Zenko Magazine
اعلان افتتاح (سبيل الحوريات) في منطقة عمان القديمة أمام السياح والجمهور

​أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ ) فادية العتيبي- بات بإمكان سياح وزوار منطقة عمان القديمة الاستمتاع بعيدا عن صخب الحياة فيها، وارتياد معلم تاريخي يمثل حضارة عمرها ألفا عام، يحفز على الاستكشاف والاسترخاء والتأمل، بعد أن تم إعادة تأهيله وترميمه من جديد على مدار أربعة أعوام، بدعم من صندوق السفراء الأمريكي للمحافظة على التراث الثقافي بالسفارة الأمريكية في الأردن ومركز حمدي منكو للبحوث العلمية في الجامعة الأردنية.

 

يوم أمس تم افتتاح متنزه سبيل الحوريات في منطقة وسط البلد ليكون وجهة مثلى لسياح وجمهور المنطقة، واستخدامه كفضاء للمناسبات الثقافية، بحضور أمين عمان الدكتور يوسف الشواربة والقائم بأعمال السفارة الأمريكية في عمان بول مالك، ورئيس الجامعة الأردنية الدكتور عبد الكريم القضاة، والأمين العام لوزارة السياحة والآثار الدكتور عيسى قموة ومدير دائرة الآثار العامة بالوكالة يزيد عليان.
 
 
و"سبيل الحوريات" موقع أثري يقع وسط العاصمة عمان, بالقرب من المدرج الروماني ومسرح الأودين وجبل القلعة, ويعود إلى الفترة الرومانية في القرن الثاني الميلادي ويعد البناء بشكل عام بناءً جمالياً.
 
 
وخلال الحفل، أعرب الشواربة عن سعادته بإطلاق المشروع الذي دعمته الأمانة لوجستياً ببناء السور المحيط بالمشروع بعد إعادة تأهيله؛ مضيفاً أنه يتشرف باسم أهالي عمان أن يشكر كل من شارك في دعم هذا المشروع النوعي والمميز واعداً بالحفاظ عليه وعلى نظافته لخصوصيته التاريخية التي تمتد منذ ألفي عام.
 
 
وعبر القائم بأعمال السفارة الأمريكية بول مالك عن غبطته بإعادة افتتاح مشروع سبيل الحوريات الذي يأمل "بأن يطفئ سبيل الحوريات، عطش السياح محبي الاستطلاع وسكان عمان، لأنه سيشكل ملاذا بعيدا عن صخب المدينة"، منوهاً إلى أن الأردن يحظى بالعديد من الاماكن التاريخية وشاكرا جهود كافة العاملين والشركاء في المشروع ومن ضمنها أمانة عمان الكبرى .
 
 
وقال إن "حماية التراث الثقافي الأردني مهمة؛ ليس فقط للتاريخ والفهم الإنساني، بل لما يحمله من قيمة اقتصادية، بتعزيزه صناعة السياحة التي تمثل نحو 14 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي"، مؤكدا أنه "يحق للأردن الفخر بتاريخه الثقافي، فأماكن كالبترا وجبل نيبو؛ معروفة عالميا، لكن واحدا من كنوزه العظيمة كان مختبئا لسنوات عديدة، مع أنه كان على مرأى من الجميع.. هنا في قلب عمان قرب المدرج الروماني، ولم يلق الاهتمام الذي يستحقه، لكننا سنسطر نهاية لذلك اليوم".
 
 
مندوب وزيرة السياحة والآثار أمين عام الوزارة عيسى قموه، قال في كلمته إن للأردن القدرة على النمو اقتصادياً من خلال القطاع السياحي وتوفير فرص العمل للشباب الأردني وتقديم الأردن إلى العالم، معربا عن سعادته بافتتاح المشروع، ومشيرا إلى أن السفارة الأمريكية ساهمت في تطوير القطاع السياحي في عمان والبترا ووادي رم وفينان، وتطوير الآثار الرومانية خصوصاً سبيل الحوريات والمدرح الروماني.
 
 
ونوه مدير عام دائرة الأثار العامة بالوكالة يزيد عليان أن سبيل الحوريات يمثل صورة للحياة المترفة التي عاشتها الحضارات سابقاً في عمان قبل سقف النهر الذي دفن معه التي جرت منذ آلاف السنين، لافتاً إلى أن عمان أقدم مدينة تاريخية صنعت بها التماثيل خصوصاً تماثيل عين غزال المعروفة في كل العالم.
 
 
وقال إنه فخور بمثل هذه الانجازات، مشيرا في الوقت ذاته إلى دور دائرة الآثار في الحفاظ على المواقع الأثرية وصيانتها حيث أن هناك أكثر من 100 الف موقع أثري تتطلب الصيانة والرعاية والاهتمام، وأن 14 ألف  منها مسجلة لدى الدائرة من أجل صيانتها، وهذا العمل يتطلب الكثير من الوقت.
 
 
مديرة المشروع / رئيسة الجمعية الكيميائية الأردنية وأستاذة العلوم الكيميائية في الجامعة الأردنية الدكتورة عبير البواب قالت في مداخلة لها إن سبيل الحوريات يمثل معلما تاريخيا بارزا من المعالم والشواهد التي تدل على تاريخ الأردن وتاريخ عمان، وما كان مشروع ترميمه إلاّ تأكيدا من الشركاء القائمين عليه بأن يبقى كما هو امتداد الأجيال القادمة.
 
 
وأضافت أن إعادة تأهيل وترميم المشروع استمرت مدة أربعة أعوام وجاءت على مرحلتين، بدعم مالي من صندوق السفراء الأمريكي للمحافظة على التراث الثقافي بالسفارة الأمريكية يبلغ (٣٠٠) ألف دينار أردني قدمت لمركز حمدي منكو للبحوث العلمية في الجامعة الأردنية، مستندا إلى دراسة أسباب تلوث الموقع ومعالجته بالطرق الكيميائية ثم القيام بأعمال الترميم وإزالة الظواهر السلبية وتنظيف الأحجار وإعداد المعايير اللازمة لعمليات المحافظة على الموقع ليصبح منطقة جذب سياحي في المستقبل.
 
 
ولم تترد البواب في ختام حديثها أن تشكر فريق العمل المتكامل الذي شارك في إنجاز هذا العمل، وقد اجتمعت فيه الخبرات الهندسية والمعمارية والكيميائية والسياحية، وكذلك الطلبة والباحثين ممن عمل في هذا المشروع، والبعض الآخر قد تطوع فيه، ووضعوا جل طاقاتهم وجهودهم  لإحياء هذا المكان من جديد.
 
 
وتخلل إطلاق مشروع منتزه سبيل الحوريات الذي حضره عدد من كبار الشخصيات والمسؤولين  معرض للصور الخاصة بالموقع، ومقطوعات موسيقية للموسيقيين يعرب سمارت وفادي حتر وهمام عيد .
 
 
انتهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
 
 


 


 
 
 
2018/10/25