Zenko Magazine
بيرديبادي: يعرض لمستقبل بلاده وعلاقاته ومواقفه الدولية
 أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) زكريا الغول - أكد السفير الكزخي في عمان عظمات بيرديبادي أن الأردن وبلاده يتشاطران تأييدهما لفكرة الحوار بين الأديان والمصالحة والتسامح العرقي والديني والتعايش السلمي لصالح أتباع جميع الأديان في الشرق الأوسط وحل المشاكل عن طريق التفاعل بين الأديان والطوائف العالمية.
 

 

 
 
 


 
 
 

ويتضح التأييد في الدور الذي يضطلع به البلدان بحسب السفير من خلال دعوة كازاخستان لعقد مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية المتناغم مع رسالة عمان فشكلا معا مِنَصَة لتعزيز الحوار البناء بين الحضارات والأديان وتعزيز فكرة عالم قائم على مبادئ التسامح والقيم الإنسانية.

 
 
 


 
 
 

جاء ذلك خلال ندوة نظمتها كلية الأمير حسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية بعنوان: " كازاخستان في العالم المعاصر" ضمن سلسلة من اللقاءات مع السفارات الاعاملة في الاردن درجت الكلية على تنظيمها لاطلاع طلبتها على آخر المستجدات في المنطقة والعالم، توسيع افاق البحث العلمي.

 
 
 


 
 
 

وأشار بيرديبادي إلى أن المشاركة الشخصية لجلالة الملك عبد الله الثاني في المؤتمر الخامس لقادة الأديان العالمية والتقليدية في حزيران 2015 إشارة واضحة للمجتمع الدولي أنه إذا كان هناك عمل مُتَضَافِر ودعم مُتبادل من قبل الزعماء السياسيين والقادة الدينيين فإنّ الإنسانية ستكون قادرة على مواجهة تحديّات العالم الحديث بفعالية.

 
 
 


 
 
 

وعلى صعيد العلاقات الثنائية بين الجانيبن لفت بيرديبادي إلى أنها تشهد تطورا ملحوظا بفضل الإرادة السياسية لجلالة الملك و للرئيس نورسلطان نزارباييف، حيث أصبحت الاجتماعات بين الزعيمين تقليدية، سواء على المستوى الثنائي أو في المحافل الدولية المختلفة.

 
 
 


 
 
 

وقال: "أَقَمنا علاقات قوية جدا بين بلدينا مبنية على مبادئ الصداقة والشراكة، التي أصبحت مُرَادِفاً للثقة المتبادلة والمساواة. وتتمتع أستانا وعمان بنقاط متماثلة في وجهات النظر حول معظم القضايا الإقليمية والعالمية. أسهم ذلك إسهاما كبيرا في تطوير العلاقات الودية والأخوية بين قادة دولنا، مما أعطى دفعة جديدة لتعزيز التعاون بين بلدينا".

 
 
 


 
 
 

وأشار إلى أن الأردن وكزخستان يحتفلان في شباط 2018 بذكرى مرور خمسة وعشرين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، التي بدأت بتوقيع بروتوكول إقامة العلاقات في 9 شباط 1993 في (ألماتي) خلال الزيارة الرسمية الأولى للوفد الأردني برئاسة سمو الأمير زيد بن  رعد.

 
 
 


 
 
 

أما في الشأن العربي فأوضح بيرديبادي أن معاناة الملايين في سوريا والعراق وليبيا واليمن والأزمات الإنسانية المستمرة والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان لم تترك أحدا غيرَ مُبَالٍ. 

 
 
 


 
 
 

ووجه بيرديبادي الأنظار إلى استضافة كازاخستان عملية أستانا بشأن سوريا للإسهام في التسوية السلمية في سوريا وتعزيز المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف. بدعم ومشاركة مباشرة من الرئيس نورسلطان نزارباييف، التي أسفرت عن نتائج إيجابية واضحة ترمي إلى تعزيز نظام وقف إطلاق النار وإنشاء مناطق لوقف التصعيد وتطوير آلية للرصد، على أن تكون والمملكة الأردنية الهاشمية هي المراقب في عملية أستانا.

