Zenko Magazine
الجامعة الأردنية طيلة عام... هي الصائح المحكيّ والآخر الصدى

أخبار الجامعة الأردنية - د. هيا الحوراني- لمن فاتهم أن الوطن أحباب ومنازل، ولمن لا يدركون أن المكان يساوي انتماء وروحا وهوية، فليقرأوا معي الاقتباس التالي من كتاب "فتات الحنين" للدكتور خالد الكركي: "حين نزلنا بجامعة ذات زرع تغيّرنا، وتفتّحت ورودها يوم أنْ سقت صبية بكفيها من ماء الجامعة فتى بدويًّا بوادٍ غير ذي علم، فتعلّم وتغيّر".

 

ومرّت السنون وكبُر ذاك الفتى وأصبح ما أصبح، وما زالت تلك الصبية في أوج صباها، بل  ازدادت ألقاً وبهاء، تسقي بكفيها كل العطاش الظامئين، القادمين من كل صوب وحدب طلباً للعلم، فترويهم من زمزم المعرفة والحب الذي لا ينضب في الجامعة الأردنية، وما زالت "الأردنية" تروي روّادها وورّادها علما وفكراً، وتُبْقي فيهم أثراً يدل عليها.
 
 
لطالما وصفني أساتذتي بالباحثة الجادّة، أقصد إلى الفكرة بلغة علمية واضحة، وأصيب الهدف بمنهج محدد دون زيادات ترهق البحث، وتبتعد به عما يريد وأريد، لكني في حضرة "الأردنية" تتملكني شعرية الكتابة فلا أستطيع التهرب منها؛ لأن لها في القلب حضورا دائما، وخيوط عشق ما كنت مستطيعة تعليله ولو أردت.
 
 
أعرض هنا "بانوراما" الجامعة الأردنية ونشاطاتها في عام 2017، وقد أخذت على عاتقها إدارةً وأكاديميين وإداريين وطلبة مسؤولية النهوض بها ومواصلة العمل وقد ترسخ فيها كل ما يؤهلها للعالمية والتطور وقوة الحضور.
 
 
وأبدأ بشهري العام الأولين كانون الثاني وشباط؛ وكانت الجامعة فيهما "كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين" ؛ ففي كانون الثاني حققت الجامعة إنجازاً جديداً بتقدمها إلى أربع نجوم في تصنيف QS العالمي، وواصلت تقدمها في تصنيف "جرين ميتريكس" لتحتل الترتيب رقم 8، وحلّ مركز الدراسات الاستراتيجية في المركز الأول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في التصنيف العالمي السنوي لمراكز الدراسات الذي تصدره جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك تم افتتاح مختبر (ETS) لجميع الاختبارات العالمية في مركز اللغات في الجامعة.
 
 
وفي شباط أطلق مركز الحاسوب النسخة الأولى من تطبيق التسجيل على أنظمة los، وحصلت الجامعة على 25 مشروعاً للتبادل الأكاديمي الدولي من إيراسموس بلس لسنة 2016/2017، وحققت كلية الصيدلة نجاحات قوية  مع صناعات الأدوية الأردنية، وسجل مستشفى الجامعة الأردنية إنجازا طبيا جديدا في جراحة "أورام الدماغ"، ودشنت سمو الأميرة منى الحسين فرع (ساي كابا سيجما ثيتاتاو) العالمية للتمريض في الجامعة الأردنية.
 
 
ومع بدء موسم النماء والتجديد، وفي شهور الربيع اليانع فاضت الأردنية بما فيها من مواصلة الإنجاز فحققت مطلع آذار المركز الثاني في تحدي التكنولوجيا لمكافحة التطرف والإرهاب في واشنطن، وأنجزت أرشفة ملفات الطلبة إلكترونياً، وأحدثت بوابة إلكترونية جديدة للمفاضلة الإلكترونية لأغراض الإيفاد.
 
 
وفي تجلّي الخصب نجحت "الأردنية" في إرساء دعائم العمل الديمقراطي عند إجراء انتخابات اتحاد الطلبة في شهر نيسان وسط أجواء من النزاهة والحيادية، وأقامت الجامعة مهرجان الإبداع لدعم الأفكار الريادية، وافتتحت معرض التراث الدولي والزاوية الفرنسية، وفازت بالمركز الثاني والميدالية الفضية في مسابقة أمن المعلومات وتقنيات الاختراق، واعتلى طلبتها القمة في بطولة التايكواندو.
 
 
ومع نسمات الاستقلال قدمت الجامعة صورا حقيقية من الريادة والإنجاز المقرون بالعمل الدؤوب؛ ففي أيار أقيم معرض مسابقة علماء المستقبل 2017، وحصدت ثلاث جوائز بالمهرجان التكنولوجي الوطني العاشر، وأمّها العلماء والخبراء المشاركون في الورشة العلمية التاسعة لمستخدمي مركز السنكترون، وحصلت على مجموعة من الروابط الإلكترونية لمجموعة من المخطوطات المحفوظة في المكتبة الوطنية النمساوية في "فينا" لمركز الوثائق والمخطوطات الأردنية، واختتم أيار بإطلاق كرسي الملك الحسين الأكاديمي في "الأردنية" عرفاناً ووفاء وإدراكا لأهمية الإنجازات التي تحققت للجامعة في عهد جلالته.
 
