Zenko Magazine
(سیناریوھات القبول الجامعي.. تغییرات جذریة ومحاذیر بعدم نضوج الفكرة )

​حاتم العبادي- رغم أن موسم القبول الجامعي، لیس بقریب، إلا ان الوقائع الحالیة، تفید بأن تغییرات جذریة ستطرأ علیھ، وسط تخوفات من تأثیر تلك .التغییرات، الى حد توقع سیناریو العودة الى آلیات القبول المعمول بھا حالیا وفي حال إقرار مشروعي قانوني التعلیم العالي والجامعات المعروضین على مجلس الامة، وینتظر جلسة مشتركة للبت فیھ، فإن عملیة القبول ستمر في ثلاث مراحل: الاولى، التعدیلات التي أدخلت على «التوجیھي» بتحدید مسارات الطلبة، اما الثاني «الاطار العام» الذي سیضعھ مجلس التعلیم العالي من خلال وحدة تنسیق القبول الموحد، اما الثالث «الاسس» التي یمنح مشروع القانون مجالس .الامناء وضعھا وبدایة التغییرات الجذریة، التي سیتم العمل بھا ابتداء من العام الجامعي المقبل، تتمثل في «السنة التحضیریة» التي قررھا مجلس التعلیم العالي للقبول في تخصصي الطب وطب الاسنان في جامعتي الاردنیة والعلوم والتكنولوجیا، رغم وجود تخصص الطب في .جامعات: الھاشمیة والیرموك ومؤتة والبلقاء التطبیقیة، التي سیتم قبول الطلبة فیھا مباشرة في تخصص الطب وفیما یاتي قرار «السنة التحضیریة» في ھاتین الجامعتین بانھ انسجام، مع توصیات الاستراتیجیة الوطنیة لتنمیة الموارد البشریة، إلا أن الاستراتیجیة لم تورد او تخص ھاتین الجامعتین فقط، لیكون المبرر لھذا التخصیص بأن ھاتین الجامعتین ھما فقط تطرحان .تخصص طب الاسنان إدراك مجلس التعلیم العالي لمدى تاثیر إقرار «السنة التحضیریة» على الطلبة الوافدین، ّ ضمن قراره استثناء ھؤلاء الطلبة من نتیجة  الطالب الوافد بھذه السنة، بحیث إذا لم یحقق المعدل المطلوب، یستمر في تخصص الطب او طب الاسنان، على ان یقوم بإعادة .الامتحان، دون تحدید عدد مرات او اوقات زمنیة لیكون السؤال، ھل ھذا الاستثناء یخالف توصیات الاستراتیجیة الوطنیة لتنمیة الموارد البشریة، التي اوصت بالتخفیف من الاستثناءات بالقبول تدریجیا الى مرحلة الالغاء؟ محاولة المجلس التخفیف من تأثیرات «السنة التحضیریة» بأن یتم قبول الطلبة الملتحقین في السنة التحضیریة بنسبة (20 (%زیادة على الطاقة الاستیعابیة في تخصصي الطب وطب الأسنان في جمیع البرامج, الى جانب قبول وتوزیع الطلبة الذین لم یتم قبولھم في تخصصي الطب وطب الأسنان في الجامعة بمستوى السنة الثانیة على مختلف الكلیات في الجامعة نفسھا، وفقاً لأسس الانتقال بین .التخصصات الأخرى، ویكون القبول زیادة على الطاقة الاستیعابیة المقررة من ھیئة اعتماد مؤسسات التعلیم العالي وضمان جودتھا وھنا تساؤلات جمة تطرح، ھل ھنالك سند قانوني یمنح مجلس التعلیم العالي مخالفة قرارات مجلس ھیئة اعتماد مؤسسات التعلیم العالي المتعلقة بقبول طلبة زیادة على الطاقة الاستیعابیة؟ وھل ھنالك دراسات تفید بأنھ لن یكون ھنالك تأثیر على الزیادة في القبول على مجرى العملیة التعلیمیة؟ وبحسب مراقبین، فإن الطلبة قادمون من بیئات مجتمعیة مختلفة، وكذلك مدارس بمستویات مختلفة، إلا ان جمیعھم یمتلكون الحد الادنى للالتحاق بتخصص الطب، إلا انھم ورغم الاختلاف، الذي یتطلب على الاقل عاماً دراسیا لتوحید النظرة للبیئة الجامعیة، فإنھم .