 
 
 


 
 
 

ودعا بيرديبادي إلى تظافر جهود الجميع من أجل إنقاذ الأرواح البَريئَةِ في سوريا باعتبارها واجبا أخلاقيا، مشيرا إلى أن النجاح في منصات جنيف وأستانا أمر بالغ الأهمية. 

 
 
 


 
 
 

وعن القضية الفلسطينية قال بيرديبادي إن لدى كازاخستان موقفا واضحا ومتسقا بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط، استنادا إلى نهج حل الدولتين: دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة ومتحدة، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش داخل حدود آمنة ومعترف بها، جنبا إلى جنب في سلام مع إسرائيل.

 
 
 


 
 
 

وعرض السفير في المحاضرة لمسقبل بلاده قائلا: "إن كازاخستان تتطلع بحلول العام 2050 إلى أن نكون من أكبر ثلاثين اقتصادا تنافسيا في العالم، بتلبية المعايير العالمية الأكثر تقدما من حيث الأداء الاقتصادي والحكومة الشفافة، ولا سيما تلك التي تتمتع بها منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي".

 
 
 


 
 
 

ولفت إلى أن اقتصاد كازخستان نما 20 ضعفا خلال ال 25عاما الماضية وأقامت الشركات الدولية الكبرى وعززت وجودها باستثمار أكثر من 265 مليار دولار أمريكي. وحَققت العام الحالي المرتبة 32 في التصنيف العالمي للتنافسية – بتَقَدُّم ملحوظ بواقع 15 مرتبة، والمرتبة 35 في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال، متقدمة 16 مرتبة.

 
 
 


 
 
 

واستطرد بخطاب رئيس الجمهورية مطلع العام الحالي حول بعنوان "التحديث الثالث لكازاخستان: التنافسية العالمية" واصفا إياه بالخَوُارِزْمِية الاقتصادية والاجتماعية لتعزيز وتطوير الهويّة والوحدة الرامي إلى إنشاء نموذج جديد للنمو الاقتصادي من شأنه أن يضمن القدرة التنافسية العالمية للبلد، وحدد خمسة أولويات رئيسية للتحديث الثالث. تركز إحدى اولوياته على  "التحديث التكنولوجي المتسارع للاقتصاد"، الذي يقوم على التنمية للصناعات الواعدة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتجارة عبر الإنترنت، والخدمات المصرفية المتنقلة، والخدمات الرقمية، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم. مشكلا أساسا اقتصاديا واجتماعيا متينا لتنمية البلد؛ بالتزامن مع التنمية الاقتصادية والسياسية للبلد والمجتمع وشعب كازاخستان على النطاق العالمي.

 
 
 


 
 
 

وفي سياق الحديث عن السياسة الخارجية لكزاخستان أشار بيرديبادي إلى أن بلاده تعد في طليعة الدول المناهضة للحركة النووية بعدما أغلق أكبر موقع للتجارب النووية في العالم في خطوة جريئة متخليا طوعا عن رابع أكبر ترسانة للأسلحة النووية في العالم في وقت لم يَتَعافَ العالم بعد من الحرب الباردة.

 
 
 


 
 
 

وأوضح أن كازاخستان تؤمن أن المناطق الخالية من الأسلحة النووية تُسْهِم في تعزيز الأمن العالمي؛ فكان طرح الرئيس نورسلطان نزارباييف في قمة الأمن النووي العالمي في واشنطن  2010، مبادرة تتبنى ضمن الامم المتحدة الإعلان العالمي بشأن إيجاد عالم خال من الأسلحة النووية، مؤكدا تصميم جميع الدول للتحرك نحو النموذج لعالم خال من الأسلحة النووية كخطوة مهمة لاعتماد اتفاقية الأسلحة النووية.

 
 
 


 
 
 

وعرج بيرديبادي على بيان "العالم والقرن الحادي والعشرين "، الذي لفت الانتباه الدولي إلى مبادرات كازاخستان المناهضة للأسلحة النووية. مشكلا منصة عالمية جديدة لمكافحة الأسلحة النووية من أجل اتخاذ إجراءات طويلة الأجل. ويمكن لأحكامه الأساسية للإمكانية الحقيقية لإيجاد عالم جديد آمن للجميع أن تصبح الأساس لحركة نزع السلاح في جميع أنحاء العالم وخريطة طريق فعّالة لجميع دول العالم.

