Zenko Magazine
من قلوب في "الأردنية" إلى سيد البلاد
أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) هبة الكايد - في مثل هذا اليوم، قبل عام، آثر جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين لقاء الشباب الأردني في أعتى صروح العلم على ثرى الوطن وأوغلھا رسوخا في مسیرة التعلیم، واليوم يرد طلبة هذا الصرح على تلك الزيارة بكلمات من القلب اقتبسوها من حلم رأوْه في عيني جلالته آنذاك بأنهم عماد الوطن ومستقبله وأنهم من يضع أمله بهم على تحمل مسؤولية البناء والتحديث بوعيهم وفكرهم المستنير.
 
 
وفي عيده السابع والخمسين الذي يطلق فيه الأردن من كافة أرجائه عبارات التهاني اليوم، يقول رئيسها الدكتور عبد الكريم القضاة إن الأردنية تشرّفت بتلك الزيارة التي تعدّها وساما على صدرها، وتؤشر إلى مدى اهتمام جلالته بقطاع الشباب المتعلّم وقدرته على إحداث التغيير والتقدم بالأردن إلى أسمى درجات التميز وصولا بها إلى مصاف العالمية المأمولة.
 
 
ويضيف، فمنذ أن تسلم جلالته سلطاته الدستوریة ملكا للمملكة الأردنیة الھاشمیة، حرص على إكمال مسیرة الحسین الراحل بدعم قطاع التعلیم في المجتمع الأردني الفتي من خلال تطویر المناھج الدراسیة وافتتاح المدارس والجامعات على امتداد ثرى الأردن، لیصل به إلى مصاف الدول المتقدمة بجودة التعلیم رغم شح الإمكانات وندرة الموارد الطبیعیة.
 
 
والأمر الذي اقتضى القضاة التنويه به أن جلالة الملك عبدالله الثاني ولد في نفس العام الذي تأسست به الجامعة الأردنیة، ما غمر الطلبة بالفرح حين علموا بهذا التزامن الذي شبّهوه بدليل عناقٍ بين القائد بأسرته في رغبة واحدة أساسها الدفء في العطاء من أجل أردن جميل ينعم بالسلام والأمان والنعيم.
 
 
عميد كلية الآداب الدكتور محمد القضاة يرفع التهاني لجلالته متمنيا له عمرا مديدا من الإنجازات الحافلة بالعطاء الذي لا ينضب ويقول "لا أنسى تلك الكلمات الدافئة التي ما زالت تحفر في القلب بهاءها ونقاءها وجمالها التي أكد فيها جلالته على أهمية بناء الأردن الحديث القادر على مواكبـة العالم ومعطيات العصرِ، خاصةً حين طالب الجامعات التركيز على نوعية التعليم العالي ومستواه، وأن لا يقتصر عملها على الجانب الأكاديمي والتعليمي، وعليها مسؤولية تشكيل الوعي الثقافي والديمقراطي، وتعزيز الهوية الوطنية الجامعة على مبدأ الـمواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات".
 
 
ويتابع "كيف ننسى مطالب جلالته بتشجيع الطلبة على المزيد من الإبداع والتميز والعمل التطوعي وتكريس ثقافة الحوار والقيم الديمقراطية واحترام الرأي الآخر، وتركيزه على دور الشباب بحيث لا ينحصر داخل الجامعة والمؤسسات التعليمية، وإنما يجب استثمار طاقاتهم ومواهبهم في إحداث التغيير الإيجابي في كل ميادين العمل".
 
 
أستاذ علم الاجتماع السياسي في كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية الدكتور بدر ماضي شاركنا كلمة من قلبه قال فيها "تشكل مناسبة عيد ميلاد جلالة الملك المعظم مناسبة عزيزة على قلوب كل الأردنيين من أجل استذكار الهمم الأردنية التي دُفعت وشُحنت بمزيد من العطاء لجلالة الملك و مزيد من الرؤى كما انها دُفعت ايضا بالرؤى المستقبلية لجلالة الملك وما يتطلع إليه في المستقبل لتحقيق المستوى الأفضل للمجتمع الأردني والدولة الأردنية بشكل عام".
 
 
فبهذه المناسبة العزيزة سيتذكر الشعب الأردني ما قام ويقوم به جلالة الملك إلى هذا اليوم من جهود جبارة في محاولة تحقيق وتثبيت الاستقرار الأردني في محيط حقيقة يعاني معاناة كبيرة جدا من عدم الاستقرار فلذلك استطاع جلالة الملك ان يعبر بالأردن الى شاطئ الأمان في ظل وجود دول كثيرة في هذا الإقليم تعاني ما تعانيه من عدم الاستقرار.
 
