Zenko Magazine
منصور يستعيد محطات في مسيرة الحركة الفنية التشكيلية في فلسطين تحت وطأة الاحتلال

أخبار الجامعة الأردنية ( أ ج أ ) فادية العتيبي- استعاد الفنان الفلسطيني التشكيلي سليمان منصور أبرز المحطات التي عصفت في مسيرة الحركة الفنية التشكيلية في فلسطين تحت وطأة الإحتلال الصهيوني في المحاضرة التي ألقاها على هامش حفل التكريم الذي أقيم له في كلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية.

 

وقال منصور الذي حل ضيف شرف على ملتقى الفنون الدولي الثاني الذي تنفذه الكلية ضمن فعاليات المؤتمر الدولي "القضية الفلسطينية إلى أين؟ الذي تفتتح أعماله يوم غد برعاية الأمير الحسن بن طلال، إن  عام 1972 شكل البداية الفعلية للفن التشكيلي الفلسطيني الحديث والتي انطلقت مع معرض الفنان الراحل عصام بدر الشخصي الأول في القدس، وجذب إليه المهتمين بالفن الفلسطيني.
 
 
وأضاف منصور أن المعرض شكل محطة التقاء لقرابة عشرين فنانا تشكيليا يعيشون في فلسطين، ومنه انطلقت فكرة تأسيس اتحاد أو رابطة للفنانين التشكيليين التي رفضت قوات الاحتلال الاسرائيلي منحها ترخيصا، مؤكدا أن الفنانين أصروا على تأسيسها وتنظيم أول معرض مشترك في القدس عام 1975 انتقل بعدها إلى رام الله، ونابلس.
 
 
وأشار منصور إلى أن المعرض فتح قنوات للاتصال ما بين الجمهور والفنانين الفلسطينيين، وخاضوا معهم نقاشات زخمة أسهمت بشكل كبير في إثراء الحركة الفنية، وأحدثت أثرا في نفوس الفنانين الذين أيقنوا أنهم يستطيعون التعبير بلوحاتهم عن الشعب وهمومه وتطلعاته، وأنهم لا بد أن يصلوا بها إلى كل منزل في فلسطين.
 
 
وتابع منصور قائلا : "جاءت فكرة طباعة اللوحات والأعمال على ملصقات لتصل إلى كل بيت تقريبا، إلا أن قوات الاحتلال تنبهت لها ولتأثيراتها السياسية على الشعب الفلسطيني، وقامت بإجراءات تعسفية كمصادرتها وإخضاعها للرقابة، أو الحبس  وفرض غرامة  على من يبيعها أو يتداولها، ليتطور الأمر إلى اقتحام المعارض الفنية وإغلاقها، وحبس الفنانين، ووصل بهم الأمر إلى منع الفنانين من تداول ألوان العلم الفلسطيني (الأحمر والأخضر والأبيض والأسود) ما فرض على الفنانين اختيار الألوان الرمادية والمطفأة لرسم لوحاتهم لتدلل بإيحاء فيما بعد على هموم ومعاناة الشعب الفلسطين.
 
 
وتطرق منصور في محاضرته إلى لوحته الشهيرة التي أصبحت أيقونة ورمز النضال الفلسطيني "جمل المحامل"  لما تحمله من رسالة سياسية هادفة كونها تحاكي قضية فلسطين، بتركيز على القدس الشريف.
 
 
وعرج منصور على أثر الانتفاضة الأولى على الفن، والتي كانت من أهم فلسفاتها مقاطعة المنتجات الغربية والاسرائيلية، ليقرر الفنانين مقاطعة مواد التلوين، والاعتماد على مواد خام من منتجات الأرض الفلسطينية، لصناعة أعمالهم الفنية، حيث اتجه منصور وقتها نحو "الطين" الذي شكل الكثير من أعماله، ومنهم من استخدم الخشب،  وآخرون أوراق قشر الرمان وغيرها من المواد.
 
 
وختم منصور محاضرته قائلا:" إذا توفر عنصر الانتماء في نفس الفرد فحتما سيكون قادرا على تقديم جل ما لديه من عطاء"، والفنانون الفلسطينيون كان يتملكهم الانتماء للقضية الفسطينية ولشعبها، ليفيض عطاؤهم من خلال لوحاتهم التي كانت بمثابة رسائل هادفة تعبر عن هموم الشعب الفلسطيني، وقاسية في نفس الوقت في وجه العدو الصهيوني.
 
 
بدوره قال الأستاذ في قسم الفنون البصرية وخلال إدارته للمحاضرة الدكتور جهاد العامري إن كلية الفنون تذهب ضمن استراتيجية الجامعة الأردنية في تغيير الدور التقليدي للجامعات الأردنية من خلال الفعل التوعوي وإبراز القضايا الإنسانية والعربية والاحتفاء بقامات ثقافية أسهمت في إثراء المشهد الثقافي العربي.
 
 
وأضاف أن الكلية تحتفي اليوم بتكريم قامة عربية فلسطينية في إِشارة إلى منصور، لدوره الكبير في مقاومة سطوة الاحتلال الاسرائيلي من خلال محتوى وآلية انتاج عمله الفني.
 
 
وفي ختام المحاضرة سلم نائب رئيس الجامعة لشؤون الكليات الإنسانية الدكتور أحمد مجدوبة إلى جانبه عميد الكلية الدكتور رامي حداد أيقونة الملتقى الدولي الثاني كدرع تكريم له، وهي من تصميم عضو هيئة التدريس في الكلية الفنان حازم الزعبي ومستمدة في تصميمها من تماثيل عين غزال.
 
 
 
انتهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
 


 
2018/05/07