Zenko Magazine
لوحات فنية تحاكي المعاناة النفسية للمريض النفسي في "الأردنية"
أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) هبة الكايد – تجربة مختلفة تلك التي تبنّتها كلية التمريض في نشاطها الصحي بتجسيدها المعاناة النفسية للشخص المريض نفسيا عبر لوحات فنية تحاكي المرض النفسي والأفكار والمشاكل المصاحبة له والأكثر شيوعا بين الناس.
 
 
وتنوّعت محاولات المشاركين في إيصال الفكرة من خلال رسوماتهم ليعرض الطالب حمزة أيوب في لوحاته ما تتسبب به صدمات ما بعد الموت من ألم وكآبة للإنسان، متنقلا في إحداها إلى مرض انفصام الشخصية ودور السوشال ميديا في ضياع الإنسان.
 
 
وجسدت الطالبة رندة الفراج مرض تحطيم الذات بلوحة فنية بتقنية 3D توضح مراحل انتقال الحالة النفسية من مرحلة التحطيم مرورا بقرارها وإرادتها للمعالجة وصولا إلى مرحلة تعزيز الذات.
 
 
وللطالبة هديل فرارجة التي تدرس تخصص معلم صف في الجامعة حكاية مختلفة تماما حيث دمجت في لوحتها "الدم" مع الحبر الأحمر لتعكس الواقع الأليم الذي تعيشه المرأة العربية من معاناة واضطهاد وظلم الأمر الذي يسبب لها الكثير من الأمراض النفسية كأن تصبح عنيفة او مكتئبة أو منطوية وتتخذ قرارات غير صائبة بحقها وحق غيرها.
 
 
ونوع من الغرابة حيّر الحضور بلوحة عرضتها الفنانة غيداء عبد الرحيم التي رسمت النور بدلا من الظل ما يجعل اللوحة تظهر بالضوء بشكل معين وبالعتمة شيء آخر، لتبرز ملامح الصورة والاكتئاب الذي يملؤها في الظل بصورة أوضح.
 
 
وشارك الفنان محمد أبوطير بعشر لوحات أدرج  من خلالها عددا من الحالات النفسية التي يمر بها الإنسان وتطوراتها ليختتمها بلوحة تتوجه بها فتاة بالدعاء إلى الله فيمحي دعاؤها كل ما أحاط حولها من معاناة وآلام واعراض نفسية سيئة.
 
 
المهندس الكهربائي المعتصم زين الدين الذي قدم من فلسطين عبر بلوحته عن خطورة الكآبة المطلقة التي تؤدي إلى الوحدة والعزلة ويفقد الإنسان بسببها الأمل بالحياة وبكل من حوله.
 
 
فيما كان لعضو رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين حسام الدين سليم وزوجته نادية شاهين مشاركة مميزة بتسع لوحات عكست الواقع المرير الذي يعيشه الوطن العربي وما يتسبب به من توتر وقلق، لتشير إحدى لوحات شاهين إلى أن المرأة كآلة الموسيقى التي يستهلكها الفنان ليستمتع بأنغامها دون التفكير بما قد يتسبب به لهذه الآلة من أضرارعلى مر الوقت تماما كالمرأة التي يستغلها المجتمع ليخرج أجمل ما لديها دون الإحساس بما يسببه لها من ألم نتيجة ذلك؛ ما يؤدي إلى تراكم الحسرات في قلبها وتخبط مشاعرها ووصولها إلى حالة نفسية غير مرضية.
 
 
رند الجعبري إحدى المشاركات عبّرت في لوحاتها عن قيمة الرسم العشوائي في معرفة الحالة النفسية المسيطرة على الانسان، موضحة أن كل إنسان يرى الصورة وفقا لحالته النفسية ما يسهم في التخفيف من التوتر.
 
 
نائب رئيسة جمعية دوبامين الدكتورة فداء أبو خير تقول "إن حجر أساس الأنشطة التوعوية التي تعقدها المؤسسات الأكاديمية والمجتمعية هو فئة الشباب التي تمثل الشريحة الأكبر في المجتمع"، داعية إلى ضرورة تكثيف الجهود لعقد الكثير من الحملات التوعوية المتعلقة بالصحة النفسية نظرا للصورة الخاطئة المنتشرة عند الناس عن حالاته وطبيعة معالجته.
 
 
وعن دور طلبة الكلية ومشرفتهم مدرسة مادة تمريض الصحة النفسية جمانة شحادة صاحبة الفكرة يرافقهم أخصائي الصحة النفسية مالك الطريفي والسيد كايد القضاة ونسرين الخطيب فتمثل بشرح كل ما يتعلق بالمرض النفسي للرسامين حتى يتسنى لهم تجسيده في لوحة فنية معبرة، إضافة إلى مساهمتهم بتقديم صورة توضيحة لزوّار المعرض حول المرض الذي تعكسه كل لوحة.
 
 
وتخلل المعرض عرض مسرحي صامت نظمته الأخصائية النفسية في جمعية دوبامين منى الأنقر يوضح ست حالات للمرض النفسي من شأنها أن تلغي الصورة النمطية لدى المجتمع عن تلك الأمراض فالمريض النفسي ليس متوحشا ولا يؤذي الآخرين ومريض الوسواس القهري غير معقد ومريض القلق الاجتماعي ليس متوحدا والمكتئب ليس متصنعا وبعيدا عن الله والمفصوم شخصيا ليس مسكونا بأرواح شريرة ومريض الأنروكسيا الذي يستفرغ ما يأكله لا يتبع حمية غذائية إنما يحتاج إلى معالجة.
 
 
ومن الحضور التقت أسرة أخبار الأردنية بالسيدة رفقية طباخي لتقول أنها المرة الأولى التي تشاهد فيها عرض فكرة معينة بهذه الصورة، مشيدة باللوحات المعروضة وجهود الجامعة ممثلة بكلية التمريض التي لا تألو جهدا في تبسيط الأفكار التوعوية لتطال شرائح المجتمع كافة.
 
 
بدورها قالت عميدة الكلية الدكتورة منار النابلسي لدى افتتاحها المعرض أن النشاط الذي نظمته لجنة الجامعة والمجتمع في الكلية بالتعاون مع جمعية دوبامين للتوعية بالصحة النفسية وقسم الفنون البصرية في كلية الفنون والتصميم في الجامعة يهدف إلى زيادة الوعي المجتمعي بالأمراض النفسية من خلال تجسيدها بلوحات فنية تعبرعنها؛ ما يسهم في استيعاب التغييرات والمشاعر المصاحبة للمرض وتغيير الصورة النمطية لدى الآخرين عن المرض النفسي وبالتالي تقبل المريض النفسي.
 
 
مقررة اللجنة تغريد شواشي لفتت إلى أن النشاط يأتي ضمن سلسلة من النشاطات التوعوية التي تعكس نهج الجامعة في خدمة المجتمع المحلي من جهة، واستمرارا لرؤية الكلية في تعميق الإحساس بالمسؤولية المجتمعية ليس لطلبتها وخريجيها العاملين فيها فحسب بل للمجتمع الخارجي المحيط بها من جهة مماثلة؛ الأمر الذي يقلص الفجوة بينهم وبين الحاجة للمعالجة النفسية ويطلعهم على آخر المستجدات في مجال الصحة النفسية ومدى خطورة تجاهل العلاج ومراجعة الطبيب النفسي.
 
 
انتهـــــــــــــــــــــــــى

2018/05/02