 
وأيضا بهذه المناسبة نتذكر علاقات جلالة الملك  وجهوده الجبارة دائما في عكس  القيم الأصيلة  لروح الشعب الأردني  والدولة الأردنية عندما استطاع ان يؤسس لعلاقات دولية واقليمية محترمة في المسرح العالمي ما انعكس ايجابا على سمعة الدولة  الأردنية  وعلى الفرد الأردني أينما ذهب  وأينما حل.
 
 
وفي هذا المقام يقول ماضي نذهب بمخيلتنا حيث استطاع جلالته ان يؤسس لحالة مهمة جدا من خلال عيد ميلاده من خلال الحوار المباشر بين القيادة والشعب  استكمالا للحوار الذي تقوم به المؤسسات  العامة في الدولة سواء الرسمية او غير الرسمية فيما يخص مصلحة الشعب الاردني.
 
 
 لم يكتف جلالة الملك بذلك بل ذهب ابعد  من ذلك بزيارته كل منطقة في الأردن، عندما يستقبل قيادات المجمتع المحلي والمدني ومؤسسات عامة بشكل عام غير رسمية ورسمية من أجل الاطلاع بصورة حقيقية على ما يجري في البلد مما أسس لحالة من الحوار  الناضج و الفهم العميق لما تريده الدولة الأردنية ولما تسعى اليه الدولة الأردنية من خلال تثبيت قيم أصيلة فيما يخص عملية قيادة المرحلة وقيادة الدولة الأردنية ولما فيه خير للشعب والمجتمع الأردني والدولة الأردنية.
 
 
ويضيف ماضي "هذه المناسبة عزيزة، نتمنى لجلالة الملك كل الخير ونتمنى له العمر المديد،  نتمنى ان يكون هناك قدرات وظيفية حقيقية تستطيع أن تعكس رؤى جلالته إلى ما يتطلع إليه من عمل الخير الى الشعب الأردني والى ما يتطلع به الملك من أجل سمعة الدولة الأردنية ومن أجل ما يتطلع اليه الملك دائما من وضع الأردن في مصاف الدول  المتقدمة في مناحٍ عديدة" .
 

رئيس نادي العاملين في الجامعة حمزة الفاعوري كان له تعقيب اختزله طوال السنة عن تلك الزيارة وباح لنا به اليوم بقوله " كم كنت سعيدا حين علمت بمجيء جلالته واختياره توقيت الزيارة مع موعد ميلاده، شعور بالفخر أن يحتفي سيد البلاد مع شريحة من أبناء شعبه الشباب بمولده في لقاء حميم  امتد لأكثر من ساعة؛ أبدى جلالته رضاه عما دار وطُرِحَ في اللقاء، مشجعا إياهم على التفاعل مع قضايا الوطن المختلفة من سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها من قضايا الوطن التي تُطرح في مختلف القطاعات، الأمر الذي جعل الطلبة في غاية السعادة بهذه الثقة وعبّروا عن ذلك بكل صدق وعفوية.
 
 
الطالب محمد فايز الخرابشة هنأ جلالته بعباراته قائلا "سيدي صاحب الجلالة بدعمكم نحمل في الوجدان آمالا تضيء الدروب برفقة شباب حملوا على عاتقهم المضي قدما لرفعة هذا الوطن الأبي الشامخ، من وحيكم نصنع لحن المودة أملا في نهضة الطموح لإحياء القوة والعزم في نفوس الشباب، ومن توجيهاتكم مولاي نسرج الهمة لتخفق فوق رؤوسنا رمزا للبذل والعطاء والفداء وليبقى أردننا مرفوع الراية والهامة، معكم يا سيدي نجدد الحروف وأنتم تشعلون فينا كل طاقات البذل والعطاء وتعززون فينا مواقف الشباب الفاعلة من أجل سمو وعزة ومجد بلدنا الحبيب".
 
 
من جهته وصف الطالب مهند الحديد الذي حضر لقاء جلالته العام الماضي بأنه أبسط من اللقاء مع المسؤولين حيث تميز على حد تعبيره بالشفافية والمصارحة، مبديا سعادته بأن الملك كان على اطلاع بكافة التفاصيل وهو يعول كثيراً على الشباب وإرادتهم في قيادة الأردن مستقبلاً، وشيء مشرف أن يبوح عن سياسة الأردن الخارجية وما يدور حولها من تأثير على الاقتصاد الأردني والضغوط في موضوع القدس، ومناشدته لنا بأن تكون الحياة الحزبية أفضل وأقوى كأحزاب برامجية لا أحزاب شخصية هشة، منوها هنا بأنه ونيابة عن زملائه على قدر كاف من الوعي الذي يأمله بهم سيد البلاد وأنهم يهنئونه في يوم ميلاده بتحقيق رغباته وتوجيهاته لهم سواء في الخطابات المباشرة أو غير المباشرة.
 
