Zenko Magazine
نسيبه: القدس كانت تعيش عميقاً في ضمير الملك الحسين
قال وزير الخارجية الأسبق الدكتور حازم نسيبه إن القدس كانت تعيش عميقاً في ضمير الحسين بن طلال طوال حياته، سواء عندما كانت جزءاً عربياً غالياً من المملكة والتي رعى قدسيتها وإعمارها والدفاع عنها، وبصورة حزينة أشد، بعد سقوطها الكارثي في عدوان الخامس من حزيران 1967
 
وأضاف، في محاضرة ألقاها ضمن فعاليات كرسي الملك الحسين امس في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية ، أن قضية فلسطين وفي قلبها بيت المقدس احتلت مركز الصدارة وقطب الرحى ومحور العمل والأمل في الكتاب الأبيض الذي حدد القواعد التي ترى الحكومة الأردنية العمل على أساسها لإحياء قضية فلسطين.
 
 
وقال نسيبه إن ثمة قلة قليلة ما تزال تتحدث بشكل جدي عن وطن سليب، ومع ذلك فقد كان الأردن، ومعه شعوب الأمة العربية يعني كل كلمة يقولها عندما يتحدث عن الوطن المغتصب. وأضاف أن الحسين كان يتطلع إلى استرجاع القدس الغربية المتممة للقدس الشرقية التي كانت بين يديه والتي كان ثلثاها أحياء عربية خالصة، بناها أهل القدس بسواعدهم وأموالهم وعزائمهم، ولم تكن أبداً لليهود عندما احتلتها إسرائيل عام 1948 .ولو لم يكن الأمر كذلك، لما ألقى الأردن بمقدراته في حرب 1967
 

ونوه نسيبه إلى أن فاجعة ضياع القدس تركت نتوءاً عميقاً في وجدان الحسين، وقد بذل جهوداً كبيرة موصولة لاستصدار قرار مجلس الأمن (242 (الذي يعلن بطلان الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، ويدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها نتيجة العدوان.
 

ولكننا والعالم نقف حائرين أمام تحدي إسرائيل ومعها أميركا للأمم المتحدة وسكوتها على احتلال، يتحول تدريجياً إلى استيطان واغتصاب بعد نصف قرن على تلك الحرب المشؤومة.
 

مشيراً إلى أنها كانت مستوحاة أولاً وقبل كل شيء من إيمانه الراسخ بمنطلقات الثورة العربية الكبرى القائمة على استقلال ووحدة أقطار الأمة العربية الواحدة، وبالأخص في المشرق العربي. وأشار نسيبه أنه لم يكن من سياسة الحسين الدخول أو الارتباط بأية أحلاف جديدة، بعد إلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية وتعريب الجيش، والعمل على تمكين التساند والتماسك العربي، وأن وحدة الأمة العربية هي الشرط والركن الأول في حياتها وسلامة أوطانها.
 

هذا بالإضافة إلى انتهاج سياسة حيادية في الصراع بين الشرق والغرب، والذي كان محتدماً بين الدولتين العظميين، مع إقامة أوثق العلاقات مع دول الطوق الإسلامي المساند، ممثلاً في الحزام الشمالي الذي يضم تركيا وإيران وباكستان. يضاف إلى ذلك الانتماء إلى مجموعة دول عدم الانحياز التي تضم الهند ومعظم دول العالم الثالث.
 
من جهته نوه مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور موسى شتيوي بأن هذه المحاضرة تأتي ضمن سلسلة محاضرات شهرية، يسلط فيها الضوء على جانب مهم من مسيرة وفكر الراحل الحسين وعن سنين تخللتها عواصف هزت المنطقة والعالم، استطاع جلالته بحكمته وقيادته الوصول بالأردن لبر الأمان، وتجنيب أهله الشرور والويلات.
 
 نقلا عن جريدة الرأي بتاريخ 13/12/2017​
2017/12/13