Zenko Magazine
محاضرة حول الاستشراق والترجمة في مكتبة "الأردنية"

​أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) هبة الكايد – قال رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا الدكتور ياسر سليمان إن عددا كبيرا من الأعمال الأدبية التي ترُجمت من العربية إلى لغات أخرى فقدت كثيرا من معانيها وصورها البلاغية، خصوصاً في فن الرواية، كما أن العناوين والأغلفة تتغيّر عند الترجمة.

 

وأضاف في محاضرة ألقاها مساء أمس بتنظيم من المنتدى الثقافي لمكتبة الجامعة الأردنية حول الاستشرق والترجمة أن جمال اللغة العربية يتلاشى عند ترجمة الأعمال العربية إلى لغات أخرى؛ موضحا أن هناك العديد من دور النشر الغربية لا تلتفت إلى قيمة الرواية العربية ضمن أطرها الجغرافية الاجتماعية كموضوع فني متكامل، بل تلتفت إلى ما يمكن أن يلامس عقلية القارئ الأجنبي، والإشكالات التي تثيرها الأعمال الأدبية في الذاكرة الغربية.
 
 
وأجاد سليمان في تناول قضية الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية واللغات الأخرى، معرجا على آفاق التلقي لدى الجمهور الغربي لنماذج الأدب العربي وقصص الشرق المثيرة، واتجاهات ذلك التلقي.
 
 
وجاء خلال المحاضرة بنماذج لأغلفة كتب عربية تغيّرت عندما تمت ترجمتها، الأمر الذي يدلل على نمطية التلقي عند القارئ الغربي، حيث اتسمت تلك الأغلفة بالصورة النمطية التي تراكمت في الذاكرة الغربية عن العرب.
 
 
وفنّد سليمان محاولات الكاتب (إدوارد سعيد) ودوره في نقل (المادة) العربية أو الرؤية العربية إلى الذاكرة الغربية على المستوى الفكري والنقدي، وكذلك الصور الشعبية (النمطية) التي وردت في أعمال (طه حسين).
 
 
وأكد أن ما قاله الكاتب ادوارد سعيد عن الاستشراق قابل للحوار؛ فرغم توافقه مع كثير من طروحاته إلا أنه يتعارض مع جوانب أخرى من هذه الطروحات، متوقفا عن القول أن اللغة العربية في نظر الغرب هي لغة مثيرة للجدل، بسبب ما تم تداوله في أوساط وسائل الإعلام وغيرها عن العنف والتطرف السائد في المنطقة العربية الإسلامية.
 
 
وأشار إلى أن النماذج العربية التي تناولت آداباً أجنبية كانت تميل كذلك إلى الترجمة الحرفية التي تهمل إلى حد كبير الزوايا الجمالية في الأدب، لأن المترجم يلجأ إلى القواميس التي ليست بالضرورة تعينه في خلق أو ترجمة المشهد بتعبير صادق أو دقيق.
 
 
تجدر الإشارة إلى أن الدكتور ياسر سليمان تخرج في الجامعة الأردنية ونال الدكتواره من جامعة كامبردج بتخصص اللسانيات والدارسات العربية والهوية، وهو حامل وسام الامبراطورية البريطانية من درجة قائد، وأستاذ كرسي السلطان قابوس بن سعيد للغة العربية المعاصرة في جامعة كامبردج، كما يشغل رئيس قسم الدراسات الشرق أوسطية هناك بالإضافة إلى أنه الرئيس المؤسس لمركز الأمير الوليد بن طلال للدراسات الإسلامية في جامعة كامبريدج، إلى جانب كونه رئيس مجلس أمناء جائزة البوكر العربية، ورئيس جائزة الكتاب لجمعية الصداقة البريطانية-الكويتية في دراسات الشرق الأوسط، وله العديد من المؤلفات باللغة الإنجليزية نشرتها أشهر دور النشر العالمية.
 
 
انتهـــــــــــــــــــــى
2015/11/24