Zenko Magazine
​قمة أكاديمية صناعية تسعى لوضع خارطة طريق عربية للابتكار
 أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) زكريا الغول - أجمع خبراء وأكاديميون على أن وضع خارطة طريق للابتكار يتأتى من توظيف العلوم والتكنولوجيا في التطوير الصناعي.


وأكدوا أن الوطن العربي اليوم أحوج ما يكون الى التحول نحو الاقتصاد المعرفي عبر ربط الأكاديميا بالصناعة والاستثمار في البحث العلمي وتشجيع الابداع والابتكار والتنافسية.


جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها برنامج دكتور لكل مصنع في الجامعة الاردنية اليوم وتستمر لثلاثة ايام بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين (الايدمو) والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو)، وبمشاركة باحثين وخبراء من عشر دول عربية (مصر، والعراق، والجزائر، وتونس، والمغرب، وفلسطين، وليبيا، والبحرين، والسودان، ولبنان).


وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عادل الطويسي أكد في كلمة القاها في فعاليات افتتاح الورشة: "نحن بحاجة الى التفكير الناقد، القادر على الابداع والابتكار، ولن يكون بمقدور اي دولة مواكبة متتطلبات العصر دون جيل معد ومسلح بمهارات التفكير الابتكاري".


وقال الطويسي إن الثورة الصناعية الرابعة التي انطلقت مع بدايات القرن الحالي قامت على مزيج من الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية، والقاسم المشترك بينها الابداع والابتكار.


وأضاف أن رأس المال البشري هو قوام الثورة الصناعية الرابعة من خلال الاعتناء بجانبه الابداعي والابتكاري، وهنا يأتي دور التعليم في اعداد الجيل وبناء قدراته دون الاعتماد على التلقين لانه لا يخلق تفكيريا ناقدا.


من جانبه قال رئيس الجامعة الأردنية الدكتو عزمي محافظة إنه مما لا شك فيه أن العلم والتكنولوجيا والابتكار يمكن أن تقوم بدور حاسم في كل هدف من الأهداف الإنمائية للألفية، من خلال تشجيع الحصول على المعرفة وزيادة الانتاجية والتصنيع والنموالاقتصادي والتوظيف وتحقيق الامن الغذائي، ويقدم فرص كبيرة لتطوير المقدرة التنافسية للمؤساسات وللدول ولزيادة الامكانات الوطنية للتنمية المستدامة


وأضاف محافظة أن التكنولوجيا تعد العنصر المعرفي الأهم في عملية التنمية المستدامة وعاملا اساسيا في الانتاج وتنويع الاقتصاد وزيادة القيمة المضافة والارباح وزيادة الدخل القومي وتوفير مقومات الدفاع والامن الذاتيين .


ودعا محافظة الى ضرورة وجود منظومة العلم والتكنولوجيا مع وجود سياسة معتمدة لها تربط عناصرها مع بعضها البعض تحولها الى نظام وطني للابداع والابتكار الذي لا يمكن ان يتأتى الا بوجود اطار يفعل العلاقات والروابط بين مركبات منظومة العلم والتكنولوجيا الوطنية والعلمية.


وشدد على أن وجود نظام وطني للابداع يحتاج لاستثمار طويل الامد في القوى البشرية والمعرفة، ولا بد للمسؤولين في الوطن العربي في القطاعين العام والخاص من أداء دورهم المهم في هذا السياق 


ممثل المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين  (الايدمو)  الدكتور صالح الجغداف قال إن الورشة تهدف الى تلاقي وتكثيف الجهود العربية في التنمية الصناعية العربية المستدامة من خلال ايلاء اهمية خاصة للصناعات المعرفية وتوثيق التعاون بين المؤسسات البحثية والقطاع الخاص بالتركيز على الابداع والابتكار.


وأكد الجغداف أن أهمية الورشة تكمن في تعاظم قيمة الموضوع الحيوي التي تطرحه للنقاش المعمق عن خارطة طريق للابتكار في الدول العربية في اطار تحقيق الهدف التاسع من اهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الامم المتحدة للعام 2030، من اجل اقامة بنى تحتية، قادرة على الصمود وتحفيز التصنيع المستدام والشامل للجميع وتشجيع الابتكار.


فيما القت الدكتورة ابتسام ايوب كلمة المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) مؤكدة عمق العلاقات التي تجمع الأردن والايسيسكو في التفاعل مع القضايا الاقليمية والدولية الكبرى، وتمتين أواصر التضامن الاسلامي وتعزيز التنسيق والتعاون المشترك.


ودعت ايوب الى تركيز مزيد من الاهتمام على بناء قدرات الدول لحل مشكلاتها من خلال تيسير الانتقال من انشطة الاغاثة قصيرة الامد الى التنمية طويلة الامد، بالاعتماد على بناء القدرات على مختلف مستويات العلوم وتسخير التكنولوجيا في التنمية، ووضع رؤية اقتصادية جديدة تصاغ على أعلى المستويات الحكومية تركز على دور المعرفة باعتبارها اساس التحول الاقتصادي.



وأكد نائب رئيس غرفة صناعة الأردن محمد البيطار سعي الغرفة من خلال المشاركة في اعمال الورشة الى تعزيز فرص التعاون مع الجهات الاكاديمية لدعم وتمكين الصناعة من خلال ترويج الاستثمار في عملية البحث والتطوير وخلق ثقافة الابداع والابتكار.


ولفت البيطار الى ان الغرفة تدرك تماما اهمية الدور الذي يلعبه القطاع الاكاديمي في رفد القطاع الاقتصادي بالكوادر الفنية المتخصصة والمؤهلة بالمعرفة الهادفة الى تطوير العمل الصناعي بكل جوانبه ما يؤدي الى زيادة الحصة السوقية للمنتجات محليا ودوليا.


الى ذلك قال مدير برنامج (دكتور لكل مصنع) الدكتور يوسف العبداللات استاذ الهندسة في الجامعة الاردنية أن الورشة تعد امتدادا للتعاون العربي العربي واستمرارا لجهود مخلصة وعقول نيرة مؤمنة بالاستراتيجية العربية للبحث العلمي والتكنولوجي.


وأضاف العبداللات ان الورشة تسعى الى تعميم التجربة الاردنية بربط الصناعي بالاكاديميا المتمثلة في برنامج ( دكتور لكل مصنع) بهدف تطوير انموذج عربي لربط الاكاديميا في الصناعة والاستفادة من الطاقات والقدرات العربية والاستثمار في الانسان وتعظيم ثقافة الابتكار.


ويسعى المشاركون وفقا للدكتور العبداللات الى وضع خارطة طريق للابتكار سعيا الى ترسيخ مفهوم التحول نحو اقتصاد المعرفة للخروج من الازمات والصعاب والمشاكل التي تعاني منها المجتمعات العربية.



والورشة التي يشارك فيها نحو اربعين باحثا وخبيرا من عشر دول عربية بالاضافة الى الاردن تناقش في ست جلسات خلال ثلاثة أيام مجموعة من المحاور التي تشخص اليات التشارك والتكامل بين القطاعين الاكاديمي والصناعي والتحديات التي تواجههما وآليات إيجاد برنامج عربي يعزز لمنظومة الابتكار.


انتهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى

 
 
2017/12/18