أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ ) فادية العتيبي- برعاية رئيس مجلس أمناء الجامعة الأردنية الدكتور عدنان بدران، أطلقت جامعة فلسطين التقنية– خضوري، الخميس الفائت في منطقة البحر الميت، مشروع ايراسموس "الابتكار في التعليم حول المياه"، بتمويل من الاتحاد الأوروبي.
وجاء إطلاق المشروع الذي يستمر لمدة ثلاث سنوات وبموازنة تزيد على ثمانمائة ألف يورو بحضور رئيس جامعة فلسطين التقنية– خضوري الدكتور نور الدين أبو الرب، ونائب رئيس الجامعة الأردنية لشؤون الكليات العلمية الدكتورة كفاح الجمعاني، ورؤساء وممثلي الجامعات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص الفلسطينية والأردنية والأوروبية الشريكة في كل من اليونان وإسبانيا وقبرص وهولندا وممثلي مكاتب إيراسموس في كل من الأردن وفلسطين.
ويهدف المشروع الذي تشارك فيه الجامعة الأردنية إلى تطوير البرامج الأكاديمية في مجالات المياه وتكنولوجيا المياه، استنادًا لشراكة فاعلة مع السوق والمؤسسات ذات العلاقة من خلال الاستفادة من الخبرات الأوروبية لمواجهة مشاكل شح المياه والتغير المناخي في الشرق الأوسط والعالم.
وأشاد بدران في حفل الافتتاح بأهمية المشروع الذي يلامس واقع مرير لقطاع المياه والذي قد يشكل بدوره محورًا للصراع السياسي في المستقبل القريب.
وعرض في كلمته جوانب مشكلة شح المياه على المستوى الدولي والإقليمي والوطني، مؤكدًا ضرورة تكاتف الجهود على ككافة الأصعدة لإدارة ناجحة لأزمة المياه، ومركزا على أهمية الانسجام والتكامل بين صناع القرار والعلماء الباحثين بإيجاد ربط حقيقي بين البحث العلمي وصانع القرار".
في حين قالت الجمعاني إن الأردن طوّر خططا رئيسية واستراتيجيات وطنية ذات تركيز واضح على التنمية المستدامة القابلة للتكيف مع المناخ، سعيا لتحقيق كفاءة الموارد في جوانب التخطيط والاستثمارات، حيث تم تأسيس مركز المياه والطاقة والبيئة في الجامعة الأردنية أوائل الثمانينات من القرن الماضي، والذي يضطلع بإجراء أبحاث متكاملة من خلال الشراكات بين الأوساط الأكاديمية ومختبرات الفحص والصناعة.
وأكدت إدراك الجامعة الأردنية بضرورة تحديث البرامج الأكاديمية بطريقة تضمن التميز المستمر مع تلبية متطلبات السوق المحلي والإقليمي والعالمي، وسعيها إلى التكيف مع أفضل الممارسات التعليمية دوليا وصولا إلى هدفها في تخريج طلاب متميزين يثبتون جدارتهم وتفوقهم في المسابقات العامة.
بدوره استهل رئيس جامعة فلسطين التقنية خضوري الدكتور نور الدين أبو الرب كلمته الافتتاحية بالقول "نتطلع من خلال هذا المشروع إلى استحداث برامج أكاديمية وبرنامج ماجستير دولي مشترك في الجامعات المشاركة يعتمد بشكل جزئي على تقنيات التعليم الإلكتروني والاستفادة من الخبرات الأوروبية عن طريق تقنيات التعليم والاتصال المرئي".
وأكد أبو الرب أهمية تطوير المناهج وربطها بالسوق المحلي للوقوف على الاحتياجات الحقيقية للمجتمع في قطاع المياه وإيجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها هذا القطاع الحيوي الهام، مشيدا بالشراكة الناجحة والفعالة مع الجامعات الأردنية،
إلى ذلك، أشاد ممثلو ايراسموس في فلسطين والأردن الدكتورة ريم الخضر والدكتور نضال الجيوسي بفكرة المشروع الذي يعتبر من أهم الشراكات من بين ثمانية مشاريع مشتركة، كونه يلبي حاجة وطنية وإقليمية ودولية فيما يخص شح المياه والحاجة لوجود موارد بشرية وأدوات لإدارة ناجحة لقطاع المياه، كما تبرز أهمية هذا المشروع كونه يطمح لإنشاء برامج أكاديمية ريادية تضاهي قريناتها في أوروبا.
وركز عضو لجنة الزراعة والمياه والبيئة في مجلس الأعيان الدكتور رضا الخوالدة على أهمية إدخال مفهوم الابتكار في المناهج التعليمية لرفع ثقافة الابتكار لدى طلبة الجامعات، مؤكدًا متابعة اللجنة لمراحل هذا المشروع للاستفادة من النتائج التي يمكن أن تتحقق كون الأردن دولة تعاني من شح المياه ولا بد من استخدام تكنولوجيا جديدة مبتكرة للمساهمة في حل مشكلة المياه ورفع كفاءة استخدامها.
مدير المشروع في الجامعة الأردنية الدكتور أحمد السلايمة، قال في مداخلته إن المشروع سيسهم في تطوير ثقافة جديدة لعلاقات العمل بين مؤسسات التعليم العالي والشركات للسماح للمؤسسات التعليمية العليا بالتكامل بشكل أفضل داخل المجتمع الأكبر، وتحقيق تعاون مثمر مع الشركات لتوفير دعم للطلاب من خلال التوظيف العملي ما من شأنه تشجيع الخريجين على تطوير قدراتهم التي تضمن انضمامهم عن جدارة إالى سوق العمل.
وأكد السلايمة أن المشروع سيثمر عنه تنفيذ طرق جديدة ومبتكرة لتوفير تعليم عالي الجودة ، وإعداد خريجين يتمتعون بهوية ثقافية وبيئية واجتماعية تستخدم استدامة موارد المياه لضمان مستقبلها مع دمج تأأثيرات تغير المناخ.
يذكر أنه بلغ عدد الشركاء في المشروع ما يزيد عن اثني عشرة مؤسسة تعليمية وحكومية وقطاع خاص بقيادة جامعة فلسطين التقنية خضوري، وجامعة القدس وسلطة المياه الفلسطينية ومركز الاستشارات الهيدرولوجية من فلسطين، ومن الأردن جامعة العلوم والتكنولوجيا والجامعة الأردنية وجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، وصندوق دعم البحث العلمي، ومن أوروبا جامعة قبرص المفتوحة وجامعة أمستردام من هولندا والجامعة التقنية مدريد في اسبانيا.