Zenko Magazine
​انتخابات «الأردنية»... نضج في التجربة وشفافية بالتنظيم
 

 

حاتم العبادي  / شهدت انتخابات مجلس اتحاد طلبة الجامعة الاردنية التي جرت أمس، هدوءاً وإنسيابية في عملية الاقتراع، ما اعطاها علامة «النجاح» بإقتدار، إذ لم تسجل وقوع اي اعمال من شانها التأثير على مجرى الانتخابات، سواء أكان عند صناديق الاقتراع في التصويت او الفرز او مداخل الجامعة او داخل ساحاتها. 


وتكمن عناصر نجاح انتخابات «الجامعة الام» في عدة عناصر متكاملة تمثلت في التريبات المسبقة للعملية الانتخابية، التي بلغت نسبة الاقتراع فيها أكثر من(24.45 ،(%وسط غياب لافت لطلبة الدراسات العليا، إذ أن أكثر من (2.41 (الف طالب يحق لهم المشاركة فيها. الى جانب تعامل الطلبة سواء المترشحين او المقترعين وما بينهم المناصرين لهم، بروح المسؤولية، الى جانب دور الاجهزة الامنية، التي تعاملت بحرفية ومهنية اثناء تواجدها خارج اسوار الحرم الجامعي لضمان سير الانتخابات وكذلك ضمان عدم حدوث ازمات سير، خصوصا ان الشوارع المحيطة بالجامعة باتت جميعها رئيسية، بعد التحويلات التي فرضتها عملية إنشاء الباص السريع. وبحسب مصادر طلابية وإدارة الجامعة لم يسجل حدوث اية اعمال شغب او مشاجرات بين الطلبة، في حين شهدت بعض الصناديق في الكليات التي يوجد فيها عدد طلبة كبير حالات اكتظاظ للطلبة. 

وفي قراءة لمؤشرات نجاح انتخابات مجلس اتحاد طلبة الاردنية، فإنها تمثلت في حجم المشاركة من حيث الترشيح إذ بلغ عدد المترشحين (476 (مرشحا ومرشحة بواقع (412 ( مرشحا ضمن (95 (قائمة على مستوى الكليات و(64 (مرشحا ضمن اربعة قوائم على مستوى الجامعة: النشامى وأهل الهمة والتجديد والعودة. 

وتبع ذلك الحملة الدعائية التي اطلقها المرشحون ( القوائم)، والتي عكست جدية الطلبة في التعاطي مع القضايا التي تهم زملاءهم وجامعتهم وتنهض بها لترتقي الى مستوى الانجازات التي حققتها خلال الفترة الاخيرة على المستوى العالمي لجهة حصولها على مراتب متقدمة ومنافسة لجامعات عالمية في التصنيفات العالمية. ويسجل لادارة الجامعة واللجنة العليا للانتخابات، انها تعاملت بوضوح وشفافية مع مدخلات العملية الانتخابية، بدء من تعديل التعليمات، لضمان التمثيل الاشمل للجسم الطلابي، وانتهاء باستخراج نتائجها، التي كانت محل رضى وثقة الطلبة، نظرا للشفافية والدور الطلابي في التعامل مع المستجدات التي حدثت في مجريات الانتخابات. ورغم ان الجامعة في «عرسها الديمقراطي» كانت تشهد اكتظاظات طلابية داخل وخارج الحرم الجامعي، إلا انها هذا العام كان التواجد والتجمهر مرتبط بالمراقبة والمشاهدة،بما يؤكد الحرص الطلابي على نجاح العملية الانتخابية، وان يكون يوم الانتخابات «عرساً ديمقراطياً طلابياً

 

 


 

ومما ساهم في نجاح الانتخابات التعديلات التي أدخلت على تعليمات انتخابات مجلس اتحاد الطلبة ، والتي بداية لم تكن محكترة على ادارة الجامعة او عمادتها او مجالس، إنما كان هنالك مشاركة فاعلة للجسم الطلابي من خلال ممثليه، إذ تم أعتماد نظام القوائم المغلقة على مستوى الجامعة وكذلك على مستوى الكليات، بما يعزز التفاعلية والاندماج بين الطلبة، ما يساعد في ظهور اية سلوكيات سلبية، سواء قبل الانتخابات او بعدها، إذ سينسحب هذا المشهد الى ما بعد الانتخابات العامة الى انتخابات الهيئة واللجان الداخلية للمجلس نفسه، وبالتالي على اداء المجلس تجاه القضايا الطلابية وكذلك جامعته والقضايا الوطنية.


وبحسب التعديلات التي أقرها مجلس الجامعة على تعليمات اتحاد الطلبة وطبقت لاول مرة في انتخابات أمسن فقد اعتمدت لقوائم النسبية المغلقة على مستويي الكليات والجامعة بحيث تتكون الدوائر الانتخابية من الكليات وتعد كل كلية دائرة انتخابية واحدة يجب أن لا يقل تمثيلها عن ثلاثة أعضاء. ووفقا للتعديلات تتشكل القائمة من ثلاثة مقاعد حدا أدنى وبعدد المقاعد المخصصة للكلية حدا أعلى، على أن يراعى تمثيل أكثر من نصف عدد الأقسام الأكاديمية التي تمنح درجة البكالوريوس في الكلية، ويصوت كل عضو من أعضاء الهيئة العامة لقائمة واحدة من القوائم المترشحة. وعلى مستوى الجامعة تتشكل كل قائمة من (12 (مرشحا حدا أدنى من طلبة تسع كليات على الأقل، ويصوت كل عضو من أعضاء الهيئة العامة لإحدى القوائم. 

 


 

وبحسب التعديلات الجديدة تقوم آلية احتساب المقاعد المخصصة لكل قائمة على المستويين الأول والثاني على استبعاد كل قائمة حصلت على أقل من (8 (%من مجموع عدد المقترعين لجميع القوائم، فيما تحصل القائمة المؤهلة على نسبة من المقاعد تساوي نسبة الأصوات التي حصلت عليها من مجموع عدد المقترعين للقوائم المؤهلة وبحسب ترتيب أسماء المرشحين فيها. وفي حال وجود كسور في النسب المؤهلة للمقاعد، يوزع ما تبقى من المقاعد على القوائم المؤهلة التي حصلت على أعلى الكسور تنازليا حسب مقتضى الحال، وفي حال تساوي الكسور في أكثر من قائمة بعد توزيع المقاعد تُجري اللجنة العليا القرعة بينها لاختيار القائمة الفائزة.


ما حدث في الجامعة الاردنية بالامس، علامة فارقة، يحق لطلبتها ورئاستها واعضاء هيئة التدريس بكافة مستوياتهم التدريسية، ومجالسها المختلفة، والاداريين ممثلين بالامن الجامعي وادارة الاعلام، أن يفتخروا به، ويرفعوا القبعات لرجال الاجهزة الامنية الذين حرصوا، رغم ارتفاع درجات الحرارة على ان يكونوا الى صف الدعم والمساندة لتحقيق هذا المنجز، الذي يشكل نموذجا وطنيا لباقي الجامعات.

 

 
2018/04/22