Zenko Magazine
الإنذار المبكر.. الحل الأمثل لانهيارات «البحر الميت»

أوصى خبراء بضرورة تركيب أجهزة إنذار مبكر لتفادي خطر ما يعرف بالحفر الانهدامية التي تهدد منطقة البحر الميت، ويزداد خطر هذه الظاهرة مع اتساع رقعتها على طول ساحل البحر. وواجهت شواطئ البحر الميت مشكلة واستحقاقات نتائج تلاعب الانسان ببيئته التي تؤدي للانخفاض المتزايد لمستوى المياه، وتراجع خطوط الشاطئ نحو البحر، وقد تسبب هذا بمئات من الانهيارات الخسفية التي نتجت عنها خسائر تعد حاليا بمئات الملايين من الدنانير كان يمكن تلافي معظمها، الا ان هذه التحذيرات لم تجد حتى اليوم آذانا مصغية من قبل الجهات المسؤولة.

 

في السياق ذاته، تحدث استاذ علم الزلازل والجيوفيزياء في الجامعة الاردنية الدكتور نجيب ابو كركي الذي يتابع تطور هذه الظاهره منذ عام 1991، واشار الى انه قد تم نشر عشرات الابحاث المُحكمة حول الموضوع، وقُدمت نتائجها بعشرات المؤتمرات الدولية والمحلية، ولم تكن توعية المجتمع وخدمته خارج التغطية، فقد ألقى ايضا عشرات المحاضرات العامة في انحاء الوطن كافة، وما بين كل محاضرة واخرى يتحقق جانب مما تم عرضه كسيناريو متوقع ليصبح حادثة محلية على ارض الواقع. وأكد ابو كركي في حديثه لـ"العرب اليوم" على ان استثماراتنا البليونية سواء كانت سياحية ام صناعية مهددة، وفي الوقت نفسه تحتاج تلك الاستثمارات البليونية الى تنفيذ نظام الانذار المبكر الذي تم اقتراحه، والذي من شأنه ان يحصن تلك الاستثمارات، ويبقي اية خسائر في اطار الحدود الدنيا فقط. من جانبه اشار نائب نقيب الجيولوجيين الاردنيين مضر العبادي إلى أن مسألة الانهيارات موجودة في منطقة البحر الميت، وان وجود الانذارات المبكرة امر ضروري لتجنب تلك الانهيارات التي من الممكن ان تكون خطرا على حياة المواطنين وتسبب كارثة. واكد على ضرورة الاسراع في تنفيذ تلك الانذارات خاصة ان النقابة قد شاركت في الدراسات الخاصة بتأثيرات تلك الانهيارات ومخاطرها العديدة على حياة المواطنين والسياح، بالاضافة الى الاقتصاد الوطني وملف الاستثمار. الظاهرة التي توضحها أبحاث أبو كركي وزميله داميان كلوسون من بلجيكا هي العلاقة والتوافق بين توزيع الصدوع الزلزالية في منطقة البحر الميت، وتوزيع هذه الانهيارات الخسفية التي أدت لزوال شوارع ومنازل سكنية واستراحة سياحية في مناطق محاذية تماما للبحر الميت.

 

وأوضح أنه كان من نتائج هذه الانهيارات الخسفية انهيار السد رقم 19 الذي صممته شركة بريطانية لحساب شركة البوتاس العربية قبل نحو عشر سنوات، إذ انهار بعد أسابيع فقط من إنجازه برغم أنه كلف عشرات الملايين من الدولارات. كما انهارت ساحات استراحة تملكها مؤسسة الضمان الاجتماعي، وأدت هذه الانهيارات لإغلاق مصنع للملح والمنتجات الطينية في منطقة غور حديثة شرق البحر الميت؛ حيث تتركز أعمق الانهيارات حاليا تليها مناطق المزرعة وشبه جزيرة اللسان، ويتحدث الخبير الأردني عن انهيارات خسفية بلغ قطر بعضها 15 مترا وعمقها 25 مترا.

 

 

نقلاً عن صحيفة "العرب اليوم": بتاريخ 8/2/2015
 
 
2015/02/08