 
ومع بدء الحصاد وفي شهور الصيف، وفي حزيران جاءت "الأردنية" في فئة أفضل 551-600 جامعة على مستوى العالم في تصنيف QS العالمي للجامعات، وتم افتتاح منصة زين للإبداع ZINC.
 
 
وفي تموز ومع ارتفاع درجات الحرارة التي فرّ منها الجميع صوب الراحة والظلّ وقفت كوادر الجامعة في "ستادها" الكبير فزينته وزفّت للوطن ثلّة من الخريجين المميزين من كافة الكليات والتخصصات، وحلّت في الترتيب الأول محلياً في تصنيف جوجل سكولر للاستشهاد بالبحوث العلمية، ومنحت اثنين من أشهر العلماء في الطب وهما الدكتور زياد حجازي والدكتور هاكوب كانترجيان لقب أستاذ فخري، وحصلت الدكتورة مها العتوم على جائزة التفرغ الإبداعي المقدمة من وزارة الثقافة.
 
 
وفي تموز أيضا تأهل "فريق الأردن" الطلابي  لمسابقة Solar Decathlon Middle East، وتوصل الدكتور غسان هلسة إلى نظرية مغايرة للانفجار الكبير أسماها الثقب الأسود، وقدم الدكتور حسام خصاونة طريقة مبتكرة لإطالة عمر البطارية في التطبيقات الصناعية، وتم تدشين وحدة تنظير الجهاز الهضمي للأطفال المجددة في مستشفى الجامعة.
 
 
وفي آب آخر فصول الصيف جاءت "الأردنية" ضمن أفضل الجامعات العربية والعالمية حسب تصنيف ويبومتركس، واجتاز طلبة الفنون الموسيقية امتحان المدرسة البريطانية للموسيقى، وفازت بــ 33 مشروعاً ضمن برنامج إيراسموس بلس، ونال الطالب أحمد أبو غوش برونزية التايكواندو في أولمبياد الجامعات، واستخدمت قاعدة البيانات أوراكل لتطوير نظام الموارد البشرية والرواتب.
 
 
أما فصل الخريف؛ ففيه استعادت الجامعة ربيعها، فلم تتساقط أوراقها بل حافظت على خضرتها الدائمة، واستقبلت مطلع أيلول طلبتها الجدد واحتفت بهم كما ينبغي، وحصلت كلية التمريض على الاعتمادية الدولية، وافتتح سمو الأمير عاصم بن نايف محطة لمعالجة المياه في مركز المياه والطاقة والبيئة.
 
 
وفي تشرين الأول "الأردنية" مجدّدا الأولى محلياً ومن أفضل 1% من الجامعات العربية حسب تصنيف (QS) للعام 2017، وطلبة الفنون البصرية في كلية الفنون يستأثرون بحصة الأسد في أسبوع عمان للتصميم، ولأول مرة في مستشفى الجامعة "وضع أنبوب تغدية للمعدة عن طريق الجلد لطفل بالتنظير"، وشاركت كلية العلوم في المؤتمر العالمي الثالث والعشرين للتحليل باستخدام الأيونات المتسارعة في الصين.
 
 
وتواصل الجامعة مسيرة العمل والإنجاز؛ ففي تشرين الثاني سجل الدكتور صالح العكور براءة اختراع في الغرسات السنية، وظفرت "الأردنية" بكأس كراتيه الجامعات، ومستشفى الجامعة يفتتح توسعة مبنى الطوارئ وتحديث دائرة الأشعة والطب النووي، وأداء لرسالتها في خدمة القضايا الإنسانية عامة "الأردنية" تنتصر لمسلمي الروهينغا المضطهدين وتنظم حملة تبرعات.
 
 
وفي شهرها الأخير انطلاقة جديدة عندما هبّت رياح طلبة "الأردنية" الأحرار غرباً بداية كانون الأول ووقفوا غضبا للقدس، فلا نارهم هدأت، ولا لانت عزيمتهم في مواصلة هذا الغضب، فجاءت الأردنية ضمن أفضل 500 جامعة في العالم حسب تصنيف توظيف الخريجين للعام 2018، واستأثر طلبتها بجوائز مسابقة مشاريع التخرج في تخصصات الهندسة التي تنظمها نقابة المهندسين، وصنف أبو غوش مرة جديدة ثالثاً على العالم في التايكواندو.
وجاءت الجامعة الأردنية ضمن فئة الخمس نجوم في التصنيف الأردني للجامعات الصادر أواخر شهر كانون الأول عن هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها.
 
 
هذا غيض من فيض لسلسلة متصلة غير منقطعة لمسيرة الجامعة الأردنية طيلة عام، آثرت أن أورد أهمها هنا، ولــ "الأردنية" سروها وقبابها لا يساورني شك ولا تتملكني الغيرة إن شاركني في هواها كثيرون حنين وأنا في أروقتها وجنباتها، لها ولعلمائها وأكاديمييها وباحثيها وطلبتها ومحبيها تقدير وعرفان لا ينقطعان.
 
 
*رئيسة شعبة الإعلام/الجامعة الأردنية
 
2018/01/02