Zenko Magazine
"الفكر العربي" يستعرض أبعاد الوساطة الدولية في فلسطين وتجربة الكونت برنادوت عام 1948

 

ناقش متخصصون في لقاء نظمه منتدى الفكر العربي، واشتمل على محاضرتين لرئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الاستاذ الدكتور محمد المصالحة ، وأستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية الاستاذ الدكتور زيد عيادات، أبعاد الوساطة الدولية في فلسطين وتجربة الكونت برنادوت عام 1948.
 
وأوضح المصالحة في اللقاء الذي اداره وشارك فيه الامين العام للمنتدى د.محمد ابو حمور أن القضية الفلسطينية تولدت في رحم المنظمة الدولية منذ إنشائها عام 1945.
 
وقال ان إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار التقسيم بين العرب واليهود عام 1947 مبينا إن البيئة الدولية كانت تتعاطف آنذاك مع حل المشكلة اليهودية في أوروبا على حساب الحقوق الفلسطينية، وتبعا لذلك أرسلت الأمم المتحدة مجموعة من اللجان والمبعوثين الدوليين لتطبيق قراراتها المتتاليه بشأن هذه القضية، الا ان جهود المنظمة الدولية التي كانت تصطدم دوماً بالتعنت الإسرائيلي، وافشال المبعوثين الدوليين.
 
كما رافق ذلك التعنت الاسرائيلي اغتيال الكونت برنادوت بعد أربعة أشهر من بدء بعثته، وانهاء خططه لتطبيق قرار الجمعية العامة بالتقسيم، وعدم محاسبة المجرمين من منظمة "ليهي" الإرهابية الصهيونية الذين اغتالوه.
 
وقال أن تجارب المنظمة الدولية في هذا الصدد تبيّن مدى فعاليتها والأسباب التي أدت إلى شلل دورها في حلّ معظم القضايا الدولية وفي مقدمتها قضية فلسطين في حين وكان العالم العربي آنذاك يعاني من خضوع او ارتباط بعض أقطاره بالدول الغربية الكبرى.
 
بدوره ناقش الدكتور عيادات مضامين كتاب "مهمة الكونت برنادوت إلى فلسطين عام 1948- الوساطة والاغتيال" للبروفيسور سوني بيرسون، الذي سبق أن قام بترجمته إلى العربية بالاشتراك مع الدكتور محمد المصالحة، وأصدرته الجامعة الأردنية.
 
والكتاب يقدم عرضاً علمياً متميزاً بمهنية بحثية أمينة وموثوقة اعتماداً على الأوراق والوثائق والمخطوطات التي تركها برنادوت ومَن عمل ضمن فريقه في أثناء وساطته الدولية في فلسطين.
 
ويذكر أن الكونت برنادوت، وهو من أفراد العائلة الملكية السويدية، عمل على إنجاز تسوية للنزاع في الشرق الأوسط خلال مدة قصيرة لم تتجاوز بضعة أشهر.
 
كما نجح الضحية في إحلال هدنتين ووضع خطتين عمليتين لتطبيق قرار الأمم المتحدة في التقسيم، في الوقت الذي كانت البيئة الإقليمية تعج بصراعات بين أنظمة الحكم حول الدور القيادي في المنطقة، ولم يتمكن الجانب العربي من بناء قوة عسكرية نظامية تتعادل مع الحشد الإسرائيلي – اليهودي النظامي، مما جعل حرب عام 1948 تقع بين طرفين غير متكافئين.
 
وبيّن المحاضران أن أسباباً متعددة جعلت الكونت برنادوت يعمل جاهداً وبسرعة على تأكيد دور الأمم المتحدة خشية الإخفاق في وضع حد للصراع المسلح وإيجاد تسوية مقبولة في المنطقة.
 
وقال من هذه الأسباب عدم توفر الإمكانات اللوجستية الكافية للتوصل إلى اتفاق الهدنة الأولى وتشكيل أول هيئة للرقابة الدولية ووضع برنامج تنفيذي لمراقبة جانبي الهدنة وسط معاناة اللاجئين من عرب فلسطين.
 
وتابع تعداد الاسباب، مشيرا الى تدفق الأسلحة والهجرة إلى الجانب الإسرائيلي، والاختلافات الحادة بشأن المسألة الفلسطينية ومهمة الوسيط الدولي. فضلاً عن البيئة الدولية المنقسمة، والبيئة الإقليمية المتصارعة حول كيفية التعامل مع القضية الفلسطينية وسبل تسويتها.
 
كما أن وثائق الكونت برنادوت والكتاب المستمد منها يعرض بشكل محايد ومتوازن للدور الأردني قيادة وجيشاً في الحرب والدبلوماسية عام 1948؛ مشيراً إلى الحكمة والبسالة في الموقف الأردني من الحدث الجلل الذي أصاب فلسطين والمنطقة العربية، وضياع أول فرصة قانونية لحل الصراع وفقاً للقرارات الدولية.
 
الامين العام لمنتدى الفكر العربي الدكتور محمد أبوحمور، أكد في كلمته التقديمية أهمية وحدة الصف الفلسطيني والعربي في تعزيز الجهود الدولية والسعي من أجل استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
 
وقال ابو حمور إن إسرائيل استغلت تباين المواقف عربياً وإقليمياً ودولياً لتنفيذ المزيد من سياساتها التوسعية في الاستيطان والتهويد والمصادرة والتهجير وقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية.
 
وأضاف أبوحمور أن القضية الفلسطينية بحاجة إلى دور دولي فاعل يمارس تأثيره بشكل أقوى وأوضح تجاه حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وإحلال السلام في المنطقة، بما في ذلك قدرته على فرض الشرعية الدولية، وتعزيز الموقف العربي والفلسطيني في تنفيذ قرارات هذه الشرعية.
 
وقال هذا يشكل مصدر قوة للمجتمع الدولي أيضاً بوصف القضية الفلسطينية قضية ضمير عالمي يتحمل مسؤوليتها الأطراف كافة للوصول إلى الحل السلمي العادل والشامل على أساس ما أقرته الأمم المتحدة.
 
بترا
 

 

2018/12/17