Zenko Magazine
المجالي : الاستخدام الخاطئ لمنصات التواصل الاجتماعي نواة انتشار الإشاعة وافتعال المشاكل

 

أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) هبة الكايد – أكد وزير الداخلية الأسبق العين حسين هزاع المجالي أن الاستخدام الخاطئ غير الواعي لمنصات التواصل الاجتماعي التي باتت ميدانا للبعض لبث المعلومات المغلوطة وخطاب الكراهية واغتيال شخصية الغير دون رادع قانوني وأخلاقي يشكل نواة انتشار الإشاعة واشتعال فتيل المشاكل.
 
وقال المجالي خلال ندوة عقدتها كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية بعنوان "الإشاعة بين الجهل والتبعية" إن التطور الهائل في وسائل تداول الأخبار والمعلومات جعل من السهل على كل منا أن ينشر ما يريد، وأن ما ينشره لا يصطدم بالحدود بل عابر لها، كما لا يصطدم بالرقيب؛ فالرقابة على النشر عبر المنصات الالكترونية المختلفة باتت صعبة ويعاني منها العالم أجمع.
 
وأضاف أن القوانين والتشريعات التي تنظم علاقة النشر على بعض الوسائل الإخبارية لا تستطيع أن تمارس الرقابة على كل حساب فيسبوك أو تويتر أو غيرها إلا في حالة ورود شكوى، منوها بأنه رغم الحاجة الماسة لقوانين ناظمة لهذا الأمر إلا أنه ثمة حاجة مطلقة إلى التوعية والتثقيف والتنبيه المستمر لكافة الفئات العمرية في المجتمع بمخاطر الإشاعات والنشر غير الموثق للمعلومات.
 
وأشار المجالي إلى أن محاربة الإشاعات مسؤولية المجتمع بكافة مكوناته نظرا لخطورتها في زعزعة ثقة المواطن بنفسه قبل زعزعتها بأخيه والحكومات والمسؤولين، ما يؤدي في نهاية المطاف على حد تعبيره إلى نخر جسد الوطن من الداخل فيصبح هشاً ضعيفاً ينتهي مع أقل طارئ.
 
ولفت إلى أن مطلقي الإشاعات يسعون إلى تحقيق مآربهم من خلال استغلال الحدث وركوب الموجة الجامحة؛ فهم من ناحية يركزون على مشاعر الأفراد، ومن ناحية أخرى يستغلون الجهل وقلة الوعي لدى بعض أفراد المجتمع، ممّن ينقلون هذه الأخبار دون تثبت أو تأكد.
 
وشدد المجالي في حديثه على قسوة الإشاعة لارتباطها بالتأثير على الروح المعنوية للفرد والمجتمع، ما يجعلنا بحاجة إلى تعزيز ذاتنا الوطنية في مواجهة الإشاعات، معرجا على مقال جلالة الملك الأخير الذي وضع الجميع أمام مسؤولياته في التصدي لهذه الظاهرة، وأن السبيل الرئيسي للتصدي لها هو وعي المواطن وثقته بوطنه بأننا نسير في الطريق الصحيح رغم وجود من يحاول التقليل من النجاحات والإنجازات الوطنية.
 
وبيّن أن الشائعة لا ترتبط بمنطقة جغرافية محددة وإنما يمكن أن تتجاوز أبعادها جميع الحدود الجغرافية، وأنها تتشكل وتتلون لتأخذ أنواعا مختلفة؛ فمنها السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والشخصية، مشيرا إلى أن تحول الإشاعة إلى اللغة المكتوبة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي قد ساهم في سرعة انتشارها.

وأكد المجالي أن محاربة الإشاعة والأخبار الكاذبة في المجتمع تتطلب ثلاثة سيناريوهات ھي تجریم الخبر الكاذب بالقانون وھي آخر الحلول، والتوعیة والتي تعتبر الأساس وتكریسھا یتم في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى ضرورة تزوید المواطن بالمعلومات الصحیحة عبر مصدر إخباري يثق به المواطن ويكون مرجعه الدائم للتحقق من أي معلومة منشورة.
 
وحذر في هذا الصدد من غیاب المعلومة الصحیحة الرسمیة، قائلاً: "إن مؤسسات الدولة حین تحجب المعلومة یحل محلھا أخرى خاطئة أو مجزأة بما یسھم بتغریر المجتمع، وانتشار الشائعات".
 
واستعرض المجالي خلال الندوة حادثة البحر المیت، مفصلا بعض الشائعات التي طالتھا كتداول صور لأطفال على أنھم من ضحایا الحادثة بخلاف الحقیقة، وأن السیل تشكل نتیجة سد زرقاء ماعین، وشائعة نقل مصابین إلى اسرائیل للعلاج، بالإضافة إلى أخرى قالت إن مواطنین أحرقوا مدرسة فكتوریا، وغيرها الكثير من الإشاعات التي أربكت المواطنين والمسؤولين أيضا.
 
ودعا المجالي طلبة الجامعة في ختام الندوة التي دار فيها حوار موسع بينه وبين الحضور إلى التفكیر دوما في ما یقرأونه أو یسمعونه من أخبار، والوقوف على جدیتھا وما وراءھا قبل نقلها أو تداولها أو تشييرها على صفحاتهم الشخصية.
 
يشار إلى أن الندوة التي حضرها نائب رئيس الجامعة لشؤون الكليات الإنسانية الدكتور أحمد مجدوبة ونائب الرئيس للشؤون الإدارية الدكتور عمر كفاوين وعميد كلية العلوم التربوية الدكتور صالح الرواضية ونخبة من الأساتدة وكبار المسؤولين وعدد من الطلبة، أدارها مساعد العميد لشؤون الدراسات العليا الدكتور عادل طنوس، وتولى عرافتها مجموعة من طلبة دكتوراه الإرشاد التربوي والنفسي ضمن مادة التدريب الميداني التي تم تنظيم هذه الندوة تباعا لها.
 
انتهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
2018/11/06
في ندوة عقدتها الجامعة الأردنية