Zenko Magazine
مؤتمر "البيئة والمياه من منظور الشريعة الإسلامية" يواصل فعالياته لليوم الثاني
أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) هبة الكايد - حفلت محاور جلسات اليوم الثاني لمؤتمر "البيئة والمياه من منظور الشريعة الاسلامية والعالم المعاصر" الذي نظمته كلية الشريعة في الجامعة الأردنية ومركز الدراسات الإسلامية والتربية الدينية في جامعة مونستر الألمانية والوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ بالمعلومات والمقترحات والحلول التي قدمها الباحثون للعديد من الجوانب المتعلقة بقطاعي المياه والبيئة.
 
 
واتفق الباحثون في مجمل نقاشاتهم على أن كل ما يحدث في عالمنا وتحديدا المخاطر المحدقة بالبيئة والمياه تعود إلى مرجع أساسي هو الإنسان ذاته بسلوكياته وأفعاله؛ في ظل ضعف الإيمان أو انحسار دور القيم والأخلاق الضابطة لتصرفاته في تعامله مع تلك القطاعات ومكوناتها المختلفة.
 

وواصل المؤتمر فعالياته في جلسته الثالثة التي ترأستها الدكتورة الشريفة هند محمد من مركز المياه والطاقة والبيئة في الجامعة بمناقشة وضع المياه في الأردن الذي أشار إليه الباحث عدنان الزعبي في ورقته البحثية، منوها بأن وجود مشاريع مائية للحد من أزمة المياه في بلادنا لا يمنع أبدا ضرورة إدارة الطلب على المياه من خلال تقليل استهلاكها وزيادة كفاءة استخدامها.
 
 
وشدد الأمين العام لدائرة الإفتاء الدكتور محمد الزعبي في عرض قدمه عن فتاوى الدائرة فيما يتعلق بالمياه على أن التبليغ والتواصل مع الجهات المختصة في حال حصول خلل أو تسريب في شبكات تزويد المياه واجب مجتمعي وفرض كفائي؛ لما فيه من تحقيق معنى تحمل المسؤولية ووجوب دفع المفسدة، وجلب المصلحة، وهو من التعاون على الخير والنصح للعامة.
 
 
فيما تحدثت السيدة أسماء المعروفي من جامعة مونستر الألمانية عن إشكالية التلوث البيئي من منظور ديني، ورأت أن الحل النهائي لمشاكل البيئة لا يكون إلا بالعمل الجماعي المقترن بالوعي وعلى أساس الإقناع والقبول والرضا والالتزام الديني والأخلاقي والوطني وعن طريق الإرشاد والحوار والتعليم والتثقيف.
 
 
وقدم المؤتمرون المشاركون في الجلسة الرابعة التي أدارها الباحث عدنان الزعبي  جملة من الحلول التي اتبعتها بعض المؤسسات المهتمة بقضايا البيئة والمياه على المستويين المحلي والعالمي؛ ليعرض الباحث الدكتور أحمد عبد السلام في ورقة بعنوان "الجهاد البيئي حراك إسلامي مستجد"، ويتحدث الدكتور منير الجعفري من وزارة الأوقاف عن دور المؤسسات الدينية في ترشيد استخدام المياه مشددا في ورقته على تأثير رجال الدين المباشر في السلوكيات الشخصية اليومية من خلال التعاليم الدينية.
 
 
وتابع الباحثون في الجلسة الأخيرة مناقشة موضوع المياه بين الأحكام الشرعية والأنماط السلوكية الذي تناوله الدكتور عبدالله الصيفي، إلى جانب موضوع آخر حول تعزيز الاتجاهات الايجابية للأطفال نحو البيئة من خلال برنامج فرسان القيم تشارك في تقديمها الدكتور رائد أبو ناموس والدكتور أمجد سعادة من الجامعة الأردنية والدكتور محمد الجبالي من جامعة العلوم التطبيقية.
 
 
وجاء المؤتمر الذي حظي بمشاركة واسعة من أساتذة الشريعة في الجامعات الأردنية وجامعة مونستر الألمانية والوزارات ومؤسسات المجتمع المدني ومراكز المياه لإبراز ما تملكه الشريعة الإسلامية من منظومة قيمية وإيمانية متكاملة صالحة لإحداث التغيير الإيجابي عند اتباعها، ما أظهر الأهمية لمحاولة استدعاء منظومة تسهم في تعديل سلوكيات الأفراد والمجتمعات نحو البيئة عموما والمياه خاصة بما يقلل من المخاطر البيئية ويعمل على المحافظة على البيئة الصالحة لحياة الأجيال القادمة.
 
 
فيما يمكن تلخيص الهدف من تنظيمه بإظهار مكانة البيئة والمياه في الإسلام بنصوصه وأحكامه ومقاصده وقيمه بما يكشف عن رؤية الشريعة ورسالتها نحو البيئة والمياه في العالم المعاصر، إضافة إلى التشارك بين علماء الشريعة وهيآتهم العلمية مع الجهات المهتمة في قضايا البيئة والمياه تحقيقا لتكاملية الجهود وعالميتها في خدمة البيئة والمحافظة عليها والاسهام في رفد المناهج والخطط الدراسية بمقترحات تخدم هذا الهدف، وبالتالي تقديم رؤى وأفكار واضحة المعالم حول تلك القضايا على المستويين المحلي والعالمي.
 
 
والمؤتمر الذي استمر يومين بواقع خمس جلسات ناقش جملة من المحاور المتعلقة بالبيئة والمياه من ناحية دينية، والتحديات العالمية التي تواجه المياه، ونماذج لبعض الحلول التي اتبعتها مؤسسات مهتمة بقضيتي البيئة والمياه على المستويين المحلي والعالمي.
 
 
ويشهد المؤتمر حاليا مناقشة للتوصيات التي يأمل المشاركون أن تكون نقاطا عملية متممة لما تم مناقشته على مدار أيام المؤتمر، وتحقق الأهداف المنشودة من انعقاده في خدمة قطاعي المياه والبيئة على مختلف المستويات المحلية والعربية والعالمية.
 
 
انتهــــــــــــــــــــــــــــــى
 

 

​​

2017/04/24