Zenko Magazine
التعليم جاذب للاردنيات أكثر من الذكور

 

دعا خبراء الى اعداد استراتيجية للتعلم مدى الحياة، انسجاما مع تطورات العصر، وتقنياته الحديثة، وتمكين المدخلات التكنولوجية منه، في عصر الرقمنة.
وبينوا لوكالة الانباء الاردنية (بترا) بمناسبة اليوم العالمي للتعليم، الذي يحتفل به يوم غد الخميس، أول مرّة دوليا، انه لابد من تمكين المعلم، وتحسين الادارة المدرسية ، والتركيز على النوعية وجودة التعليم من حيث المدخلات وتطوير المنهاج المدرسي.

 

 
ويعتبر التعليم حقا تنص عليه المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، و تدعو إلى التعليم الابتدائي المجاني والإلزامي. وتنص اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، على اتاحة العالي أمام الجميع..

وزارة التربية والتعليم ومنظمة اليونسكو اطلقتا في وقت سابق (مسودة الخطة الاستراتيجية للوزارة 2018- 2022) وتعنى بتطوير التعليم ، واصلاحه وفق خطط تقويمية ممنهجة.
وكشفت الخبيرة التربوية الدكتورة منى مؤتمن عن دراسة أجريت في نهاية العام الماضي عن واقع التعليم في الوطن العربي بشكل عام وفي الاردن بشكل خاص ، أثبتت فيها الدراسة انجازات في التعليم بمختلف قطاعاته وبشكل واضح وملحوظ، من حيث وضع التعليم كأولوية ضمن أولويات الطلبة .

وما تم ملاحظته في تلك الدراسة فيما يتعلق بتعليم الاناث في الاردن، بشكل خاص، اذ ان التحاق الاناث بالتعليم أكبر من الذكور وفي مختلف المراحل التعليمية ، كما ان نتائج التعليم لدى الاناث اعلى من الذكور في جميع المراحل التعليمية ، وبخاصة في نتائج الثانوية العامة ، كما هن الاعلى ممن يلتحقون بالجامعات الرسمية مقارنة بالذكور.

وبينت ان هنالك مشكلة في تعليم الذكور ، من ناحية نسب الالتحاق وتحسين نتائج التعليم، وكذلك نسب الرسوب، وما يدلل على ذلك بحسب الدكتورة منى، ان نتائج جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، اذ ان المعلمات والمديرات الأكثر تحصيلا لهذه الجائزة بنسبة واضحة .

وأشارت الى الاهتمام بقضية توظيف تكنولوجيا التعليم والاتصالات بشكل اكثر فعالية ، لان جيل اليوم هو جيل الانترنت ، ويتعامل مع الوسائط المختلفة، مبينة في الوقت ذاته ضرورة النظر بانماط التعلم داخل الغرفة الصفية ، اذ يتم تدريس الطلبة بنمط واحد بما يتعارض مع استراتيجية التعلم والتربية الحديثة ، حيث يوجد النمط الحسي والسمعي والتطبيقي والعملي .

ودعت الى تبني استراتيجية واضحة للتعلم مدى الحياة ، تعنى بتعليم الفرد من المهد الى اللحد ، وهذا يتطلب من المظمات المختلفة ومن القطاع الحكومي والخاص ومنظمات المجتمع المدني، بالتركيز على اشكال التعلم وتطوير الادارة المدرسية والتربوية، فنحن بأمس الحاجة الى تطوير عناصر التربية بشكل شمولي تكاملي ، وبالاخص في مرحلة الثانوية العامة.

واوضحت جهود جلالتي الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله في الاهتمام باستراتيجية تنمية الموارد البشرية ، وان ننظر للتعليم كجزء من هذه الاستراتيجية مثل التعليم العالي والتدريب المهني وسوق العمل ، والعمل على تحسين النظرة الشمولية والتنفيذية للخطط والذي سيساهم في تطوير جودة التعليم بمحاوره كافة.

وأضافت انه في الاردن للأسف يتم الاهتمام بالكيف والعدد ، بينما نحن بحاجة الى التركيز على النوعية وجودة التعليم من حيث المدخلات وتطوير المنهاج المدرسي وتطوير أداء المعلم وكذلك التسهيلات التربوية وتطوير توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالاتوقالت مديرة المركز الوطني لتطوير المناهج الدكتورة ربا البطاينة، بينت اهمية المنهاج باعتبارها عنصرا مهما في العملية التربوية والتعليمية، 'ونظرا لان مناهجنا كان عاملا رئيسا في هذا التراجع التعليمي ، استجاب المركز، كمؤسسة وطنية معنية بتطوير التعليم المدرسي، بالمبادرة بتشكيل فرق وطنية متخصصة عملت على صياغة إطار عام عصري للمناهج انبثقت عنه مجموعة من الأطر العامة والخاصة والمعايير ومؤشرات الأداء تحقيقا للرؤى الملكية وانسجاما مع أفضل الممارسات العالمية في التعليم'.

