Zenko Magazine
مفكرون وباحثون يعاينون القضية الفلسطينية ويستشرفون مستقبلها

​أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ ) فادية العتيبي- اجتهد المشاركون في مؤتمر (القضية الفلسطينية...إلى أين؟) في تقديم تصورات علمية وقراءات تاريخية معمقة حول القضية الفلسطينية وتداعياتها، في محاولة منهم لقراءة الماضي واستشراف المستقبل والاستعداد لمواجهة احتمالاته الممكن توقعها.

 

واجتمع المؤتمرون من علماء ومفكرين وباحثين ومؤرخين وفنانين وأدباء في ثالث أيام أعمال المؤتمر الدولي الذي تعقده الجامعة الأردنية برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، لعرض ومناقشة أوراق عملهم، متخذين من ذلك فسحة لتبادل الآراء ونقاش التحديات والفرص التي تواجه القضية الفلسطينية في سبيل إيجاد حلول داعمة لها ولشعبها.
 
 
الدكتور محمد الحزماوي من جامعة قطر تناول في دراسته الدور الذي لعبته حكومة الانتداب البريطاني في التأسيس للوطن القومي اليهودي خلال مرحلة مهمة من مراحل الصراع العربي الصهيوني الممتدة على مدار عشر سنوات 1920-1930  منذ تشكيل الإدارة المدنية في فلسطين وحتى صدور الكتاب الأبيض عام 1930 .
 
 
وعالج الدكتور أحمد نوفل من الجامعة الأردنية في ورقته مستقبل إسرائيل في ضوء الذكرى السبعين لقيامها، من خلال تحليل التناقضات، والصراعات التي من الممكن أن تؤثرعلى مستقبلها كالصراع بين اليهود الشرقيين (السفارديم ) واليهود الغربيين (الاشكنازيم) واليهود المتدينين والعلمانيين  وبين اليهود والعرب الفلسطينيين، والصراع بين المتطرفين والمعتدلين، بالإضافة إلى قضايا الفساد التي تنخر في المجتمع الإسرلئيلي والسياسيين، كان آخرها التحقيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي نتنياهو وانعكاس ذلك على مستقبل إسرائيل.
 
 
وأشار الدكتور بدر الماضي في ورقته "الاتحاد الاوروبي والصراع الفلسطيني الاسرائيلي"  إلى التفاوت في النظر الى الاهتمام الاوروبي بقضية الصراع بين الطرفين، فهناك من  يرى أن لأوروبا دورا ممكنا باتجاهات عديدة، وآخرون يرون أن دور أوروبا يجب أن يكون محدوداً في دعم قطاعات معينة كالدعم الاقتصادي للضفة الغربية وقطاع غزة .
 
 
وقال إن هناك شبه اتفاق ضمني بين الولايات  المتحدة الامريكية الضامنة للتفوق الاسرائيلي في الشرق الاوسط وأوروبا بعدم التدخل السياسي في هذا الصراع لقناعات ثابتة لدى الجانب الامريكي والاسرائيلي بأن تعدد التدخلات في هذا الشأن سيكون في صالح الطرف الآخر الطرف الفلسطيني وضد الطرف الاسرائيلي.
 
 
أما أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية الدكتور مهند مبيضين فتقصّى في ورقته " النكبة في الخطاب التاريخي العربي المعاصر" في التداول العربي التاريخي للنكبة التي أدخلت العرب في زمن جديد ظلوا فيه حتى اليوم، فعلاً وحدثاً ومناسبة وزمناً، وكيف صوّرها العقل العربي وكيف تفاعل معها، وكيف رآها، وحكم عليها، وهل كانت الكتابة عن النكبة عقلانية أم ماضوية تندب التاريخ والحاضر وتبحث عن مخلص ووعد سماوي؟
 
 
وجاءت الورقة محاولة للتفكير بالوعي التاريخي للحدث، وهي تتجاوز السياسي والعسكري، إلى الزمن الاجتماعي الذي يطرح أسئلته على الماضي وفقاً لرهانات الحاضر والوقت الراهن آنذاك.
 
 
في حين ارتكز الدكتور ابراهيم الشرعة من الجامعة الأردنية في ورقته المعنونة بـ "مدينة القدس في عهدي الاحتلال والانتداب البريطانيين (1917 – 1947م) على التطورات التي حصلت في مدينة القدس منذ بداية السيطرة البريطانية على فلسطين في عام 1917م حتى قرار التقسيم الصادر في نهاية عام 1947م.
 
 
"النكبة ونشوء الشتات الفلسطيني الأول في الكويت" عنوان ورقة العمل التي قدمها الدكتور شفيق ناظم الغبرا بهدف فهم جانب مهم وغير موثَّق عن الشتات الفلسطيني وممراته المعقدة، وجاءت بمثابة تقصٍّ متعمق لاستراتيجيات البقاء والتكيّف التي يستخدمها شعب مهجَّر تم إقصاؤه عن وطنه بالقوة، من خلال دراسة جانب من قصة الشتات الفلسطيني الأول في عمقه الكويتي.
 
 
إلى ذلك أشار الدكتور خليل التفكجي من فلسطين في ورقته إلى الصراع الجغرافي والديموغرافي بمدينة القدس، قائلا إن مدينة القدس اعتبرت بالفكر الصهيوني  مركز إجماع  وطني لكل اليهود في العالم، ولقد اخذت هذه النظرية بعداً جغرافياً وديموغرافياً في هذا الصراع .
 
 
وسلط الدكتور كامل كتلو من فلسطين في ورقته الضوء على المحتوى الظاهر لقصة الحياة لدى المسنين من اللاجئين الفلسطينيين الذين عاشوا الاقتلاع والشتات (الدياسبورا) والسيرورة التاريخية لحالة التهجير وكيفية تأثيرها على الواقع النفسي والاجتماعي لهم، ومعرفة الدلالات السيكولوجية والاجتماعية والسياسية لهم.
 
