Zenko Magazine
الأردنية.. انتخابات بكل معنى الكلمة
فارس الحباشنة - انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الاردنية تأتي مغايرة عن سابقاتها، فطلاب الاردنية يذهبون الى صناديق  الاقتراع وفي يدهم حيلة وارادة التغيير، وما جرى في الانتخابات الطلابية الاخيرة درس سياسي - انتخابي وطني صحيح يطرح وصفة من حرم» الجامعة الام « الى المجال العام لتكون دواء لتغيير المزاج السياسي في البلاد.
 

من مقدورنا الالتفات بعين حساسة وحاقدة الى انتخابات الاردنية، وما يجري من تصويب للانتخابات الجامعية، وتنشيط لبنى النظام الانتخابي توفر قدرا أوسع للاسهام بانتاج غير تقليدي، من مقدورها الاجابة عن إشكالات عدالة التمثيل والتعددية والابتعاد عن الأطر التقليدية للولاءات الانتخابية التقليدية : العشائرية والمناطقية والجهوية.
 
ولربما أن الجامعة الاردنية سباقة بالمنظور الوطني في انتاج تجربة انتخابية طلابية مثالية وتقدمية ونوعية بالقياس السياسي، على مستوى بنى التشريعات والانظمة وبشكل مواز مشاركة الطلاب المرتفعة بالاقتراع، وبيئة واجواء العملية الانتخابية التي ابتعدت عن حواس العنف العشائري والمناطقي التي «تلطش» بالانتخابات على اختلاف مستوى مجاريها.
 

وكما في الدورة الانتخابية السابقة « فتت « طلاب الاردنية قواعد اللعبة والتحالفات وانقلبوا على كل ما هو تقليدي في السياسة الاردنية، وفتحوا المجال أمام أفاق رحبة وواسعة لو أنها تنسحب الى المجال السياسي العام في البلاد، وتسهم في تعديل وتصويب مسار العملية الديمقراطية.
 

درس الاردنية السياسي لم يسقط من السماء، ولم يأت من فراغ وعبث واعتباط، ان هو وليد لسلسة نضالات خاضها طلاب الاردنية في سبيل الخروج من بوتقة تشوهات التمثيل الطلابي وملء الجو العام للجامعة ببيئات ناشطة ومشجعة ومحفزة للتعددية والتنوع واحترام وتكريس قيم ومبادىء الديمقراطية.
 

ولربما أكثر ما هو لافت أن النظام الانتخابي بصيغته « النسبي المغلق « قاوم صيغا انتخابية اخرى تمانع التغيير والتقدم السياسي، وواجهت ولو في فضاء جامعي محصور وضيق على نطاق امتداده سعي قوى سياسية الى خنق النطاق العام، وتعطيل اي مشروع لنظام انتخابي خارج وبعيد عن الاطار التقليدي.
 

انتخابات الاردنية صادمة، وتبعث برسالة لربما أن الطبقة السياسية لم تلتقطها، وتحديدا ما يسمى بالأطر التقليدية الاحزاب والنقابات وغيرها من هياكل مؤسساتية أصابها العطل، وأدت الى تفريغ المجال العام من السياسة ومفاعيلها الحيوية والنشيطة.
 

أمام الطبقة السياسية فرصة للاستفادة من درس الجامعة الاردنية، وامامها فرصة للاستفادة منها باطار السعي الوطني الحثيث الباحث عن نظام انتخابي يفتح الباب لتغيير وازن وحقيقي في اللعبة السياسية، وهو ما يحتاجه الاردن .
 

وعلى عتبة الاردنية احترقت أتون أوهام لقوى سياسية حزبية وغيرهما، وجب الاشارة الى أن حظوظها في انتخابات الاردنية كانت معدومة وباهتة، ورغم ان احزابا رمت بثقلها التنظيمي ليكون لها وافر التمثيل في مجلس الطلبة، ولكن ارادة ورغبة جمهور الطلاب لم تمنحهم فرصة الحلم.
 

ولو فتح استطلاع رأي عام حول نظام الانتخاب، اظن أن الاردنيين سيقفون الى جانب نظام الانتخاب النسبي، لما يحمله من تكسير لقواعد اللعبة الانتخابية التقليدية، ويعطي حيوية وفعالية سياسية  تغير من معايير وقواعد الانتخاب، بعيدا عن تصنيفات انتخابية اخرى مرئية ولا مرئية تقفل بطبيعة الحال المجال أمام فتح ابواب الاصلاح السياسي وتدوير ماكينة التغيير، وهذا هو بيت القصيد.
 
نقلا عن جريدة الدستور ص: 4

2018/04/23