واوضحت ان المركز معني بتطوير المناهج بصيغتيها التقليدية والإلكترونية، اذ يتم العمل حاليا على التنسيق مع جميع الجهات المعنية بالشأن التعليمي كوزارة التربية والتعليم ممثلة بمركز الملكة رانيا العبدالله لتكنولوجيا المعلومات على إدماج مهارات التفكير الحاسوبي في المناهج، وإدراك، ومؤسسة الملك الحسين على إدماج المهارات الخاصة بمنحى العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وشددت على الى الحرص على إيلاء جل الاهتمام بالمصادر الإلكترونية المصاحبة للكتب المدرسية في العلوم والرياضيات المكيفة للأردن 'والتي نحن بصدد استدراجها بموجب عطاء تتنافس فيه خمس من كبريات دور النشر العالمية، سيما وأننا حريصون على التنافسية في عصر باتت فيه التكنولوجيا رافدا هاما وجزءا لا يتجزأ من منظومة التعليم والتعلم لجيل ولد في التقنية وتشربها كمكون حياتي أساس'.

نائب عميد كلية علوم الرياضة في جامعة مؤتة الدكتور جمال الربابعة، قال ان المنهاج المدرسي للأسف فيه قصور ، وبخاصة فيما يتعلق بالمنهاج الرياضي، عدا ما نجد ان حصة الرياضة لا يتم ايلاؤها اهمية، بيد انها هامة للطالب في تحصيله العلمي والاكاديمي وزيادة نسبة التركيز والانتباه داخل حصته الصفية، وعامل في تفريغ الطاقات والشحنات السلبية، بما يؤدي الى تقليل العنف لدى الطلبة من جهة ، والى تقليل نسبة التسرب الطلابي من المدارس.

ودعا الى التركيز على التعليم كقاعدة اساسية ، لتأهيل الطالب الى المرحلة الجامعية، مع ايجاد مشرفين متخصصين لاختيار المتطلبات الجامعية، بدلا من اختيارها الكترونيا، بما يؤدي الى امور لا تحمد عقباها نتيجة تسرع الطالب في اختيار مساقاته بدون دراسة او وعي منه. اما استاذ الاقتصاد في جامعة اليرموك الدكتور قاسم الحموري، فقال انه لابد من تمكين المعلم في سياق العملية التعليمية والتربوية، بحيث يتم اعطاء حقوقه كاملة، ليتسنى القيام بأداء واجبه على النحو الامثل، وبخاصة لأولئك الملعيمين في القطاع الخاص، وفق قوانين وانظمة وتشريعات تضمنعدم تجاوز اصحاب المدارس والتعدي على حقوق المعلمين.

وأضاف ان ما جرى العمل به في توثيق الراتب بالبنوك لهؤلاء المعليمن يضمن حقوقهم، وعدم تلاعب أصحاب المدارس الخاصة بأجورهم ، اذ كان البعض البعض يتجه للأسف نحو باستغلال العطلة الصيفية وحرمان المعلم من أجوره ورواتبه أثناء تلك العطلة.

من جانبها، قالت مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة 'يونسكو' أودرى أزولاى بمناسبة هذا اليوم ، انه لابد من توفير التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع ، ومن توفير فرص العمل مدى الحياة لهم، لكي تتمكن البلدان من التحرر من ربقة الفقر الذي يؤدي الى ترك الملايين من الاطفال والشباب والكبار خلف الركب، مبينة انه لن نتمكن من تخفيف وطأة تغير المناخ ، ومن التكيف مع الثورة التكنولوجية ، فضلا عن تحقيق المساواة بين الجنسين بدون التزام سياسي طموح بتعميم التعليم..

وأشارت أزولاي في رسالتها بشأن اليوم الدولي للتعليم إلى أهمية تمكين الجميع من الانتفاع بالتعليم عن طريق تعزيز الشمول والإنصاف في كل المستويات لكيلا يُترك أحد خلف الركب.وأضافت أن هذا الأمر يتطلب إيلاء اهتمام خاص للفتيات والمهاجرين والنازحين واللاجئين، ودعم المعلمين، وتعزيز مراعاة قضايا الجنسين في التعليم والتدريب، وذلك عبر زيادة الموارد المحلية والمساعدات الدولية المخصصة للتعليم زيادة عاجلة.

وتبين الارقام الرئيسية للاحصاءات المتعلقة بالتعليم، المصاعب التي نواجهها في هذا المجال ، اذ يبلغ عدد الاطفال والشباب غير الملتحقين بالمدارس 262 مليون نسمة ، ويبلغ عدد الاطفال والشباب الذين لا يعرفون القراءة ولا يستطيعون اجراء العلميات الحسابية 617 مليون نسمة، ويقدر معدل اتمام المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي (التعليم الاعدادي) عن 40% لدى الفتيات في افريقيا ، ويبلغ عدد الأطفال والشباب اللاجئين غير الملتحقين بالمدارس نحو 4 ملايين نسمة تؤدي النزاعات والخسائر الناجمة عنها إلى اضطراب حياتهم..

وبحسب ارقام دائرة الإحصاءات العامة لعام 2018 فإن النسبة العامة للأمية وصلت إلـى ( 5.2 بالمائة) بواقع ( 2.9 بالمائة) لدى الذكور و (7.5 بالمائة) لدى الإناث، بعدما كانت النسبة في العام 1952 حوالي 88%.
يشار الى ان الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت في الثالث من كانون الأول 2018، قرارا أعلنت فيه يوم 24 كانون الثاني يوما دوليا للتعليم في إطار الاحتفال بالتعليم من أجل السلام والتنمية.
2019/01/24