 
وعرضت الدكتورة نهى خلف في ورقتها بحثا تحليليا ونقديا حول منهجية التأريخ حول قضية فلسطين والنكبة التي  أصابت الشعب الفلسطيني  وتوابعها التي لا يزال الشعب يعانيها حتى اليوم.
 
 
وقالت إن إعادة قراءة التاريخ بنظرة نقدية عبر التدقيق في المصادر ثم تطوير حوار جماعي يرتقي إلى مستوى أهمية القضية، أمر ملح ومن الضروري  فتح  ملفات  و صفحات مغلقة من هذا التاريخ بإعادة طرح الأسئلة التي بقيت دون إجابة، وذلك من أجل  استيعاب الحاضر  في محاولة لتحديد أين 'الاستمرارية'  و أين 'الانقطاع' في هذا التاريخ .
 
 
 وفي ورقتها تناولت الدكتورة  دعاء سلامة من الجامعة الأردنية  تجربة الأديب الفلسطيني توفيق فياض باعتبارها تمثل نقطة تحول واستدلال في تاريخ الأدب الفلسطيني الحديث والمعاصر، وتكتسب تجربته أهميتها من ريادتها بالتعامل مع النكبة وتداعياتها على الفلسطيني فردا وجماعة تحت الحكم العسكري الإسرائيلي بأشكال السرد الثلاث؛ الرواية والمسرحية والقصة القصيرة.
 
 
وقدم الدكتور ابراهيم أبو عرقوب من الجامعة الأردنية عرضا تحليليا حول للدعاية الاسرائيلية الدولية حول القدس من حيث أجهزتها، ووسائلها، ومحتواها، وجمهورها حول  شرعنة احتلال القدس وملكيتها واتخاذها عاصمة للعدو الصهيونى  استنادا إلى الروايات الدينية والتاريخية والسياسية الصهيونية  منذ انشاء الكيان الصهيوني إلى الآن.
 
 
وقال أبو عرقوب إن المشكلة تكمن في أن الصهاينة يزعمون بأنه لم يكن للقدس قيمة دينية، ولا مكانة تاريخية وسياسية ورمزية منذ فجر التاريخ.
 
 
عميد كلية العلوم السياسية في جامعة مرمرة التركية الدكتور جنكيز تومار تحدث في ورقته عن الوثائق العثمانية التي يقارب عددها (150) مليون وثيقة من ضمنها ما لا يقل عن (200) ألف وثيقة قدسية، مشيرا إلى أن هذه الوثائق لم تدرس بشكل جيد لا من العرب ولا من الأتراك، داعيا الطلبة العرب على ضرورة دراسة اللغتين التركية والعثمانية ليتسنى لهم فرصة معرفة التاريخ والاستزادة أكثر في مفاصله.
 
 
وخلال عرضه لورقته التي تناولت الإنجاز الحضاري الإسلامي لتصميم قبة الصخرة، قال الدكتور هيثم الرطروط من جامعة النجاح الوطنية/ فلسطين، إن منجز تصميم قبة الصخرة يختلف عن الحضارات الأخرى وأن مصدر الإلهام مستنبط من المعتقدات الإسلامية التي ذكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية، مشيرا إلى وجود العديد من الدراسات الإسرائيلية التي تؤكد ذلك.
 
 
وفي ورقة العمل التي قدمها الدكتور محمد أبو عيشة من فلسطين بعنوان" الدور الأردني في القدس من خلال مشاريع الإعمار الهاشمي " مشروع ترميم الزخارف الفسيفسائية في المسجد الأقصى المبارك"، استعرض الإعمار الهاشمي في المسجد الأقصى المبارك في مراحل وحقب تاريخية مختلفة.
 
 
وأشار أبو عيشة إلى مرحلة الإعمار الهاشمي الأول عام 1924 واستمرار عمليات الصيانة له عام 1948، وتشكيل لجنة إعمار للمسجد، وأيضا مرحلة الإعمار منذ عام 1999 وحتى الآن بتوجيهات ملكية من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وبأمر منه أنشىء الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة عام 2007، حيث دعم جلالته الصندوق بمليون و (113) ألف دينار.
 
 
وقدم الدكتور معتصم كرابلية من كلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية ورقة عمل بعنوان" المقاومة في فن تصميم الأثاث الفلسطيني" تناول فيها البيت الفلسطيني القديم بمكوناته الذي يعبر عن تراث فلسطين، وانعكاسات الأرض على تصميمه من خلال مكونات الحجر والطين والقش، حتى بات البيت الفلسطيني يعبر عن تمسك الفلسطيني بأرضه، مشيرا إلى أن مكونات البيت شكلت رمزا للمقاومة والصمود، وتعبر عن الانتماء له وللأرض.
 
 
أما رئيس قسم الفنون البصرية في كلية الفنون والتصميم في الجامعة الدكتور مازن عصفور فتحدث في مداخلته عن التجربة الفنية للفنانين الفلسطينيين وتفاعلهم التعبيري مع مدينة القدس، معرجا على الأجيال المختلفة لمن صور القدس لونا وخطا وتشكيلا عبر عصور ما قبل النكبة وبعدها.
 
 
وركز عصفور على الفنانين الذين حاولوا تحليل المفردات البصرية لتلك المدينة المقدسة ومعالمها برؤى مختلفة تتفاوت ما بين الفرح والمقاومة والطموح والآمال.
 
 
انتهــــــــــــــــــــى
 
 


 
 
 


 
2018/05/10