Zenko Magazine
أكاديميون: إقحام العملية التربوية بالمناكفات السياسية أمر لا تحمد عقباه

أنس العمريين- أكدت فعاليات أكاديمية في محافظة الطفيلة، أن نجاح الدولة وتقدمها وازدهارها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا يكون من خلال نظامٍ تعليمي قوي ومتين ومتطور يساهم في بناء المجتمع، بعيدا عن المناكفات التي تهدم البناء وتؤدي الى الخراب والدمار كما هو حاصل في الدول المجاورة.

 

واشارت الفعاليات التي التقتها «الرأي»، أن الورقة النقاشية السابعة التي طرحها جلالة الملك عبدالله الثاني اول أمس، رسمت معالم واضحة وخارطة طريق للمعنيين في العملية التربوية، بعد ان استشعر جلالته ضرورة اعداد اجيال واعدة متسلحة بثقافة الانجاز والفكر البناء متسمة بروح الاصالة والتجديد بعيدا عن التقليد والتمجيد.
 
 
وقال رئيس مجلس امناء جامعة الزرقاء الدكتور راتب السعود، ان الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك عبدالله الثاني جاءت لتعبر عن طموح جميع الاردنيين في أن يكون لديهم نظام تعليمي فاعل وقوي، ومعروف ان الدول المتقدمة والقوية سواء في المجالات الاقتصادية او السياسية او التكنولوجية هي في البداية دول تقدمت تعليميا وأولت التعليم حقه، ومعلوم ان هذه الدول تخصص ربع موازناتها للإنفاق على التعليم فهو الاداء الرئيسي لتطوير المجتمعات.
 
 
واضاف السعود، «ونحن في الاردن لم نصل الى هذا المستوى من الرقي والتحضر والفاعلية الدولية إلا بسبب اهتمامنا بالتعليم، لكننا لاحظنا منذ عقدين من الزمن تراجع النظام التعليمي لدينا، فقد اشارت نتائج الاختبارات الدولية والتي شملت (65) دولة على مستوى العالم وظهرت نتائجه خلال الشهرين السابقين الى أن طلبة الاردن اخفقوا في الوصول الى ادنى مستويات النجاح المطلوبة».
 
 
اما على صعيد الجامعات الاردنية، قال السعود انه للأسف لم تصل اي جامعة اردنية الى قائمة أفضل (500) جامعة في العالم، وهذا مؤشر على ان نظام التعليم العالي لدينا يعاني من ازمة، وهو ما دعا جلالة الملك الى استشعار خطر تراجع التعليم في الاردن ليطرح ورقته النقاشية السابعة التي رسمت معالم واضحة وخارطة طريق للمعنيين في العملية التربوية برمتها.
 
 
وتابع السعود حديثه الى «الرأي»، « اعتقد ان الحكومات المتعاقبة لم تول التعليم بشقيه العام والعالي الاهتمام اللازم ولم يكن لديها أولوية، وجاءت الورقة النقاشية لجلالة الملك لتقول ان التعليم يجب ان يمثل رأس اولويات الدولة الاردنية، فهو متطلبنا الرئيس لصياغة شباب المستقبل، وبالتالي يجب ان يكون لنا موقع ضمن الدول المتقدمة في المجالات المختلفة».
 
 
واضاف، « أرى ان جهات كثيرة يجب ان تدرس وتحلل الورقة جيدا وتضعها موضع التنفيذ وأولها الجامعات الاردنية المسؤولة عن تخريج معلمين أكفياء ينعكس اثارهم على التعليم البناء في المدارس، اما دور وزارة التربية التعليم فهو أساسي وقد آن الآوان بالنظر الى التعليم كمهنة وان تكون ضمن المهن الأعلى دخلاً شهريا، ولنا في اليابان وألمانيا عبرا اذ ان راتب المعلم هناك هو الأعلى من بين جميع وظائف الدولة».
 
 
وختم السعود حديثه، «ان رفع المكانة الاجتماعية وتأهيل المعلم كلها أدوات كفيلة بإعادة الألق لهذه المهنة».
 
 
وقال الأكاديمي في جامعة الطفيلة التقنية الدكتور محمد عبدالوهاب المحاسنة، ان تطوير العملية التربوية في الاردن يمكن تبسيطه من خلال تطوير اركانها الأساسية المتمثلة أولاً في الطالب: اذ يجب ادماجه في العملية التعليمية التعلمية لتوسيع آفاقه وتنمية قدراته بدلا من ان يكون متلقيا للمعلومة عن طريق تشجيعه على التفكير التحليلي الناقد وعلى الحوار والمناقشة وتحفيز الاعمال التطوعية لتعزيز مفهوم المدرسة المنتجة، وثانيا المنهاج: ويؤسس تطويره من خلال الابتعاد عن الاعتماد على الكتاب المدرسي الواحد والتركيز على مراجع مختلفة واستناد المنهاج على المحاكاة والتدريب بدلا من تعزيز اجترار المعلومات.
 
 
وثالثا المعلم، فيرى المحاسنة ان تطوير ادائه يكون من خلال تعزيز دور نقابة المعلمين في تنظيم العمل ورفع سوية المهنة، واشتراط حصول الكوادر التعليمية على رخصة مزاولة المهنة قبل البدء بالتدريس، واشراكهم في دورات تدريبية ومهنية متخصصة، ومكافأة المجدين ومحاسبة المقصرين، فيما رابعاً المدرسة اذ يؤكد على ان تطويرها يتطلب تقييمها واشتراط حصولها على الاعتماد العام لها والخاص لبرامجها من خلال هيئة وطنية مستقلة ومحايدة كما يحصل في اعتماد مؤسسات التعليم العالي الاردنية.
 
 
وأخيراً التشريعات والسياسات، اذ يشير المحاسنة الى ضرورة تعديل قانون وزارة التربية والتعليم النافذ ليشمل توصيفاً واضحا لمعلم المدرسة ولصلاحيات وزير التربية ومجلس التربية، والتركيز على تطوير العملية التعليمية برمتها، وتعزيز مكانة التعليم المهني والتقني في ذهنية الطالب.
 
 
وأكد رئيس فرع نقابة المعلمين في الطفيلة محمد الحوامدة، ان الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك عبدالله الثاني جاءت في وقتها المناسب نظرا للحاجة الملحة التي يجب أن تكون فيها العملية التعليمية متحركة ومتغيرة، طبقاً لتطور الحياة والمجتمعات، ومن الضروري أن تساير المناهج التعليمية التغيير الحتمي الواقع بالحياة ليكون التعليم محققاً لطموحات الأمة، وملبياً لآمالها وتطالعتها فى حياة أكثر رقياً، وازدهاراً.
 
 
نقلا عن الرأي بتاريخ: 17/4/2014
2017/04/17