغيراً، أبيات الشعر المتناثرة بين جدران مدرسته والأوراق الخلفية للتقويم الهجري والأبيات التي تند عن ألسنة المعلمين والمتكلمين في وسائل الإعلام ولم ينته الشغف باقتناء دوواين الشعر قديمه وحديثه، عربيه ومترجمه.

يعمل حالياً على استكمال ديوانه الثاني ... وهو بحاجة، كما يقول في حوار معه، "إلى قليل من القصائد حتى يكتمل". كما يعمل على قصيدة مطولة سيصدرها مفردةً في كتاب حال انتهائه منها.

2014/11/27