افتتح مندوب رئيس الوزراء وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عادل الطويسي، في مركز الحسين الثقافي برأس العين، أمس السبت، الملتقى التاسع للاتحاد العربي لخريجي معاهد وجامعات روسيا والاتحاد السوفياتي(سابقا)، الذي ينظمه نادي (ابن سينا) للخريجين.
ويناقش الملتقى، الذي يستمر خمسة ايام، ويضم ممثلين عن عدة وزارات، وسفراء روسيا، واذربيجان، وكازاخستان ورؤساء جامعات روسية، واردنية، وهيئات علمية ومنظمات طلابية، اضافة الى رؤوساء وفود عربية من فلسطين ولبنان والمغرب واليمن والعراق ومصر، أوراق عمل حول دور الخريجين العرب في نشر الثقافة واللغة الروسيتين، والمشكلات التي تواجه الخريجين، ودور الخريجين في تطوير العلاقات الإقتصادية بين بلدانهم وروسيا.
وقال وزير التعليم العالي الدكتور عادل الطويسي "ان انعقاد هذا المؤتمر في الاردن دليل على نعمة الامن والامان التي انعم بها الله على وطننا خاصة واننا نعيش وسط اقليم ملتهب اصبح فيه الارهاب هاجسا يؤرق شعوب المنطقة والعالم ككل، حيث استطاع الاردن بفضل تكاتف جميع مؤسساته وابنائه وبحكمة جلالة الملك عبدالله الثاني ان يعبر بنا الى شاطئ الامان وان يحافظ على مقدرات الوطن ومنع يد الارهاب ان تنال منه".
واضاف ان خريجي الجامعات الروسية في الاردن من مختلف التخصصات ومنذ ستينيات القرن الماضي، يسهمون في تطوير مسيرة الاردن حيث تبوأوا العديد من المناصب القيادية والمهمة في الدولة ووضع الخطط الاستراتيجية التي من شأنها تحقيق التنمية المستدامة، مؤكدا ان العلاقات الاردنية الروسية في شتى المجالات هي علاقات استراتجية راسخة ومثال يحتذى به على كافة الصعد والميادين.
اما رئيس الاتحاد العربي لخريجي الجامعات الروسية الدكتور فاضل الربيعي، فقال في كلمته :"اننا نثمن للاردن استضافته لاعمال هذا اللقاء بعد ان حالت الظروف الامنية من انعقاده بالعراق"، مبينا ان الاتحاد العربي يحرص دائما على تطوير وتوطيد العلاقات بين الخريجين وجامعاتهم، اضافة الى تمتين العلاقات مع الاتحاد العالمي للخريجين من روسيا وبحث اوجه التعاون بينهم.
اما رئيس نادي ابن سينا المهندس سلام مطوال، فاكد ان الاف الخريجيين من روسيا والاتحاد السوفييتي السابق يسهمون في بناء وطنهم في شتى الحقول والميادين التي يعملون فيها، لافتا الى ان النادي يقوم بدور كبير في تعزيز العلاقات الاردنية الروسية.
وفي كلمته، قال السفير الروسي بالاردن بورس بولوتين، ان خريجي الجامعات والمعاهد الروسية والسوفيتية، يسهمون بشكل كبير في مساعدة بلدانهم في تحقيق التقدم والرفاه لها، مؤكدا ان بلاده تعمل على مساعدة الشعوب في مكافحة الارهاب والتطرف، خصوصا في سوريا، حيث ان الموقف الروسي من الصراع فيها يدعو الى احلال السلم وايجاد حل عادل فيها.
وذكر سفير اذربيجان في الاردن صادق افادي، ان العلاقات الاردنية الاذربيجانية هي علاقات مميزة وحضارية حيث ان عدد الخريجين الاردنيين السابقين من الجامعات الاذربيجانية بلغ 750 طالبا وان عدد الطلاب الحاليين بالجامعات 70 طالبا في مختلف التخصصات، اضافة الى وجود عدد من الطلاب الاذربيجانيين الذين يدرسون في الاردن.
واشار امين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، الى ان العديد من الحضور قد شقوا طريق نجاحهم بالصبر والجد والكفاح رغم الظروف الصعبة والقاسية التي مروا بها.
واكدت نائبة رئيس الجامعة الروسية لصداقة الشعوب في موسكو لاريسيا ايفانوفنا، ان الجامعة تضم طلبة من 180 دولة من مختلف انحاء العالم، كلهم معنيون بالالتزام بالمعايير والقيم التربوية التي تنتهجها الجامعة وهي احترام الرأي وتقبل الاخر ووضع الحوار كطريقة رئيسية في بناء العلاقات المختلفة حيث ان الجامعة وعلى امتداد 56 عاما خرجت اكثر من 100 الف طالب.
وبين ممثل منظمة "الانكرفوز" دفرا بوسكي وهي منظمة عضوة في هيئة الامم المتحدة واليونسكو لجمعيات خريجي روسيا والاتحاد السوفيتي سابقا، ان هذا اللقاء التاسع الذي يعقد في منطقة الشرق الاوسط، لافتا الى ان نظام التعليم السابق في الاتحاد السوفيتي كان يعتمد على منهج الاممية، ولكنه اليوم يعتمد اسلوبا صارما للحد من الصراعات بين الطلبة من ممثلي الشعوب المختلفة العربية والغربية.
وقال ممثل منظمة "روسكي مير" فيكتور وهي منظمة عالمية تهتم بشؤون الناطقين باللغة الروسية حول العالم، ان لخريجي الجامعات الروسية الدور الاكبر في نقل الثقافة الروسية من خلال الاهتمامات العلمية والدعم لهذا التواصل، لافتا الى ان اللغة الروسية هي لغة تفاهم بين الشعوب.
وجرى عرض فيلم وثائقي عن اعمال نادي ابن سينا، والتي تساهم في التقاء العديد من الخريجين بعد انقطاعهم عن بعض لسنوات طويلة الامر الذي يتيح لهم فرصة اعادة العلاقات واستمرارية ديمومتها.
وفي نهاية حفل الافتتاح تم تقديم فقرة فنية قدمها المركز الثقافي الروسي تعرض لوحات من الفولكلور الروسي بالاضافة الى افتتاح معرض خاص للجامعات الروسية للتعريف بمكانتها والاختصاصات المتاحة والتي تخدم الطلاب الراغبين بالدراسة في روسيا.
يشار الى ان الوفود المشاركة في الملتقى ستقوم بجولة سياحية بالباص المكشوف في عمان، اضافة الى زيارات للمواقع السياحية في ماعين وبانوراما البحر الميت وقلعة الكرك ووادي رم والعقبة.
نقلا عن صحيفة الرأي بتاريخ 13/11/2016