سیخضعون لمنافسة غیر عادلة، وتحدیدا فیما یتعلق بمھارات اللغة الانجلیزیة وھل ھنالك ضمانات ستقدمھا «الاردنیة» و«العلوم والتكنولوجیا»، لتوزیع الطلبة على باقي التخصصات بعدالة، وما ھي معاییر المفاضلة بین التخصصات الطبیة الاخرى التي سیتم توزیع الطلبة علیھا، خصوصا وان المعیار الحقیقي، ھو رغبة الطالب، التي حرم .منھا بعدم تمكنھ من تخصص الطب، لیكون الخیار الثاني متروكا للجامعة ولیس لھ، كما ھو الحال في آلیات القبول المطبق حالیا ھل یستطیع الطالب الذي قبل باحدى الجامعتین ولم یستطع الالتحاق بتخصص الطب بسبب معدلھ في السنة التحضیریة، الانتقال الى احدى الجامعات الاخریات التي تطرح ھذا التخصص، في حال ان معدلھ، یمكنھ من ذلك وكان ضمن الحدود الدنیا لمعدلات القبول التنافسیة؟ والسؤال، الاخیر في ھذا الصدد، لماذا لم یقرر مجلس التعلیم العالي «السنة التحضیریة» لتخصص الطب بدایة، على ان تشمل جمیع .التخصصات، لضمان العدالة التنافسیة بین الطلبة، لتكون الخطوة بعدھا باقي التخصصات اما البعد الثاني الذي یفرض تغییرات على اسس القبول التعدیلات التي أدخلت على انظمة وتعلیمات امتحان الثانویة العامة والمتعلقة بتوزیع الطلبة على مسارات، وفقا لتخصصات، یجب على الطالب دراستھا، وسط تخوفات من تأثیرات تلك التعدیلات عند تطبیقھا، في .العام المدرسي المقبل، على القبول الجامعي في موسم القبول عام 2019-2020 وبحسب مسارات «التوجیھي» فإن الطالب الراغب بالالتحاق بالحقل الھندسي، یجب اختیار ثلاثة مباحث : فیزیاء، كیمیاء، علوم حیاتیة، علوم أرض وبیئة، على ان یكون الفیزیاء واحدا منھا، بینما یتطلب لدراسة الحقل الطبي والصحي: دراسة الفیزیاء والكیمیاء .والعلوم الحیاتیة فھل من المعقول، ان عدم دراسة مادة الفیزیاء، سیحرم الطالب من الدخول الى اي تخصص في الحقلین الطبي والصحي؟ وھل خطط الجامعات تخلو من تدریس ھذه المادة؟ اما الطلبة الراغبون في الالتحاق بالعلوم البحتة، علیھ اختیار دراسة ثلاثة مباحث من : الفیزیاء والكیمیاء والعلوم الحیاتیة وعلوم .الارض والبیئة ومن الاشترطات التي تضمنتھا التعدیلات انھ على الطالب الراغب بالالتحاق بتخصص اللغات والاداب والشریعة والحقوق اختیار ثلاثة مباحث من : اللغة العربیة- تخصص، اللغة الفرنسیة، العلوم الاسلامیة، تاریخ العرب والعالم، الجغرافیا، الثقافة المالیة، علوم .الحاسوب، على ان یكون مبحث اللغة العربیة- التخصص احدھا ومن الاسئلة التي تفرض ایضا، كیف سیتم التعامل مع الطالب الاردني الحاصل على شھادة عربیة او اجنبیة، او مع الطالب الوافد والحاصل على شھادة من بلده ومعادلة من وزارة التربیة والتعلیم، وھل ستشكل عائقا امام التحاق الطلبة؟ خصوصا واننا ننفذ خطة .لاستقطاب طلبة عرب واجانب للالتحاق بالجامعات الاردنیة وان ذھب الجواب الى التأكید على الجودة والنوعیة والشفافیة، نعود ونذكر، لماذا لم یطبق ھذا بقرار السنة التحضیریة، الذي استثنى الطلبة الوافدین؟ الملاحظ، ان التعدیلات التي أدخلت على «التوجیھي» تحدیدا المتعلقة بتوجیھ مسارات الطلبة نحو الحقول، اتخذ بعیدا عن مشاورة او .مناقشة مع مجلس التعلیم العالي، والدلیل على ذلك انھ تم مؤخرا تشكیل لجنة مشتركة لوضع اسس قبول تتناسب مع تلك التغییرات .ورغم ان اللجنة المشتركة، اجتمعت مرة واحدة، حتى الان، إلا ان الفجوة، قد تكون بعیدة بین الاعضاء

2018/03/28