 
طالبة الدكتوراه رؤى المومني تروي "لقد تناول جلالة الملك أثناء لقائه معنا في رحاب الجامعة ثلاثة محاور أساسية هي: التحديات الاقتصادية التي يواجهها الأردن ودور الأردن في القضية الفلسطينية تحديداً ملف القدس بالإضافة إلى الإشكاليات الناجمة عن الأوضاع الدولية و الإقليمية المضطربة.
 
 
وكانت التحديات الاقتصادية قد حظيت بنصيب الأسد في حديث جلالته لما لها من آثار جمة على المجتمع الأردني و خاصة فئة الشباب، البطالة كانت إحدى أهم القضايا المطروحة، وقد ذكر جلالته في هذا الصدد أهمية تعاون الشعب مع الحكومة للخلاص من شبح البطالة و ذلك باختيار الشاب للتخصص المطلوب في سوق العمل إضافة إلى التوجه نحو الأعمال المهنية.
 
 
وقد ذكر جلالته أن أرض الأردن خصبة للاستثمار و أن الكثير من المستثمرين يرغبون بشدة في الاستثمار في الأردن وإن ما يسعى إليه جلالته هو رفع مستوى المؤسسية وذلك في الخلاص من بيروقراطية المؤسسات و تعزيز التواصل بينها إضافة إلى وضع الموظف المؤهل في مكانه الصحيح.
 
 
تطرق جلالته كذلك كما روت المومني إلى أهمية تعزيز العمل الحزبي في الأردن وأن مفهوم الحزب لا ينبغي أن يكون غائباً عن ذهن المواطن، لأن فكرة الحزب لا زالت مشوشة لدى بعض أفراد المجتمع الأردني فأكد جلالته أن وجود سياسة واضحة للحزب هي من الأساسيات و أن الانسجام في الفكر بين أفراد الحزب الواحد أمر في غاية الضرورة، كما رفض جلالته بناء الأحزاب على أسس التفرقة العنصرية سواء أكانت دينية أو مناطقية أو غير ذلك معتبرا لحمة المجتمع الأردني خطا أحمرا.
 
 
وعلى صعيد السياسة الخارجية تحدث جلالته عن بناء علاقات ثنائية بين الأردن و دول ذات سياسات خارجية مستقرة وسياسات اقتصادية ناجحة كالهند و أثنى على تجربة الهند الاقتصادية.
 
 
وإن أجمل ما في اللقاء كانت عفوية جلالة الملك وشفافيته العالية بحيث أننا لم نشعر بأي تكلف أو رهبة، كما لفت نظري أن جلالته قد أصر على منح جميع الشباب الحاضرين فرصة في الحديث حتى أن اللقاء الذي كان قد قدر له ألا يتجاوز ال45 دقيقة امتد إلى نحو الساعة والنصف وكان مستمتعا بالحديث مع الشباب مصغيا لهم تماما.
 
 
وتصرح المومني "أنا كشابة من شباب هذا الوطن قد منحني هذا اللقاء دفعة إيجابية نحو الأمام وبصيصاً من الأمل، فقد جعل جلالة الملك منا أفرادا فاعلين مشاركين في مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي وإدراكه أن لنا دورا أكبر من أننا طلاب ننتظر مجرد الحصول على فرصة عمل، لقد عزز هذا اللقاء فينا روح التعاون و الوطنية وحمّلنا مسؤولية مشرفة نرجو أن نكون على قدرها.
 
 
والطالب فارس بن جلعود المهيد اختار أن يغتنم هذه الفرصة معنا ويرفع لجلالته باسمه وباسم الطلبة السعوديين معبرا لجلالته بأصدق عبارات التهاني عن عميق اعتزازهم بذلك الرباط الوثيق الذي يربط المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا بالأردن، ومن وشائج الأخوة المتينة والمودة بين الدولتين، وبما يميز بلدينا الشقيقين من علاقات متميزة قوامها التقدير المتبادل والتعاون المثمر والتضامن الفاعل، وتحديدا فخرهم بقيادة جلالة الملك لعملية الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الشامل.
 
 
 

2019/01/30