 
 
 


 
 
 

وبغية تقديم مساهمة كبيرة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وتعزيز نظام عدم الانتشار العالمي، لفت السفير إلى أن بلاده أنشأت في آب العام الحالي بنك اليورانيوم منخفض التخصيب والتابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية في كازاخستان، الأمر الذي جعل منها دولة رائدة عالميا في مجال الأمن النووي وأنموذجا للقضاء على المواد النووية.

 
 
 


 
 
 

في هذا السياق ذكر السفير مبادرة الرئيس الكازاخستاني  بتأسيس جائزة نزارباييف من أجل عالم خال من الأسلحة النووية والأمن العالمي التي أطلقها لإطلاع قادة العالم ومنظماته ومسؤوليه وغيرهم على الإسهامات الكبيرة من أجل الاستقرار الإقليمي وتعزيز الأمن العالمي ووقوفها بِثَبَاتٍ ضد الحرب والإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل والفقر. وقد اختير فيها جلالة الملك الأردني عبد الله الثاني ابن الحسين كأول حائز على هذه الجائزة حيث تم تَسْليمها خلال الزيارة الرسمية لجلالته إلى استانا غرة  الشهر الماضي.

 
 
 


 
 
 

وقدم بيرديبادي إيجازا حول جملة من الإنجازات التي حققتها بلاده على مستوى السياسة الخارجية معرجا على فوزها بالعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن للفترة 2017-2018. التي اعتبرها بمثابة دليل على الثقة الكبيرة للمجتمع الدولي حيث تم تأييد ترشيح كازاخستان من قبل 138 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة. بالرغم من أن  كازاخستان لم تكن يوما عضوا في مجلس الأمن للأمم المتحدة، ولكن لديها خبرة واسعة في معظم المناطق الحساسة والمعقدة ضمن الأجندة الدولية .

 
 
 


 
 
 

وشدد على أن كازاخستان ملتزمة بدبلوماسية متعددة الأطراف أكثر فعالية، واستطاعت إشراك البلدان الأعضاء في استجابة عالمية موحدة للأمن الغذائي والأمن المائي وأمن الطاقة والأمن النووي - وهي مسائل ذات أولوية في أجندة السياسة الخارجية طويلة الأجل لكازاخستان.

 
 
 


 
 
 

وكازاخستان دولة ذات ماض تاريخي وثقافي عريق، لعب موقعها الجغرافي وحالتها السياسية دورا مهما في تنميتها لوقوعها في وسط أوراسيا، على تقاطع الحضارة العالمية القديمة وعلى مفترق طرق النقل الرئيسية. يبلغ عدد سكانها 18 مليون نسمة. أكثر من 65٪ من السكان من القومية الكزخية والأقلية تشمل الروس والأوزبك والأوكران والبيلاروس والتتار وغيرهم. وبشكل عام هناك أكثر من 130 من الأعراق في البلاد.

 
 
 


 
 
 

وتعد تاسع أكبر دولة في العالم من حيث المساحة (أكثر من 2.7 مليون كيلومتر مربع)، لها حدود مع روسيا والصين وبلدان آسيا الوسطى قيرغيزستان وأوزبكستان وتركمانستان وتُجَاوِر بحر قزوين. وهي أكبر بلد مغلق على المحيطات في العالم.

 
 
 


 
 
 

ولدى كازاخستان مخزون وفير من الموارد المعدنية والوقود الأُحْفُوري، حيث تمتلك ثاني أكبر احتياطي من اليورانيوم والكروم والرصاص والزنك، وثالث أكبر احتياطيات المنغنيز، وخامس أكبر احتياطي من النحاس، ومن الدول العشر الأولى بالنسبة للفحم والحديد والذهب، وتحتل المرتبة 16 عالميا من حيث إنتاج النفط.

 
 
 


 
 
 

 

 
 
 

انتهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى

 
 
 

 
 
2017/12/06