Zenko Magazine
"الأردنية" تعتزم تشكيل سلالة أردنية من شجر الأرجان بصفات إنتاجية جديدة
 

هبة الكايد – كشفت الجامعة الأردنية الستار أخيرا عن عينة ذهبية تدعى زيت الأرجان، بعد جهد مضني دام سنوات؛ لتسجل بهذا الإنجاز سطرا جديدا في سجل إنتاجاتها المتميزة والتي تنفرد بها دون سواها.

وتأتي أهمية هذا الإنتاج الذي يعد نجاحا مهما في تاريخ الجامعة وأنموذجا لأصحاب العقول النيرة التي تمكلها؛ بندرته وارتفاع ثمنة، حيث استطاعت كلية الزراعة ممثلة بكل من الدكتور بركات أبو رميلة والدكتور جمال الصوان وبعد أكثر من عامين ونصف العام، أن تنتج زيت الأرجان أو ما يمكن تسميته بالذهب السائل المطلوب عالميا.

وقد أكد رئيس الجامعة الدكتور اخليف الطراونة معلقا على الموضوع أن انتاج زيت الأرجان من قبل الجامعة يعتبر انجازا غاية في الأهمية؛ وأهمها الناحية الإقتصادية، مدللا إلى أن الدولة الوحيدة في الوطن العربي التي تزرع ثمار الأرجان هي المغرب وتستخدمه كمنتج طبي وعلاجي وتجميلي، إضافة إلى استخدامه في الطعام.

ودعا الطراونة في هذا الصدد الحكومة إلى زراعة أشجار الأرجان في وادي الأردن، على اعتبارها مشروعا وطنيا يدر دخلا ليس بالهيّن على الموازنة خلال السنوات القادمة، خصوصا أن زراعة تلك الأشجار لا تحتاج إلى عناية كبيرة، وتنمو في التربة الجافة الفقيرة، ولا تستهلك مساحات واسعة.

الدكتور بركات أبو ارميلة تحدث "لأخبار الأردنية" عن المشروع الذي بدأ بفكرة إدخال محاصيل زراعية جديدة إلى الأردن غير تقليدية واقتصادية بنفس الوقت بدعم من المركز الوطني للتكنولوجيا الحيوية التابع للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، ووقع الإختيار على شجرتي الأرجان والكبّار؛ نظرا للطلب الشديد على منتجاتها في الأسواق العالمية، وتم استقدام بذور الأرجان بداية ًمن المغرب وبدأت الدراسات للتعرف على كيفية إكثارها ومدى أقلمتها للمناخات المختلفة في الأردن. 

وتابع أبو رميلة أنه بعد إجراءه التجارب العديدة لإكثار بذور الأرجان بالتعاون مع زميله من الكلية الدكتور جمال الصوان؛ تمكنّاه من كسر السكون في هذه البذور واستطاعا الحصول على إنبات أكثر من 70% منها، وتمت دراسة تأقلم الأرجان في المناخات المختلفة وتبين أنه يصلح للزراعة في الأماكن الدافئة، كالأغوار والعقبة، حينها تم انتخاب أشجار ذات مواصفات بستانية جيدة، ونجح تطعيم الأرجان بالقلم على أشتال ناشئة من البذور.

وزاد أبو رميلة أنه تم زراعة 20 شجرة في محطة البحوث الزراعية التابعة للجامعة منذ سنوات وأصبحت أشجارا منتجة، وتم استخلاص الزيت أخيرا من ثمارها كيميائيا، بعد قدرة الجامعة على زيادة نسبة الإنبات في تلك الأشجار، والتي يعتقد أبو ارميلة - على حد قوله - أن بعضها والتي تم تحسينها سيصار لاحقا لتسجيلها كسلالة أردنية تمتلكها الأردن وتنفرد بإنتاجها.

وأضاف أن الجامعة زرعت 50 شتلة في الغور وأخرى في المحطة المذكورة، لتتمكن بعد سنوات من استثمار منتجات ثمارها والعمل تجاريا بهذا المشروع وبالتالي فتح باب التصدير، سيما وأنها ستقوم بتطوير المشروع وزراعة 50 دونما من تلك الأشجار القيمة.

ولفت أبو رميلة إلى أن زيت الأرجان الذي أثار إنتباه العلماء نظراً لما يحتويه من نسب مرتفعة من الأحماض الدهنية الأساسية و فيتامين E؛ يعد من الزيوت الطبيعية الرائعة والغني بمغذيات البشرة والشعر، مشيرا الى ان الشجرة الواحدة تنتج تقريبا 20 كيلوغراما من الثمار التي يحتوي لبّها على نسبة عالية من الزيت، كما يقدر إنتاج الشجرة الواحدة من الزيت حوالي نصف كيلو غرام إضافة إلى مخلفات العصر التي تستعمل لأغراض مختلفة.
ويعد الأرجان - بحسب أبو أرميلة - من النباتات الصناعية المهمة في العالم والطلب على منتجاته كبير جدا في الأسواق الأوروبية والغربية؛ وخاصة زيت الأرجان الذي يدخل في كثير من الأطعمة التقليدية والمفتول والسلطات وغيرها، إضافة إلى أنه يدخل في الصناعات الطبية والتجميلية المعنية بمعالجة حب الشباب وجدري الماء والروماتيزم ويخفض نسبة الكولسيترول السيء، ويحمي من الإصابة بتصلب الشرايين، ويعالج العقم والإجهاض عند النساء، وإذا خلط مع العسل واللوز يكون مفيدا للرجال كذلك؛ إلى جانب استعماله في صناعة الكريمات والصابون والشامبو التي تحمي الجلد من التجعد وتحفظ نضارة البشرة وتقلل من شيخوختها، كما يحتوي الزيت على مضادات أكسدة تحمي من خطر الإصابة بمرض السرطان. 

مشاريع كثيرة في "الأردنية" منها ما تم انتاجه ومنها ما تم العمل عليه وتطويره وهناك ما تم استثماره فقط من أجل مصلحة أبنائها، وبما يخدم الوطن بكل ما فيه، وكما عودتنا الجامعة؛ فهي لم تعلن النهاية وها هي تتمكن من إنتاج نبات "الكبّار" غير الشوكي ليضاف إلى أرصدتها الإنتاجية المنفردة، ويصار إلى استثمار هذا النبات ذو الفوائد الطبية المتعددة.                                                          

انتهــــــــــــــــــــــــــــــى

 
2015/06/29
بعد نجاحها في إنتاج زيت الأرجان ولأول مرة في الأردن