Zenko Magazine
دراسة تظهر ارتفاع نسبة التوافق النفسي وعلاقته بالتسامح لدى طلبة الجامعات الأردنية

غدير السعدي - أظهرت نتائج دراسة «التوافق النفسي وعلاقته بالتسامح لدى طلبة الجامعات الأردنية» للدكتور فواز سليحات والدكتور محمد الزبون أنّ مستوى التوافق النفسي لدى طلبة الجامعات الأردنية جاء بدرجة مرتفعة، وأن مستوى التسامح لديهم جاء بدرجة مرتفعة، بالإضافة إلى وجود وارتباط بين التوافق النفسي والتسامح لدى الطلبة.

 

 وأوصت الدراسة بضرورة العمل على عقد العديد من الدورات التثقيفية والتوعوية للطلبة حول الموضوعات المرتبطة بالصحة النفسية والتوافق النفسي والتسامح، وإجراء المزيد من الدراسات والبحوث لتعزيز التوافق النفسي والتسامح بين أفراد المجتمع كافة، وتعزيز دور الأسرة والمدرسة والجامعة والمجتمع من خلال نشر ثقافة الحوار وتعزيز قيم العدالة والحرية واحترام الآخرين والإبقاء على حقوقهم. وهدفت الدراسة إلى التعرف على مستوى التوافق النفسي لدى طلبة الجامعات الأردنية وعلاقته بالتسامح لديهم من وجهة نظرهم، والتعرف إلى مستوى التوافق النفسي والتسامح لدى الطلبة والتحقق من وجود علاقة ارتباطية بين التوافق النفسي والتسامح لديهم. وشملت الدراسة شريحة كبيرة من المجتمع، ومراحل عمرية مختلفة في حياة الأشخاص، حيث تكوّن مجتمع الدّراسة من طلبة الجامعات الحكوميّة (الأردنيّة، واليرموك، ومؤته) والبالغ عددهم (91189 (طالبا وطالبة، في العام الدّراسي 2015–2016 ،اختير منه عينة طبقيّة عشوائيّة نسبيّة من طلبة الجامعات الحكوميّة الثلاث، إذ بلغ عدد أفرادها (384 (طالبا وطالبة.
 
 
وقد شغل موضوع التوافق النفسي حيزاً كبيراً من الدراسات والبحوث لأهميته في حياة الإنسان، إذ يعتبر التوافق النفسي الهدف الرئيسي لجميع فروع علم النفس بصورة عامة ومن أهم أهداف العملية الإرشادية والعلاج النفسي، وتوافق الفرد مع مجتمعه يعني رضاه عن الآخرين الذين يعيش معهم وعن عاداتهم وتقاليدهم وشعوره بالتقبل والحب والتعاون معهم ورغبته في الالتزام بقواعد السلوك السائدة في مجتمعه، لان المجتمعات تتسم بالتنوع والتعددية وهذه هي سمة المجتمعات البشرية، والتوافق النفسي ضرورة يفرضها كون الفرد بمواجهة بيئة وبإزاء مجتمع، وهو محور الصحة النفسية.
 
 
ويُعرف التوافق النفسي بأنه عملية ديناميكية مستمرة تتناول السلوك والبيئة الطبيعية والاجتماعية بالتغيير والتعديل حتى يحدث توازن بين الفرد وبيئته، ولما كان الشباب الجامعي هم من يعول عليهم بناء الوطن كان لا بد من من معرفة حاجاتهم بدرجة كبيرة لفهم قيم التسامح، فهم بحاجة إلى أن يتعلموا كيف يفكرون، وكيف يصغون للآخر وكيف يتواصلون ويوصلون أفكارهم بفعالية، وأن يفهموا مبادئ التسامح وتطوير مهاراتهم الحياتية. وبينت الدراسة أن المستقبل الدراسي والاجتماعي والنفسي للطالب الجامعي يعتمد على عوامل عدة منها ما يتمتع به من صحة نفسية ودرجة توافقه النفسي والاجتماعي مع البيئة الثقافية الجديدة التي ينتقل إليها من الدراسة الجامعية، وبالتالي فالفرد المتوافق نفسياً واجتماعياً يتصف بشخصية متكاملة قادرة على التنسيق بين حاجاته وسلوكه الهادف وتفاعله مع بيئته متحملاً عناء الحاضر من اجل المستقبل متصفاً بتناسق سلوكه وعدم تناقضه ومنسجماً مع معايير مجتمعه دون التخلي عن استقلاليته. كما اظهرت الدراسة أن مستوى التسامح لدى طلبة الجامعات الأردنية جاء بدرجة مرتفعة وقد يعزا ذلك إلى أن الطلبة يدركون أن ثقافة التسامح تعد إحدى أهم الضرورات الإنسانية والأخلاقية في الواقع المعاصر بعد أن استشرت ظاهرة العنف وظاهرة تهدم العلاقات الاجتماعية على مختلف الأصعدة ،وبعد أن أصبح الكبار والصغار إما ضحايا أو مجرمين بسبب هيمنة لغة العنف على الواقع المعاصر وغياب المثل والقيم الدينية والأخلاقية، اضافة الى شعور الطلبة بأن الفضائل الأخلاقية تنعكس إيجابيا على الفرد والأسرة والمجتمع بوجه عام، وبالتالي فإن شيوع ثقافة التسامح يؤدي إلى نشر الأمن في المجتمع لأنه يساهم في تقليل العنف أو عدم اللجوء إلى العنف كحل للمشكلة وكمخرج مؤقت للموقف. وبينت الدراسة أنه كلما زاد التوافق النفسي زاد مستوى التسامح لدى الطلبة فالفرد المتوافق نفسيا يصل إلى مرحلة تتوافق سلوكياته وتصرفاته مع البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها، ويحقق توازناً إيجابياً في علاقاته الاجتماعية مع الوسط الاجتماعي من حوله مما يؤثر ايجابيا في جوانب حياته المختلفة.
 
 
نقلا عن الرأي بتاريخ: 3/10/2017
 
2017/10/03