Zenko Magazine
"أربعون عاماً على الدستور الإسباني المعاصر" محاضرة في "الأردنية"
أخبار الجامعة الأردنية ( أ ج أ) سهى الصبيحي – نظمت كلية اللغات الأجنبية الخميس محاضرة بعنوان "أربعون عاماً على الدستور الإسباني المعاصر" بمشاركة السفيرة الأسبانية في عمان ارانثاثو بانيون دابالوس وأستاذ التاريخ في الجامعة الدكتور عبد المجيد الشناق.
 
ووصفت السفيرة في كلمتها الدستور الإسباني الحالي الذي صدر باستفتاء جماهيري سنة 1978 والتغيرات التي حدثت نتيجة لذلك بالصفحات الأكثر بياضاً في تاريخ أسبانيا.
 
وأشارت إلى وجود مقومات وعوامل عديدة في ذلك الوقت أدت إلى تحول أسبانيا نحو الديمقراطية في أسبانيا أبرزها وجود طبقة متوسطة أضفت الاستقرار على البلاد، ووجود جيل واع ومثقف من الشباب كان يطمح للحصول على المزيد من الحريات وإلى نظام أكثر انفتاحاً.
 
"كان هناك جيل من الشباب عرفوا أنه لا بد من الجلوس والبدء بالحوار في سبيل بناء وطنهم" ... "كان على الجميع تجاوز المرحلة السابقة والعمل يداً بيد لتحقيق مشروعهم المستقبلي".
 
وقالت إنه بعيد اعتلائه للعرش سنة 1975 بعد وفاة الجنرال فرانكو، اتخذ الملك خوان كارلوس الأول خطوات وقرارات مهدت لإحلال الديمقراطية في البلاد، حيث قام بتسمية أدولف سواريز رئيساً للحكومة وصادق على قانون الإصلاح السياسي في عام 1977 الذي "عبد الطريق نحو صياغة دستور جديد للبلاد" .
 
وأوضحت أن الدستور الجديد  أدى إلى تغيير النظام السياسي في أسبانيا حيث "أصبحت أسبانيا دولة ديمقراطية تخضع لسيادة القانون فأزاحت الظلم الاجتماعي وأرست قواعد اللامركزية وأسست للتعددية السياسية والمساواة بين الجنسين".
 
وأضاءت على مواثيق المونكلوا التي تضمنت إصلاح النظام الضريبي في أسبانيا التي كانت تعاني من ظروف اقتصادية صعبة في تلك الحقبة.
 
وتابعت " حسب وجهة نظري الشخصية، انتهت عملية التحول السياسي في أسبانيا في عام 82" مذكرة بأن التجربة الإسبانية "قد تشكل مصدر إلهام" للأردنيين الطامحين  للتغيير والإصلاح الديمقراطي.
 
وقدم أستاذ التاريخ في الجامعة الدكتور عبد المجيد الشناق سرداً تاريخياً عن إسبانيا والأحداث الفارقة في تاريخها منذ 1950، موضحاً أنه ولفهم عملية التحول إلى النظام الديقراطي في أسبانيا "لابد من العودة إلى المرحلة الأساسية في بنية هذا النظام" وإلقاء نظرة على أهم الأحداث التي مرت بها إسبانيا بعيد الحرب العالمية الثانية التي نأت بنفسها عن الخوض فيها.
 
واعتبر الشناق أن التحول الذي شهدته أسبانيا من الديكتاتورية إلى الديقراطية "مفصل أساسي ومهم في التاريخ المعاصر" مضيفاً أن الوصول إلى مرحلة التحول يأتي دائماً بعد "عملية طويلة وأحداث متفاعلة ومتراكمة سياسية وعسكرية واقتصادية" مست جميع المستويات.
 
وقال إن إبعاد الجنرال فرانكو إسبانيا عن دخول الحرب العالمية الثانية والنأي بها عن كل الدمار الذي سببته رغم كل الدعم الذي تلقاه من قبل ألمانيا وإيطاليا خلال الحرب الأهلية هي خطوة تسجل لذلك النظام.
 
وأضاف أن العقوبات الاقتصادية على إسبانيا بعد الحرب شكلت جذوراً للضعف الاقتصادي في مرحلة تاريخية مهمة لدولة إسبانيا ما بعد الحرب، حيث لم تحصل على المساعدات الأمريكية ضمن "مشروع مارشال" لإنعاش اقتصاد أوروبا المدمرة.
 
وأوضح أن انتصار القوى القومية بقيادة الجنرال فرانسيسكو فرانكو في الحرب الأهلية بين عامي (1936- 1939) ورفعها شعارات  "الوحدة والحرية والعظمة" جعلت الأسبان يلتفون حول هذا النظام لكنها لم توقف الواقع الاجتماعي والسياسي للشعب الأسباني فيما بعد.
 
وتحدث الشناق عن فترة "الهيمنة التكنوقراطية" من 1957 الى 1969 التي تحسن خلالها الوضع الاقتصادي للأسبان مع فتح إسبانيا أبوابها للسياحة الجماهيرية الأوربية ومغادرة الشباب الإسباني إلى أسواق العمل الأوروبية.
 
وقال إن المرحلة الأخيرة من حكم فرانكو (1969 – 1975) التي كان من أبرز أحداثها اغتيال رئيس الوزراء آنذاك الجنرال لويس كاريرو بلانكو الشخصية الأقرب للجنرال فرانكو من قبل منظمة "ايتا" وثورة القرنفل في جارتها البرتغال وسقوط الحكم العسكري في اليونان أسمهت بشكل كبير في التحول الأسباني بعد وفاة فرانكو إنتهت بإعلان الدستور الديمقراطي في 1978. 

وتخلل المحاضرة عرض لفيلم وثائقي يلخص أبرز الأحداث التي عاشتها أسبانيا منذ الحرب الأهلية وحتى إعلان الدستور.  
2018/12/09